
kl:12,23 04|05|2012 Sawtalkurd
بينما تضعف الانتفاضة في سوريا قبضة الرئيس بشار الأسد تشعر القوى العالمية بالقلق لأنه قد يفقد السيطرة على مخزون سري من الأسلحة الكيماوية مما يتيح للمتشددين قدرة على الحصول على غازات قاتلة.
وسوريا هي واحدة من ثماني دول من بينها إسرائيل ومصر رفضت التوقيع على اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية لعام 1997 مما يعني حرمان الهيئة العالمية المعنية بالرقابة على الأسلحة الكيماوية من الاختصاص بالتدخل هناك.
وتعتقد القوى الغربية أن دمشق لديها أكبر مخزون متبق في العالم من الأسلحة الكيماوية غير المعلن عنها من بينها غاز الخردل وغاز الأعصاب القاتل الذي يحتفظ به الأسد لتحقيق التوازن مع ترسانة إسرائيل النووية غير المعلنة.
والجيش السوري مدرب على استخدام الغاز السام وتفيد المخابرات الأمريكية والإسرائيلية أنه قادر على نشره من خلال الصواريخ طويلة المدى. وفي علامة على القلق المتزايد قال عضو في الكنيست إنه أعيد تمويل مصنع إسرائيلي لتكثيف إنتاجه من الأقنعة الواقية من الغاز استعدادا لهجوم محتمل.
وقال أحمد أزومجو المدير العام لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية "الترسانة استنادا إلى التقارير تثير الانزعاج".
وأضاف "إذا كانت هذه التقارير صحيحة فإن تدمير هذه المخزونات وإزالتها سيتطلب قدرا كبيرا من الموارد والجهود".
ويقوض عدم الاستقرار في سوريا قدرة الأسد على تأمين ترسانته في مواجهة جماعات مسلحة مثل حليفه الاقليمي حزب الله الشيعي في لبنان أو المتشددين السنة في صفوف معارضيه.
وفي واشنطن وصف الجنرال مارتن ديمبسي رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة المخزون السوري بأنه أكبر مصدر للقلق بالنسبة للولايات المتحدة التي قال إنها وضعت خططا للطوارئ مع شركاء إقليميين.
وقال ديمبسي للجنة القوات المسلحة بمجلس النواب الأمريكي الشهر الماضي إن التهديد الرئيسي في سوريا يتمثل في "انتشار أو الانتشار المحتمل للأسلحة الكيميائية والبيولوجية -والتي تعرف بأسلحة الدمار الشامل."
ونظرا لأن سوريا لم توقع على اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية ولأن الأمم المتحدة لا تتدخل لا يوجد على سوريا التزام دولي بإعلان أسلحتها الكيماوية أو بالتخلي عنها أو السماح لمفتشين بمراقبتها.
وقال مسؤول في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية "هناك صمت غريب جدا في أروقة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بشأن سوريا ومع ذلك هناك عدة دول منفردة أبدت مخاوف حذرة."
وأضاف "الصمت لا يعني أنه لا يوجد قلق… فسوريا مصدر طاغ للقلق في العالم في الوقت الحالي بسبب الأسلحة الكيماوية."
ونظرا لأن يدي منظمة حظر الأسلحة الكيميائية مقيدتان سيكون مجلس الأمن الدولي هو الهيئة الدولية الوحيدة القادرة على بحث قضية الأسلحة الكيماوية السوريا وقال مسؤولون في المجلس إن هذه القضية لم تطرح بعد.
واجتمع أزومجو أواخر فبراير شباط الماضي مع بان جي مون الأمين العام للأمم المتحدة. و"أشارا بقلق إلى التقارير بشأن احتمال وجود أسلحة كيماوية" لكنهما لم يتخذا أي إجراء آخر.
وقال أزومجو إنه يمكن نشر الفرق التابعة لمنظمته في خلال 12 ساعة لتفتيش إذا صدرت لهم أوامر من الأمم المتحدة.
