عائدون بحلة جديدة

موقع قيد الانشاء
مصنف ضمن:

المالكي يخشى إعلان بارزاني استقلال كردستان بعد سقوط الأسد


Kl:11,28  25 |09|2012  Dengê kurd


طلبت الحكومة العراقية برئاسة نوري المالكي من سلطات اقليم كردستان في شمال العراق تسليم معبر ابراهيم الخليل في منطقة زاخو, وهو المعبر العراقي الرئيسي مع تركيا, ليخضع لسلطاتها. وقالت صحيفة "السياسة الكويتية" عن  مصادر مطلعة في حكومة

المالكي ان هذا الأخير تلقى إشارات مهمة من حزب "الاتحاد الوطني الكردستاني" برئاسة الرئيس جلال طالباني عن قبول تسليم معبر حاج عمران على الحدود بين محافظة السليمانية الكردية التي تخضع لنفوذ طالباني وبين ايران, وهو ما أثار غضب رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني.



اثر ذلك, جرت محادثات بين "الحزب الديمقراطي الكردستاني" برئاسة بارزاني وحزب طالباني, حيث اتفق الجانبان على التنسيق المشترك في اتخاذ اي خطوة تتعلق بشؤون الاقليم وتفادي اتخاذ اجراءات من طرف واحد.

وقالت المصادر ان المالكي يحاول ان يستغل غياب الوحدة الكاملة بين شطري اقليم كردستان, السليمانية التي تخضع لقوات حزب طالباني ومحافظتي دهوك واربيل اللتان تخضعان لقوات حزب بارزاني, لفرض واقع أمني جديد في المنطقة, كاشفة أن ان سر تحرك المالكي للسيطرة على معبري حاج عمران مع ايران وابراهيم الخليل مع تركيا, مرده الى المخاوف من قيام بارزاني بإعلان استقلال كردستان وقيام دولة كردية مستقلة بمجرد انهيار النظام السوري.

وبحسب المصادر الحكومية العراقية, فإن بارزاني يعتقد ان سقوط الاسد يمثل انتكاسة سياسية كبيرة لنفوذ وقوة المالكي, وان عليه ان يتخذ خطوات جريئة باتجاه استقلال كردستان, وان النتائج الاقليمية المترتبة على التغيير في سورية ستكون مشجعة لكي تعترف بعض الدول القريبة من العراق بالدولة الكردية الوليدة.

وتوقعت المصادر أن تكون السعودية وتركيا في مقدمة الدول التي ستعترف بالدولة الكردية شمال العراق, في ظل معلومات ان حكومة رجب طيب اردوغان اعطت اشارت ايجابية الى بارزاني بدعم استقلال كردستان العراق, وان وجود مثل هذه الدولة لا يشكل اي تهديد جدي للأمن القومي التركي, كما أن بارازاني يمكنه ان يكون حليفاً كردياً موثوقاً لوقف تهديدات "حزب العمال الكردستاني" المتمرد ووضع حد لهذا الملف الأمني الشائك بالنسبة للدولة التركية.

من جهته, بات المالكي على قناعة بأن سقوط نظام الأسد سيؤدي الى تشكيل خارطة جديدة للمنطقة, وان قيام دولة كردية برئاسة بارزاني سيضعف النفوذ الايراني داخل العراق, خاصة إذا نجح هذا الاخير في ضمان وجود محافظة السليمانية في كنف "دولة كردستان".

وكشفت المصادر عن محادثات سرية يجريها مقربون من بارزاني, بينهم ابنه مسرور بارزاني الذي يتولى رئاسة مجلس الأمن القومي لإقليم كردستان, مع قادة أكراد من حزب طالباني, وان نائب رئيس الاقليم كوسرت رسول من أبرز المؤيدين لخط بارزاني في هذا الموضوع, غير ان جبهة المعارضين لتوجهات الأخير مازالت قوية وتضم طالباني ومنافسه السياسي نورشيروان مصطفى أمين الذي يرأس "حركة التغيير" في مدينة السليمانية.

