Kl:09,55 11|09|2012 Dengê kurd
أعدّ التقرير : خالد أحمد :
وأصواتهم كانوا من مختلف المدن , وكانت مهنهم مختلفة , كذلك انتماءاتهم كان يختلفون في أشياء كثيرة , لكنّ شيئاً واحداً كان يجمعهم إنّه الوجع , وحده الوجع وحّدَهم , الحزن على تلك الأرواح الكردية التي أزُهِفت في كل من حي الشيخ مقصود ,
وبحر إيجه قبالة السواحل التركية , الذين كان لهم موعد مع الموت بعد أن هربوا من الموت.
أقامت جمعية روج هلات الكردية في الدنمارك في 9-9 -2012 , مجلس عزاء للشهداء الكرد الذين قضوا غرقاً قبالة الشواطئ التركية وقصفاً بطائرات كتائب الأسد في حي الشيخ مقصود في مدينة حلب السورية , في مدينة فايلة في جزيرة يولاند , كان من المقرر البدأ في الساعة الثانية عشرة , لكن بسبب تأخر البعض , تأخر مبدأ مراسم العزاء ,حتى الساعة الواحدة والربع .
بدأت مراسم العزاء بكلمة مدير جلسة العزاء السيد كاميران زاخوي , الذي رحّب بالحضور وترحّم على الشهداء , واستأذن الحضور بالوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء الكرد , ثم التمس من السيد عبد الله أوديس بافي جيكر بالحديث .
بدأ السيد بافي جيكر الحديث بالترحم على الشهداء الكرد الذين قضوا في اليومين السابقين , وحاول التركيز على السبب الذي دعا هؤلاء العوائل إلى سلوك هذا الطرق المحفوف بالموت الزؤام , هذه العوائل التي هربت من الرصاص , فكان البحر لهم بالمرصاد , وتوجّه بأحرّ تعازيه للأمة الكردية قاطبة في مصابها الجلل , ثم تطرّق إلى الحديث عن الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة الكردية في ظلّ الثورة السورية المباركة ,وثمّن دور الحركة الكردية ودورها الريادي في قيادة المنطقة في هذا المضيق الصعب , وأيضاً أشاد بالهيئة الكردية العليا التي تمثل القرار السياسي للكرد السوريين ,وتفاءل خيراً للشعب الكردي بنيل حقوقه في القريب العاجل في سوريا حرّة متعددة لكل السوريين .
ثم كان الحديث للسيد إبراهيم إبراهيم ,الذي أشار إلى مدى تألّم كل الشعب الكردي بهذه المناسبة الأليمة التي نزلت بالكرد , وهي امتداد لمعاناة الشعب الكردي , ورأى أنّ الوطن لا يُبنى إلا بدماء الشهداء والشعب الكردي خير مَن يفدي وطنه بروحه , كما شكر الحاضرين باسم المجلس الوطني الكردي , ومجلس غرب كردستان , وأكّد على الوحدة الكردية التي هي السبيل الوحيد لانتزاع حق الشعب الكردي الذي يعيش على أرضه التاريخية , وقال إننا متحدون حقيقةً والدليل أنّا بكينا معاً , واجتمعنا معاً لأننا الكرد يدٌ واحدة رغم الخلافات البسيطة التي نختلف فيها , وأعرب عن إيمانه الكامل بأنّ دماء الشهداء الكرد لن تذهب سدى , وكذلك ثمّن أهمية الهيئة الكردية العليا , ووجوب الالتزام بها من كل الأطراف , وأشاد بدور اللجان الشعبية في حماية المناطق الكردية , وأكّد على أهمية الوحدة الكردية التي بدونها لن يكون للكرد حقّ في الغد , وختم حديثه بالترحم على الشهداء وشكرا القائمين على العمل .
وبعدها كان الحديث للشاعر الكردي آرام عامودا ,الذي تحدث عن الوطن الذي ضاق ذرعاً بأبنائه الذين يسلكون طرق الموت سبيلاً للنجاة , وحاول تسليط الضوء على دور الحركة الكردية, وطريقة نضالها , وأشار إلى نوعية الشباب الكردي , وأضاف بأن الشعب الكردي أقوى من محتلّيه , كون الشعب الكردي شعب حضاري ومتعلم , ومثقف , وأن هذا الشعب يملك كل المقومات التي تجعله أهلاً لحياة حرّة كريمة , لكنّه أشار إلى المشكلة الأساسية في الحالة الكردية اليوم , وهي أنّ الشعب الكردي هو شعب قوّال بامتياز وليس فعّال , وهذا هو الداء – برأيه – الذي جعل الكرد حتى اليوم يعانون الظلم والاضطهاد من قبل الدول الأربع , وأضاف إن البعض يتحدّث عن الربيع الكردي , لكنه تساءل , هل نحن مستعدون للربيع الكردي ؟ هل نحن قادرون على قيادة مناطقنا في المستقبل بعد سقوط النظام ؟ وخصّ في حديثه كرد أوربا أو الاوربيين – حسب تعبيره – حول عدم مشاركتهم الفعّالة في القضية الكردية , ودعمها من الخارج مادياً ومعنوياً , وإعلامياً , وعدم قدرتهم على الاستفادة من وجودهم في الغرب للمطالبة بحقوقهم المشروعة من خلال المنظمات الدولية , وعدم قدرة الكرد في أوربا من الاستفادة والتعلم من الديموقراطية الأوربية , واستشهد في حديثه عن زيارته لدائرة تظلّم اللاجئين التي سألته : أليست لديكم منظمات كردية تدافع عنكم ؟ وهو لأمر مخجل كما قال –عامودا- , وقال : نحن الكرد نملك كل شيء ولا نملك شيء , وشكر الحاضرين والقائمين على هذا العزاء .
وكانت للسيد أنور جميل ممثل حزب آزادي في مجلس العزاء كلمة , أكتفى فيها بالترحم على الشهداء وشكر القائمين على العمل , وفي النهاية قام السيد مسعود أوسمان مسؤول جمعية روجهلات التي نظمت العمل بشكر الحاضرين والترحّم على الشهداء , بعدها قام بشرح تفاصيل حادثة غرق القارب الذي كان يضم العوائل الكردية التي قضت في تلك السفينة ,أضاف أوسمان أن السلطات التركية لا تزال تحتجز ثلاثين شخصاً من الذين نجوا من الغرق , أنّ اثني عشر شخصاً من الناجين حالتهم خطرة جداً , وفي الختام شكر كل المشاركين على حضورهم , وعزّى باسم جمعية روجهلات كل الشعب الكردي , وسأل الله النصر القريب للثورة السورية المباركة .
أعدّ التقرير خالد أحمد
الدنمارك