وأضاف "من الواضح أن ذلك سيتطلب قدرا من الاستعداد لحالات محددة مثل سوريا… لكن الأسلحة الكيماوية أسلحة كيماوية ومن ثم ستكون معروفة بشكل جيد لخبرائنا."
وانضمت سوريا إلى بروتوكول جنيف لعام 1925 الذي يحظر الاستخدام الأول للأسلحة الكيماوية أو البيولوجية ولكنه لا يذكر شيئا عن إنتاجها أو تخزينها أو نقلها.
وتأسست منظمة حظر الأسلحة الكيمائية ومقرها لاهاي للإشراف على حظر انتاج الأسلحة الكيمائية وتخزينها واستخدامها. وانضمت 188 دولة للمنظمة لكن المنظمة تواجه صعوبة في إقناع دول في الشرق الأوسط بالانضمام إليها. واستخدم الغاز السام مرارا في المنطقة منذ الستينات.
وقد يواجه الأسد صعوبة بعد إضعافه في إبقاء الأسلحة الكيماوية بعيدة عن أيدي جماعات أخرى وقد يدفعه يأسه إلى أن يصبح أكثر ميلا لاستخدام هذه الأسلحة أو نقلها لحلفاء.
قال أيهم كامل وهو محلل متخصص في الشرق الأوسط في مجموعة أوراسيا "الاحتمال الأكثر خطورة هو أن يقلل عدم الاستقرار في سوريا قدرة الدولة على الحفاظ على الأمن إلى حد لا تكون معه جميع مخزونات الأسلحة الكيماوية مؤمنة." وأضاف "السيناريو المؤرق هو أن تسقط في أيدي القاعدة."
وتابع قائلا "سوريا قد تسعى لتقويض ميزان القوة الإقليمي بتزويد حزب الله بترسانة قد تهدد المصالح الغربية."
وأضاف كامل أنه في حالة امتداد الصراع في سوريا عبر الحدود فإن قوات الأسد التقليدية لن تكون في قوة القوات الإسرائيلية أو قوات تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي "ومن ثم ستكون هناك حاجة للجوء إلى أساليب الحرب غير المتكافئة وقد تستخدم الأسلحة الكيماوية."
وتشعر إسرائيل التي خاضت أربع حروب مع سوريا منذ عام 1948 بأنها الأكثر تهديدا. وأعاد معهد دراسات الأمن القومي وهو مركز أبحاث إسرائيلي رئيسي تقييم هذا الخطر في دراسة عن آثار انتفاضات "الربيع العربي" على الأمن الإقليمي.
وقالت الدراسة "تعد سوريا قوة عظمى في المجال الكيماوي والبيولوجي… والقوات الموالية للأسد تتولى تخزين الأسلحة الكيماوية وحمايتها السيطرة عليها."
وتابعت الدراسة تقول إنه إذا حصلت منظمات مثل طالبان أو حزب الله أو القاعدة أو حركة المقاومة الإسلامية (حماس) فإن تلك الأسلحة "ستستخدم على الأرجح في سيناريو ما في المنطقة."
ودفع ذلك القلق إسرائيل إلى تقديم 80 مليون شيقل (حوالي 20 مليون دولار) كدعم حكومي لمصنع ينتج الأقنعة الواقية من الغاز لضمان الإنتاج حتى نهاية العام.
وقال زئيف بيلسكي وهو عضو معارض في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) في لجنة برلمانية معنية بمراجعة استعداد الجبهة الداخلية للحرب إنه جرى تزويد ما يقرب من 60 في المئة من الإسرائيليين بالعتاد الذي يوفر الحماية قبل أن يعاني المصنع من مشكلات مالية ويوشك على الإغلاق.
وقال أنتوني سكينر محلل شؤون الشرق الأوسط في شركة مابلكروفت للاستشارات "الخطر سيتزايد إذا استمر تصعيد العنف. نحن أكثر قلقا من المتشددين الإسلاميين الانتهازيين الساعين لاستغلال الاضطراب والوصول إلى الأسلحة الكيماوية وتهريبها خارج البلاد."
وكالات