عائدون بحلة جديدة

موقع قيد الانشاء
مصنف ضمن:

شيخ علوي: الكلام عن دولة علوية كذبة كبيرة.. و"خيطوا بغير هالمسلّة"


kl:00,00 04|04|2012 Sawtalkurd




أمام الضخ الهائل، من تقارير وأخبار، في صحف عربية، حول توجه الطائفة العلوية لإقامة "الدولة العلوية قريبا"، وذهاب بعض التقارير إلى أبعد من ذلك عندما ربط تأسيس هذه الدولة "باكتشاف العلويين للماس في جبالهم مؤخرا" كما قالت صحيفة لبنانية، حاول سيريا بوليتيك الحصول على تعليق من أحد رجال الدين في الطائفة العلوية، رغم صعوبة ذلك فشيوخ الطائفة الكريمة لا يتحدثون في السياسة ولا يصدرون فتاوى.


شيخ وشاعر علوي، ويعتبر من شيوخ "عشيرة القراحلة"، ويطبع كتبه الأدبية في دمشق وبيروت، كرر ما سبق وقاله في مقابلة سابقة لموقع سيريا بوليتيك، عندما قال : نحن لم نتدخل في السياسة يوما، ولن نتدخل، هل شاهد أي سوري شيخا علويا يخطب في الناس يوم الجمعة على الفضائية السورية مثلا ؟ هل شاهد السوريون وفدا من الشيوخ العلويين يزورون مواقع حكومية رسمية ؟ هل قرأ أو سمع أو شاهد أي سوري فتوى صادرة عن شيخ علوي تدعو لقتل أحد ؟ ؟ لا .. هي مو شغلتنا بالمرة.. آلاف السجناء السياسيين من طائفتنا عارضوا النظام ولم نقل ضدهم كلمة واحدة وعندما خرجوا من السجن كنا نذهب إليهم مهنئين بالسلامة".


ويتوقف هذا الشيخ قليلا عند نقطة يراها مهمة ويقول: قد يكون البعض شاهد بعض رجال الدين العلويين مؤخرا في حالة واحدة وهي الصلاة على جثامين الشهداء العائدة إلى قراها، ولكن هل شاهد أحدكم شيخا علويا يستغل جنازة ما وصلاته على الشهيد ليقف ويخطب بالناس ويحرّضم ضد أبناء بلدهم ؟ بالتأكيد لا، فقد كان الشيخ يؤدي صلاته ثم يذهب إلى منزله.


ثم صمت قليلا قبل أن يضيف بنبرة حزينة " حديث البعض في الاعلام العربي أن العلويين يخططون لإقامة دولة علوية، كذب كبير.. لا يوجد بين العلويين من يفكر بهذه الدولة.. نقول لهم خيطوا بغير هالمسلة".


وأضاف: في أيام الفقر والجوع والخوف والعزلة والظلم والاضطهاد لم نفكر بدولة علوية عندما رفضها مطلقا الشيخ الراحل صالح العلي، فكيف سنقبل أو نسعى اليوم إليها حيث اختلط الريف بالمدينة وارتفعت نسب الزيجات لأهل المذاهب كافة من بعضها، واختلط الناس ثقافيا واجتماعيا في الجامعات وأماكن العمل العامة والخاصة. هذا الكلام يشبه الحديث عن قطع قلب الانسان إلى قسمين، فهل يعيش الإنسان بنصفي قلب وكل نصف في جهة ؟ هذا مستحيل.. ويا أخي بعيدا عن موضوع الوحدة والمشاعر الوطنية – لاسمح الله – هناك مصالح معيشية مشتركة فلا الريف قادر على العيش بلا المدينة ولا المدينة قادرة على العيش بلا الريف، ومن يريد هذا الفصل فهو مجنون عنصري.


ثم أضاف "يا ريتهم كذبوا كذبة تصدق.. ولنفرض أن كلامهم صحيحا وهو ليس كذلك أبدا.. كل دولة في العالم تحتاج مقومات ثقافية واقتصادية وسياسية لتنهض.. وإذا تحدثنا عن المقومات الاقتصادية فإن أكبر إنجازات الحكومات المتعاقبة في بلادنا، في المنطقة الساحلية من هذا الوطن، عدة مصانع للغزل والنسيج، والكونسروة، وبعضها أغلق منذ سنوات طويلة بسبب خسائرها، وبعض المصانع الخاصة لبعض المسؤولين التي بالكاد يعمل فيها بضعة آلاف من جميع المذاهب الكريمة والأديان، ومعظمنا ممن يقيم في الريف يعتمد على الزراعة وخاصة الزيتون والحمضيات، وهناك من يعمل في وظائف حكومية في المدن الأخرى ويعيش فيها منذ سنوات طويلة".


ويقول الشيخ العلوي : وإذا تحدثنا ثقافيا فإن كل دولة تقوم على مكون ديني واحد هي دولة عنصرية، وستكون أكثر وأكثر عنصرية إذا قامت دولة من هذا النوع في منطقة جغرافية فيها تعدد ديني كما في الساحل السوري حيث توجد مذاهب وأديان متعددة، ونحن نرفض هذه العنصرية، ولا يمكن لعاقل أن يعيش منعزلا في هذا العصر.. وأما سياسيا ( يضحك الشيخ هنا) لا توجد دولة في العالم قد تفكر بإقامة سفارة لها في مرتفع جبلي فوق الألف متر والطريق إليه غير معبدة.. هناك من يعتقد أن الناس يولدون في الساحل وفي أفواههم معالق من ذهب.. فليأتي الاعلام ويصور أن بعض شوارع قرانا لا يتعدى عرضها المتر الواحد.. وإما إذا كان الشارع مارا أمام منزل مسؤول فالوضع سيكون مختلفا.


وقال الشيخ " هناك أمر يتجاهله الكثيرون رغم علمهم به، وهو أن من مقتضيات نشوء وتأسيس الدول على أساس ديني وجود مرجعية دينية لدى هذه الطائفة أو تلك التي تدعو وتدعم الفكرة، ونقول للذين يتحدثون في خيالهم عن دولة علوية، إنه لا مرجعية دينية للطائفة العلوية، ورجال الدين لا يتدخلون بالسياسة وانصرفوا لقضايا مجتمعية بحتة".


ويختم الشيخ قائلا " ندرك جيدا أن بعض الدول والقوى والجهات تتمنى أن ترى الشحن والتحريض في سوريا، ولكن من جانبنا لن يروا ولن يسمعوا كلمة واحدة تحقق لهم أحلامهم التحريضية، وسنبقى سوريين أبناء لهذا الوطن". ثم قال مبتسما " غدا سأكون في المدينة لأشتري بعض الأشياء من محل صاحبه من إخواننا وأهلنا السنة، ومنذ سنوات طويلة ونحن نتعامل مع بعضنا وأصبحنا اصدقاء، وكذلك أولادنا، وسأبقى أزوره وأشتري من عنده ونبقى أصدقاء.. نحن والسنّة إخوان وأبناء بلد واحد تحت علم سوري واحد".



سيريا بوليتيك


* الصورة لـ الشيخ صالح العلي من رموز الطائفة العلوية



جميع الحقوق محفوظة @ 2015 صـــوت الكـــــورد sawtalkurd .

التصميم من قبل Sawtalkurd | ألوان