عائدون بحلة جديدة

موقع قيد الانشاء
مصنف ضمن:

الدكتور عبدالحكيم بشار يحصل على ضمانات دولية لحقوق الكرد




د. محمد زينو : 


نشرت جريدة رووداو في عددها 133 بتاريخ 9 شباط 2012 وعلى صفحتها الاولى خبراً بعنوان لقد حصلناعلى ضمنات دولية من أجل حقوق الكرد في سوريا. هذا الكلام كان عنواناً لمقالٍ نشره هفيدار أحمد فيصيغة خبر صحفي في العدد رقم 133 من جريدة رووداو الصادرة بتاريخ 09. 02. 2012 معتمداً على تصريحات أدلى بها الدكتور عبدالحكيم بشار، رئيس المجلس الوطني الكوردي و سكرتير الحزب الديمقراطي الكوردي (البارتي) في سوريا.
يقول الدكتور عبدالحكيم بشار، حسب ما ورد في ذلك الخبر (لأجل الحصول على الحقوق الكردية بعد سقوط نظام بشارالأسد في سوريا حصلنا على ضمانات دولية أمريكية و بريطانية و فرنسية)، و يؤكد أنه، بعد انعقاد المؤتمر الوطني الكوردي في قامشلو بتاريخ 26. 10. 2011 ، تلقى دعوة رسمية من وزارة الخارجية البريطانية، و بعدها زار الوفد الكوردي فرنسا، و في الشهر الماضي، كانون الثاني اجتمع الوفد الكوردي مع السيد فريد هوفمان مستشار وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، حيث أكد الأمريكيون للوفد الكوردي أنه إذا ما مارست الحكومة السورية الجديدة، أي حكومة ما بعد سقوط الأسد، سياسة ديكتاتورية، فسوف نطبق بحقها العقوبات الاقتصادية و السياسية حتى تستجيب لمتطلبات الكرد والمسيحيين.
هذا وقد صرح رئيس المؤتمر الوطني الكردي بأن الفرنسيين يهتمون أكثر من غيرهم بشؤون الكرد، إذ صرح مسؤول الملف السوري ـ اللبناني في الخارجية الفرنسية بأنّ المسالة الكردية في سورية هي مسألة استراتيجية.
هذا هو موجز وجوهر المقال المنشور في رووداو..
بداية لا بد من القول إن انعقاد المؤتمر الوطني الكردي وانشاء هيئة تنفيذية وتعيين رئيس يتكلم باسمه أعتبرها خطوة تاريخية ومهمة وإن أتت متأخرة، كما كان لشعار المؤتمر حق تقرير المصير ضمن وحدة البلاد دفعاً قوياً باتجاه توحيد الهدف الكردي، ما أدى إلى كسب الشارع الكردي لصالح الأحزاب الكردية مجدداً وهو ما نلمسه في الوقت الحاضر ضمن فعاليات ومظاهرات الشارع الكردي. 
هذا، وكان من الأفضل بل من الواجب أيضاً لو أرسل القائمون على أعمال المؤتمر رسالة الى السيد صلاح بدرالدين الذي كان له السبق في طرح هذا الشعار منذ بداية الثمانينات والذي لاقى الكثير من التهم جراء طرحه لهذا الشعار
جميل أن يدخل الكورد مجالاً حيوياً ومهماً وهو المجال الدبلوماسي، حيث تخرج القضية الكوردية جرَّاء ذلك من الحيز الضيق / الجزيرة ـ عفرين ـ كوباني / إلى رحاب أوسع لكسب الأصدقاء و المؤيدين لحقوق الكرد.
حقيقة نفرح كثيراً عندما نقرأ أنّ وفداً كوردياً زار القاهرة وعقد اجتماعات مع ممثلي الدول العربية، و الفرحة تكبر عندما نقرأ أن وفداً آخراً قد التقى بممثل السلك الدبلوماسي في هذه العاصمة أو تلك.
هذا العمل الدبلوماسي ينعش الأمل في قلوب الكورد، ما يجعل ثِقل القائمين عليه يكبر في الشارع الكوردي، و بناء عليه يقةل لسان حال المناضل الكوردي / أنا لست وحدي / وهو شعور جميل.
إضافة إلى ذلك يقضي الكورد بعملهم هذا على احتكار النظام السوري للعمل الدبلوماسي.
