
kl:14,11 23|05|2012 Sawtalkurd
انتقد الكاتبان اندرو تابلر وهارون زيلين في تقرير لهما في "معهد واشنطن" الاميركي، ما وصفاه بـ "المبالغة" التي تظهرها دمشق في توصيفها لجماعة "جبهة النصرة" التي تتبنى التفجيرات والعمليات الانتحارية التي تشهدها سوريا.
وتناول الكاتبان في تقريرهما ان الفيديو الذي نشر في 12 أيار/مايو الحالي على موقع "يوتيوب" والذي يشير الى انه صادر عن الفرع الفلسطيني لجماعة "جبهة النصرة" الجهادية السورية حول الهجوم التفجيري المزدوج الذي وقع في 9 أيار/مايو قرب مجمع أمني في دمشق وأسفر عن مقتل أكثر من خمسة وخمسين شخصاً وجرح مئات آخرين.
واوضح تابلر وزيلين انه "بينما يبدو أن جبهة النصرة، هي جماعة متطرفة حقيقية، إلا أنه ليس واضحا ما إذا كانت مسؤولة عن الهجوم أو نشر الفيديو أم لا، حيث ان شريط الفيديو نفسه يثير تساؤلات مقلقة عن الاستغلال المحتمل من قبل نظام الأسد للجهاديين بناء على علاقاته السابقة مع هذه الجماعات".
واستعرض التقرير سلسلة الهجمات التفجيرية والانتحارية التي تنبتها "جبهة النصرة" في سوريا خلال الشهور الماضية. الا ان تابلر وزيلين قالا "كل ذلك يشير إلى أن شخصا ما ربما يحاول استخدام الجهاديين ككبش فداء للتفجير الذي وقع في 9 أيار/مايو.
والظاهر هنا أن نظام الأسد هو المشتبه به لكن لا توجد أدلة حتى الآن تؤكد تورطه".
وتابع الكاتبان ان "النظام ادعى مرارا أن عصب المعارضة إنما يتشكل من جهاديين إرهابيين أجانب". لكنها اشارا الى ان النظام "ربما ينسق هذه التفجيرات لزيادة تطرف المعارضة ووصمها بأنها مجموعة من البلطجية الإرهابيين".
وقال التقرير "إن ذلك ليس من شأنه فقط أن يجعل الإرهاب الذي يمارسه النظام قانونيا، بل يوفر تبريرا لإصراره على أن لا يزود الغرب، ومعه الحكومات العربية وتركيا، أسلحة للمتمردين".
وتابع التقرير "أن أفضل رواية عن تدفق المقاتلين الأجانب يمكن العثور عليها في ما يسمى وثائق سنجار.... وهي قاعدة البيانات لتنظيم القاعدة في العراق التي استولت عليها قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة في مدينة سنجار العراقية قرب الحدود السورية".
واشارا الى ان قاعدة البيانات هذه تتناول تفاصيل عن المئات من المقاتلين الجهاديين من ليبيا والسعودية والجزائر (بين بلدان أخرى)، الذين كانوا قادرين على الذهاب والمجيء من العراق عبر سوريا".
وخلص الكاتبان الى القول في تقريرهما أن "الهجمات الإرهابية قد شكلت جزءا صغيرا جدا من التكتيكات المستخدمة في هذا التمرد رغم أن هجمات 9 أيار/مايو تشير إلى أن الهجمات الإرهابية في سوريا تتصاعد من حيث العدد والحجم".
واعتبرا ان "نظام الأسد يمكن أن يستغل الهجمات لصالحه على النطاق المحلي والدولي". كما اعتبرا انه يتحتم على "واشنطن أن تؤكد على الاختلاف بين الجماعات المتطرفة والمعارضة المدنية والمسلحة داخل سوريا"، على الرغم من اقرار الكاتبين ان "الجماعات الجهادية ناشطة في سوريا".
واشارا ايضا الى ان "القمع الوحشي من جانب الأسد، جنبا إلى جنب مع المساعدة الضئيلة من الغرب للمعارضة، قد منح الرواية الجهادية تعزيزا أكبر".
المصدر آكانيوز