ووفقاً للمصادر نفسها, فإن المالكي نصح طالباني باختيار شخصية بعيدة عن بارزاني لكي تتولى خلافته في قيادة "حزب الاتحاد الوطني", وأبلغه أن طهران ترى ان تولي كوسرت رسول رئاسة هذا الحزب يشكل دعماً لتوجهات بارزاني المعادية للمالكي وللهيمنة الايرانية.

وكشفت المصادر ان خطة المالكي في مرحلة ما بعد نظام الاسد تستتند الى أمرين حيويين:
- الأول يتمثل في فرض سيطرة الحكومة المركزية في بغداد برئاسة التحالف الشيعي على اقليم كردستان بالكامل وإخضاع بارزاني لسياسات هذه الحكومة, وهذا أمر مهم لضمان السيطرة على جميع المعابر الحدودية بين العراق من جهة وبين تركيا وسورية من جهة اخرى.

- الثاني يتعلق بسيطرة المالكي على جميع الحدود التي تربط المحافظات العربية السنية, سيما نينوى والانبار, مع سورية والأردن. وتسير هذه العملية بشكل ناجح حيث نجحت حكومة بغداد بالفعل في ارسال قوات من جنوب العراق أغلبها قوات شيعية الى هاتين المحافظتين وفرضت هيمنة شبه مطلقة على الحدود مع سورية والأردن.

وأكدت المصادر الحكومية العراقية ان المحادثات التي أجراها رئيس مجلس الأمن القومي الايراني سعيد جليلي مع نظيره العراقي فالح الفياض في بغداد وطهران, خلال الأشهر القليلة الماضية, تطرقت الى مرحلة ما بعد الاسد بشكل صريح, ما يعني ان الجانبين باتا على قناعة بأن بقاء الاسد في الحكم مستحيل وان التغيير في سورية سيقع في نهاية المطاف, ولذلك ناقش المسؤولان ما يسمى الأمن القومي المشترك العراقي - الإيراني.

وبحسب المصادر, فإن الفياض وجليلي توصلا الى وثيقة عمل للفترة المقبلة تتضمن تشديد القبضة الامنية لقوات المالكي على المحافظات السنية, شمال وغرب العراق, التي تضم الأنبار وصلاح الدين ونينوى وديالى وكركوك, وعلى المحافظات الكردية التابعة لإقليم كردستان برئاسة بارزاني, السليمانية ودهوك والعاصمة اربيل, في ظل معلومات ان قيام نظام جديد في سورية سيزيد من حدة صراع النفوذ بين ايران والعراق من جهة وبين تركيا والأردن ودول مجلس التعاون الخليجي من جهة ثانية, وان من اهم مخاطر هذا الصراع انهاء حكم المالكي وتشكيل تحالف سياسي جديد يضم الاكراد والسنة والشيعة البعيدين عن ايران لقيادة النظام السياسي العراقي.

في مقابل ذلك, أبرم اتفاق, بحسب المصادر, بين تركيا والولايات المتحدة لتقويض النفوذ الايراني في الفترة التي تلي سقوط نظام الأسد, كما أبلغت واشنطن أنقرة أنها تدعم التحالف السياسي مع بارزاني ورئيس ائتلاف "العراقية" اياد علاوي ونائب رئيس الجمهورية المحكوم بالإعدام طارق الهاشمي, ورئيس البرلمان اسامة النجيفي, لأن السياسة الاميركية تؤيد بقوة أي جهد اقليمي يستطيع القضاء على نفوذ ايران في العراق.

وأكدت المصادر ان واشنطن ارسلت رسائل واضحة إلى أنقرة والرياض مفادها ان سقوط الاسد يجب ان يؤدي الى عزل إيران في المنطقة, وان تطهير الساحة العراقية من النفوذ الايراني تطور ستراتيجي لتحقيق هذا الهدف.






جميع الحقوق محفوظة @ 2015 صـــوت الكـــــورد sawtalkurd .

التصميم من قبل Sawtalkurd | ألوان