إن عقد لقاءات مع ممثلي الدول و الحكومات الأجنبية وشرح القضية الكوردية في سوريا كقضية أرض و شعب يتعرض إلى شتى صنوف القهر والحرمان لممثلي الدول الكبرى لهو عمل جيد ومهم ينبغي الثناء و الشكر لمن يفكر بدخول هذا الباب الذي كان مغلقاً في وجه الكورد عقوداً، وعليه يتعرف الجانب الأجنبي على محتوى القضية الكوردية في سوريا من الكورد أنفسهم بدلاً من سماعها من جانب الدبلوماسيين السوريين.
لهذا غامرني شعور بالفرح و أنا أقر عنوان المقال/الخبر في رووداو، ولكن عندما قرأت تفاصيل المقال وتصريحات الدكتور عبدالحكيم بشار عن ماهية هذه الضمانات خاب أملي. إذ كيف بسياسي كوردي بوزن رئيس المجلس الوطني الكوردي أن يعتبر كلام مستشار أو موظف صغير من موظفي وزارة الخارجية البريطانية أو الفرنسية ضمانة دولية!
إن هذا المستشار فريد هوفمان لا يقرر سياسة الولايات المتحدة الأمريكية، وهو مستشار لوزيرة الخارجية يدلي برايه بشأن مسألة ما وهذا الرأي قد لا يؤخذ بعين الإعتبار، وعليه سيبقى الرأي رأياً وهو غير ملزم كونه ليس بمسؤول عن تلك السياسة.
إنه من السذاجة أن نأخذ آراء هؤلاء الموظفين والمستشارين على أنها ضمانات دولية، و إن دل ذلك على شيئ فإنما يدل على أن الدبلوماسية الكوردية لا تدري حيثيات اتخاذ القرار في هذه الدول. إن الجلوس وراء طاولة مستديرة في غرف احدى الوزارات الخارجية أو احدى السفارات مع بعض الموظفين لا يعني أن محتوى الحديث أصبح قرارا جاهزاً للتوقيع و التنفيذ. 
من المعلوم أنّ لدى الأوربيين نزعة كبيرة للمجاملة والمديح والبسمة والخدمة الجيدة لضيفهم وهز الرأس والموافقة على كل ما يقوله الضيف ،فهم لا يعكرون صفو الجلسة.
أما أن نعتبر أن هذه البسمات والمجاملات ترقى إلى مستوى ضمانات ، فهو من السذاجة والبساطة ما يدعو للشفقة على صاحب هذا الإعتقاد.
من المعلوم أن الدبلوماسية الكوردية حديثة العمل، لا بل أستطيع القول أنّ العمل الدبلوماسي هو جديد لدى الكورد في سوريا، وعليه تطفو على السطح العامل النفسي لدى المحاور الكوردي مباشرة، إذ إنه يعتقد أنّ مجرد الموافقة على استقباله في غرف إحدى الوزارات هو ضمان لكسب الطرف الآخر.
من المعلوم أيضاً أن الأوربيين بشكل عام لا يعترفون بالاقوال الشفاهية’ وكل شيئ هنا في أوربا يتم بشكل كتابي، حتى العمل لدى احدى الشركات أو استئجار بيت أو شراء ملزم منزلي كل شيئ يتم كتابة و يوثق، على عكس ما هو جار في شرقنا. إنّ الفرد الشرقي إذ يقول كلمة فهو يبقى على موقفه، أي هو صاحب كلمته حتى و إن كانت شفاهية و بدون شهود. يبدو لي أن الوفود الكوردية إنما تنطلق من شرقية تفكيرها في تعاملها مع هؤلاء المستشارين و الموظفين الأوربيين ،وهو خطأ يجب تفاديه مستقبلاً، كما علينا ألا ننسى أنّ هؤلاء الأوربيين يحترمون القوي ذي النفوذ سواء كانت هذه القوة عسكرية أو اقتصادية.
انطلاقاً من هذه القاعدة لا بد أن نسكب انهاراً من الدموع على حالنا و أحوالنا! بأيِّ قوة نستطيع فرض مطالبنا على هؤلاء الأوربيين أو غيرهم و نجعلهم يتخذون جانبنا دون غيرنا
نحن في غرب كردستان لا نملك مسدساً أو بندقية صيد للدفاع عن ديارنا ناهيك عن مطالبنا القومية المشروعة هذا و نحن لسنا أصحاب جغرافيتنا بكل خيراتها و كنوذها
والسؤال الذي يبادر إلى الذهن ألا يوجد امكانية أن نصبح قوة؟! بلى، توجد، ولعل أقصر الطرق وأكثرها نفعاً وحيوية هو ضم هذه الكمية الكبيرة من الأحزاب إلى بعضها، وتشكيل حزبين أو ثلاثة للكورد في سورية.
