المالكي ينشر قوات عسكرية موالية له على الحدود مع سورية
kl:00,00 01|05|2012 Sawtalkurd
بدأت قوات حرس الحدود العراقية حملة أمنية واسعة على طول الحدود مع سورية, بعد وصول برقية عاجلة من مكتب القائد العام للقوات المسلحة في بغداد نوري المالكي بضرورة التحرك لضبط الشريط الحدودي.
وشملت الحملة المتواصلة إرسال لواءين اضافيين الى منطقتي الرطبة والقائم القريبتين من الحدود السورية, وإنشاء المزيد من أبراج المراقبة, وتعزيز الدوريات العسكرية في الصحراء الغربية, ونصب بعض كاميرات المراقبة والتحسس التي استوردت من الخارج لهذا الغرض, بالإضافة إلى مشاركة الطيران الحربي في عملية تأمين الحدود.
وقالت مصادر امنية في محافظة الانبار القريبة من الحدود السورية لـ"السياسة" ان الحملة ستكون مفتوحة وستشهد تصاعداً في الفترة القريبة المقبلة, بسبب المخاوف من تفاقم المواجهات بين الجيش السوري النظامي وبين "الجيش السوري الحر" الذي يضم آلاف المنشقين ما قد يؤثر سلباً على الاوضاع الداخلية في العراق.
وقال رئيس كتلة منظمة بدر في البرلمان قاسم الاعرجي لـ"السياسة" ان هذه الحملة الامنية ضرورية لمواجهة عمليات تهريب السلاح والمسلحين على الحدود مع سورية, وان هناك المزيد من المعلومات عن تواجد جماعات سورية متشددة بالقرب من الحدود العراقية, مضيفاً ان الحكومة العراقية وبالتحديد "التحالف الوطني" الشيعي الذي يقود هذه الحكومة قلق من سقوط النظام السوري, وهذا هو السبب الحقيقي وراء التدابير الامنية المتخذة من الجانب العراقي على الحدود بين البلدين.
وكشف الأعرجي, وهو عضو بارز في لجنة الأمن والدفاع البرلمانية, ان رؤية التحالف الشيعي بشأن الخشية من الوضع السوري تستند إلى قناعتين: الاولى تتعلق بالتحليل السياسي القائل ان نظام الأسد اقل ضرراً على الأمن الوطني العراقي رغم القناعة ان نظام "حزب البعث" في سورية لا يختلف عن "حزب البعث" في العراق. والثانية هي الخشية من قيام نظام حكم سلفي سني في سورية يؤدي في ما بعد الى اعلان بعض المحافظات السنية العراقية التمرد السياسي على الحكومة الاتحادية في بغداد ما يهدد وحدة البلاد.
وكشفت مراسلات بين الحكومة المحلية في محافظة الانبار السنية القريبة من الحدود السورية من جهة ومكتب رئيس الوزراء نوري المالكي من جهة ثانية, ان قيادة عمليات الانبار تريد ان تتولى بنفسها مراقبة الحدود المشتركة بين الدولتين, منتقدة ارسال قوات من بغداد ومن محافظتي النجف وكربلاء لتأمين الشريط الحدودي العراقي - السوري.
واعتبرت أوساط في مجلس محافظة الانبار أن الإجراءات التي اتخذها المالكي تنم عن عدم ثقة بقوات الأمن المحلية, وانه يستجيب لطلب الحكومة السورية التي تعارض ان تتولى قوات من داخل الانبار حماية الحدود المشتركة.
وقال مسؤول محلي كبير في الانبار لـ"السياسة" ان هناك خشية حقيقية من ان تكون خطة المالكي لإرسال المزيد من القوات تحت عنوان حماية الحدود, هدفها نشر قوات عراقية كبيرة في المنطقة لكي تكون جاهزة للتدخل والتحرك للدفاع عن نظام الاسد عندما يبدأ بالانهيار بشكل متسارع, وعندما تكون لدى المالكي معلومات مؤكدة ان الاسد سيسقط بالفعل.
من جهته, أكد النائب عن ائتلاف "العراقية" فلاح النقيب لـ"السياسة" ان الوضع على الحدود العراقية - السورية خارج السيطرة, وان الوضع هناك يزداد سوءاً بسبب تصاعد المواجهات بين قوات الاسد والمنشقين, محذراً من ان استمرار الازمة السورية لفترة مقبلة من دون حل سيعني أن العراق سيواجه الاسوأ.
وشكك النقيب الذي كان وزيراً للداخلية في العام 2005 بقدرة اي حملة أمنية عراقية على حفظ الأمن على الحدود مع سورية, لأن ذلك يحتاج الى نقل قوات عسكرية كبيرة الى المنطقة, وهذا غير ممكن بالنسبة للوضع العراقي.
ورأى ان تزايد القلق العراقي على الوضع السوري ربما يدفع الحكومة في بغداد الى زيادة التنسيق الأمني مع دمشق لمواجهة التداعيات المحتملة على الحدود.
المصدر : السياسة