حاوره : أزدشير كوباني
بدايةً , أرحب بك أستاذي العزيز وأشكرك على منحك لي جزءاً من وقتك الثمين .
س1_ أرجو في البداية أن تتطرق _ ولو بإيجاز _ إلى الأوضاع التي تمر بها سوريا الآن , وبشكل خاص المناطق الكوردية ومدى معاناتها اقتصادياً بشكل أخص .
ج1_ لا شك أن النظام في طريقه إلى الانهيار التام , ولكن ما أخشاه وما يخشاه كل المراقبين هو سير النظام الحثيث باتجاه هدم كل مؤسسات الدولة والبنى التحتية في عموم سوريا , إذ أن العصابة الحاكمة تفكر بعقلية شمشون الجبار ( علي وعلى أعدائي ) , لقد سبق النظام الحالي في سوريا شقيقه التؤام في العراق حيث قال على لسان صدام حسين : سأسلم العراق لمن يأتي من بعدي , كومة ركام .
هناك في التراث الكوردي قصة شبيهة بما يجري الآن :
تذكر الملحمة الكوردية ( خج وسيامند ) أن الثور البري الذي قتله سيامند تسبب بحركة من أحدى أرجله, وهو ينتفض , بإيقاع سيامند في قاع الوادي السحيق ............. ونهاية التراجيدية معروفة لدى شعبنا .
أكيد أن النظام منته ولكنه سينهي معه الجزء الأعظم من مقدرات الشعب البشرية والاقتصادية ...... الخ.
إن ما يجري في سوريا ما هو إلا مجازر يومية ترتكب بحق الأمنين , ويذهب ضحيتها الأبرياء , بينما دول العالم القريبة والبعيدة تراقب الأوضاع بلا اكتراث , وكأنه لا رأي عام _محلي او عالمي_ ضاغط عليها . لذا فهو أمر طبيعي جداً أن يلجأ المواطنون إلى مخاطبة المجهول والما ورائيات كقولهم . ( يا الله ما لنا غيرك يا الله ) .
اما المناطق الكوردية فبكونها جزءاً رئيسياً من جسد البلاد فهي تتأثر بما يحدث الآن .
المناطق الكوردية بعيدةً حالياً عما يحدث في الداخل من مجازر و مآسي أخرى , ولكن لا نستطيع القول : إنها بمعزل عما يجري , فكثير من أبناء شعبنا ممن كانوا يقيمون في حلب ودمشق خاصة ذهبوا ضحايا عنف السلطة وكذلك كثير من أبنائنا ممن كانوا يخدمون في الجيش . وأغلبهم قتلوا على أيدي الشبيحة لعدم اطلاقهم النار على أخوتهم المواطنين , في هذا المجال نستطيع القول ان أغلب جنودنا الأكراد كانوا مستهدفين منذ انتفاضة 2004 المباركة .
المواطنون السوريون يقتلون في المناطق الاخرى من قبل النظام , قصفاً بالمدفعية والصواريخ والطيران.
المواطنون الكورد يقتلهم النظام تجويعاً بسد كافة أسباب المعيشة في وجوههم ويجبرهم على الهجرة إلى دول الجوار والعالم والتوجه إلى المجهول !!!!!!!.........
لنأخذ مدينة كوباني مثالاً . أغلب الناس فيها يكتفون بوجبة غذائية واحدة في اليوم وبعضهم لا يجد الى ذلك سبيلاً ..............!!!!!!!!
س2_ كيف هو وضع اللاجئين في مدينة كوباني ,وكم عددهم , وكيف يتعامل أهالي المدينة معهم ؟.
ج2_ معروفُ انه مضى على قدوم طلائع المهاجرين إلى كوباني أكثر من عام , وأغلبهم من حماة وحمص والرستن , حيث يقيمون عند أصدقائهم أو معارفهم أوأقربائهم وخاصة برازية حماة , كما يقيم بعضهم في البيوت المستأجرة والدكاكين حتى , في أوضاع مزرية للغاية .
كثير من عوائل المنطقة قدمت لهم التسهيلات والمعونات , غير أن نفاذ ما لدى المستقبلين يضعنا الآن أمام مأساة جوعٍ حقيقية , إذ نستطيع القول بالحرف الواحد : ( المنطقة الآن في كارثة حقيقية ) لا معونات خارجية ولا أحد يستجيب لاستغاثاتنا . اما في الأشهر القليلة الماضية فقد وفدت الى المنطقة عشرات ألوف العوائل الكوردية من أبناء المنطقة الذين كانوا يسكنون في حلب ودمشق خاصةً ,فما كان من كثير منهم الا السكن في بيوتهم القديمة المهدمة أو عند أقاربهم أو في المدارس أو في الخيم بانتظار المجهول ......!!!!.....وما زاد في الطين بلة وقوع المعارك في الجوار ( جرابلس ومنبج ) بين الجيش الحر والثوار من ناحية والجيش النظامي والشبيحة من ناحية أخرى , حيث نجم عن ذلك نزوح عدد كبير من المهاجرين إلى المنطقة وخاصةً ناحية الشيوخ , حيث يوجد عشرات المصابين والجرحى والمشوهين بين أولئك .
لا يسعني هنا الا طلب النجدة الفورية لإغاثة منطقة كوباني بسكانها الاصليين والنازحين أليها , على حد سواء
س3 _ ما هو موقفكم كمجلس وطني كوردي من الجيش السوري الحر .
ج3_ منذ انعقاد المؤتمر الوطني الكوردي في 26-10-2011م والخروج بقرارته الثورية , أكدنا رسمياً على أننا جزءً من الحراك الثوري السوري , ونعمل معاً لإنجاح الثورة السورية المباركة ,لما فيه المصلحة الوطنية السورية, والمصلحة القومية الكوردية . إذ أن القضية الكوردية في سوريا جزءً أساسي لا يتجزأ من القضية الوطنية .
لذا نرى في المجلس الوطني الكوردي أن الجيش السوري الحر جزءً رئيسي وصدامي من الثورة السورية . علينا مباركة كل إنجاز لهم , وعليهم احترام خصوصية مناطقنا الكوردية في إطار وحدة سوريا أرضاً وشعباً .
س4_قرأنا في المواقع الالكترونية خبراً عن قدوم رئيس لشعبة التجنيد مع طاقمه إلى كوباني ما تعليقكم على ذلك ؟..
ج4_ معلوم أن شعبة تجنيد كوباني كانت مغلقة منذ شهرين , أي منذ ما سمي بتحرير كوباني التي لي رأي أخر فيها .
هناك رأيان مختلفان شيئاً ما حول ما حدث .
_الرأي الأول: متفائل جداً وهو تسطيحي وغير بريء , إذ يقول: أن قدوم رئيس الشعبة الجديد مع طاقمه يهدف إلى تسيير أمور المواطنين المراجعين من براءات الذمة واللا مانع ...... الخ ....
_الرأي الثاني : وهو الذي أراه واقعياً إذ ينم عن معرفة أكيدة لخصائص ومزايا هذا النظام الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة , ومفاده أن الهدف الرئيسي لقدوم الطاقم التجنيد هو تهيئة لوائح أسمية بما يسمى بـ(المتخلفين عن الجيش والهاربين والمنشقين عنه) و المطلوبين للاحتياط . أنا أتوجس شراً من قدوم هذا الطاقم خاصةً وأن المنطقة تشهد فراغاً أمنياً مئة بالمئة .