لقد زاد الأمل لدى أبناء شعبنا أنه بعد انعقاد المؤتمر الوطني في قامشلو وهولير و الموافقة على شعار موحد لحركتنا في أن نسمع أخباراً طيبة ، فكم هو جميل أن نسمع أخباراً طيبة عن دمج أجنحة البارتي الثلاثة في حزب واحد، و كذلك عن دمج أجنحة يكيتي في حزب جماهيري واحد، و أن هذه المجموعات
الصغيرة المنشقة عن الديمقراطي التقدمي قد عادت إلى ما كانت عليه وتوحدت هي الأُخرى في حزب جماهيري. 
إنّ المؤتمر الوطني الكردي قد أرسى أساساً متيناً لتوحيد هذه الأحزاب وخاصة أن شعار المؤتمر حق تقرير المصير قد أصبح شعار ملزماً لمجمل تحركات القادة الكورد، وعليه لابد لجميع الأحزاب أن تعقد مؤتمراتها لتغير برامجها وفق قرارات المؤتمر المذكور.
وعودة لموضوعنا ألا وهو التحرك الدبلوماسي الكوردي، لابد من القول أيضاأنّ الدبلوماسيين الأوربيين عندما يستقبلون وفداً ما أو يخاطبون شخصاً ما إنما يعلمون تمام العلم ماهية هذا الوفد و أي قوة يشكلها. إنّ تقارير الإستخبارات قد وُضِعت على طاولة هذا الدبلوماسي وهو يحاور وفق تلك التقارير. وأنا لا أتصور أن مستشار وزيرة الخارجية الأمريكية أو الدبلوماسيين الإنكليز أو الفرنسيين لا يعلمون حال و أحوال حركتنا الكوردية و قوة أحزابنا جماعة و منفردة
جرت العادة لدى الكورد بشكل عام وعند الحديث عن القضية الكوردية مع الأجانب نبدأ حديثنا عن المآسي التي يتعرض لها الشعب الكوردي من الحرمان و الاضطهاد وعدم الاعتراف بالحقوق وطمس الهوية الكوردية و الهجمة التي يتعرض لها الكورد شعباً وثقافة وجغرافية و نحن إذ نتحدث عن هذه المآسي نظن أننا نكسب الأصدقاء ولا ندري أن هذا الأسلوب هو أسلوب المتسول و المستجدي ، ليس أسلوب من له حق ضائع يبحث عنه.
أعتقد أن الأكثرية الكبرى من الساسة الأوربيين على علم بما يتعرض له الكورد من المظالم و المآسي.وعند حديثنا عن هذه المآسي يعطف السياسي الغربي على السياسي الكوردي ويهديه بعض العبارات الفارغة من المجاملات و البسمات التي تفعل فعل إبرة التخدير
أليس من باب العجب أن نسمع من السيد عبدالحكيم بشار أن الدبلوماسيين الفرنسيين قد صرحوا له أنّ المشكلة الكوردية في سوريا هي مشكلة استراتيجية؟! هذا الكلام يقال عادة للإستهلاك الشعبي أثناء الإنتخابات للفوز بصوت الناخب. لا بد أن نتساءل، منذ متى أصبحت القضية الكوردية مشكلة استرتيجية بالنسبة للغرب؟!
علينا |أن نعلم أن المسألة الإسترتيجية الأساسية بالنسبة للغرب بشكل عام والولايات المتحدة بشكل خاص هو أولاً سلامة دولة اسرائيل و أمنها و راحتها و سيادتها.وثانياً هو سلامة وضمان امدادات خطوط الطاقة للغرب.
أما بالنسبة للقضية الكوردية فمازال الغرب ينظر إليها على أنها مسالة إنسانية مرتبطة بحقوق الإنسان..
لكي تتحول القضية الكوردية من طابعها الإنساني إلى طابعها السياسي يُطلب من القادة الكرد جهد جبار، و الخطوة الأولى في هذا المجال هو اللجوء إلى هيئة الأمم المتحدة لفتح مكتب دائم لكوردستان كخطوة أولى. ونحن إذ نستغرب لماذا أُجلت هذه المسألة حتى الآن و خاصة من جانب القادة الكورد في جنوب كوردستان. 
