ارام عامودا :
في عامودا وحدها
نسقي الزرع من العرق المنهمر من الجبين
لينبت حاملاً معهُ أوجاع السنيين
ثم نطحن الحب في طاحونة البشر
لتعجنهُ أمي بخمر الموتى
و تنشرهُ على حبل الزمن الضائع
بين أنياب حاكم يأكل لحم الأطفال
و يسكر على دماء البشر
في عامودا وحدها
تتساقط الدموع من العين على بسمة الخد
لتهرب البسمة تاركتاً الخد لوحده
ليتقاسم الألم مع دمع العين
في وطن تكالبت عليه الأمم
في وطن يغني وحده أنشودة الحرية
تحت ظلم حاكمً كل ما أعتصر قلبه
خرج منه طوفان الحقد على الشعب
في عامودا وحدها
ننام على جمر الحياة بليالي الصيف
فنصحوا على قطع الجليد في صباح الشتاء
ليلتأم الأثنان معا بين فوضى الفصول
وتساقط أوراق الخريف في الربيع
في زمن يحكمه السفهاء
و يموت فيه الأبرياء
في عامودا وحدها
نحلم طوال الليل بأحلام خرافية
فيأتي شمس الصباح ليسرق كل شيء
و تدخل أشعتها غرف الفقراء
عبر أبوابها المكسرة من شغف الحياة
لتهرب بسمة الحلم
الى قصر الحاكم و الوزير
ليموت الأمل بمدينة الأمل
في عامودا وحدها
تشتعل نيران حقدهم بأجساد أطفالنا
لتكتب شهرزاد ملحمتها التاريخية
برماد أطفال عامودا و تمضي
ليبقى تاريخنا مليئ بالمجازر والصراخ
ونواح النساء اللواتي يندبن الحي قبل الميت
في وطن يموت بيد اللصوص و الغرباء
ويحيى بدماء الشهداء و عرق الفقراء
في عامودا وحدها
وردنا مقيدة بالسلاسل
هوائنا مسجون في صدر القاتل
مائنا جف و سال الدماء في الساقية
شمسنا أسودت بظلال الحاكم الحاقد
لكن شرمولا يبقى يعاند الغزاة
ليحرس قبور الشهداء و الأحياء
آراد عامودا
تنم النشر في 00,30 11|08|2012