إن رئيس جمهورية العراق كوردي ووزير خارجيتها كوردي وهناك العديد من السفراء الكورد، كل هذا 
يعني أن الطريق أصبح مفتوحاً أمام التمثيل الكوردي الرسمي في الهيئات الدولية وخاصة في هذه الظروف. إننا لا نعلم فترة كان أعاء الكورد بهذا الضعف كما هو الآن، وقد تتغير الظروف مستقبلاً لغير صالح الكورد ونرجع ثانية إلى الويل والدموع والحسرات.
هنا أحول القارئ الكريم إلى مواد العدد 134 من جريدة رووداو ذاتها.ففي مقابلة مع السيد وريا قرة داغي العامل ضمن هيئات الأمم المتحدة منذ عام ’1991 ليقرأ القارئ الكريم تفاصيل هذه المسالة التي نحن بصددها
ولابأس أن أكتب أننا هنا في أوربا نستطيع الإستفادة من الكوادر الكوردية من الأطباء والمهندسين والأدباء والطلبة الذين عاشروا هؤلاء الأوربيين عن كثب، ويعرفون بشكل جيد نفسية الأوربي وحدود تفكيره ومدى اهتمامه بمشكلة ما وهم يعلمون أكثر من غيرهم أصدقاء الكورد ومناصري قضية شعبنا، وهم كثر، إلا أنهم ضائعون بين اهمالنا وفرقتنا وكثرة منابرنا الهشة وعدم جديتنا الداعية للأسف.
إنّ عملية البحث عن الأصقاء في البلدان الأوربية صعبة ومعقدة ولكنها ليست مستحيلة’ ينبغي أن نعلم أن سياسة هذه الحكومات ترسم بداية في دوائر حزبية صغيرة على مستوى المدن والبلدات ثم تتحول إلى مستوى الإقليم و المناطق ثم ترسل كاقتراحات إلى لجان مختصة في المركز ثم تطرح على طاولة المباحثات في مؤتمرات الأحزاب وتعرض على الوزارات وروؤساء الحكومات قبل تحويلها إلى البرلمان لتصبح هذه الوصايا قرارات. وعليه يجب أن نعلم أن معظم أصدقاء الكورد أعضاء في أحزاب منها ما هي حاكمة ومنهاما هي في المعارضة التي تعمل لتصبح هي الحاكمة في دورات انتخابية قادمة، وهذا ما نلاحظه بشكل مستمر وعملي في هذه البلدان لا بل أن بعضنا يشارك في هذه العملية الانتخابية بحكم حصول معظم أبناء الكورد على جنسيات أوربية.
وبناء على ما تم ذكره لا يكفي عقد لقاء عابر مع شخصية أوربية وبناء الثقة على أساسه اعتقاداً أننا كسبنا صديقاً و حصلنا على ضماناًت لحقوقنا
من المفروض عقد لقاءات مستمرة بين نشطاء الحركة الكوردية وبين ممثلي الأحزاب الأوربية باستثناء الفاشية منها. لن نبذل جهداً للبحث عن هذه الأحزاب إنها موجودة في مكاتبها بشكل باستمرار، وما علينا إلا أن نقي نظرة على لافتة حزب معين في شارع ما في مدينة ما
علينا أن ندخل هذا المركز ونطلب عقد لقاء بين ممثلي الحزب الكوردي وهذا الحزب الأوربي، إنهم يسعدون كثيرأً بمثل هذه اللقاءات، علينا دعوتهم إلى لقاءاتنا الجماهيرية والقومية المقامة بهذه المناسبة أو تلك. كم كان جميلاً لو تمت دعوة ممثلي الأحزاب الألمانية مثلاً إلى حفل مراسيم تأبين شهيد الثورة السورية الدكتور شيرزاد حاج رشيد في مدينة هيرنه الألمانية التي أقامتها منظمة حزب الوحدة الديمقراطي الكوردي في سورية!
كل هذا وغيره كثير يبين مدى قصورنا في هذا المجال الحيوي الذي اسميه الحيز الاجتماعي للوجود الكوردي في أوربا، هذا الحيز يشكل المدخل الرئيسي لبناء علاقات كردية ـ أوربية لتكون هي الاخرى أساساً لعلاقات دبلوماسية متينة في المستقبل.







جميع الحقوق محفوظة @ 2015 صـــوت الكـــــورد sawtalkurd .

التصميم من قبل Sawtalkurd | ألوان