إعادة الهيكلة تتضمن اختراع رتب كبيرة لتفادي الإحراج من حقيقة أن جميع "الانشقاقات" التي حصلت ظلت بمنأى عن فئة "الضباط الأمراء" ولم تشمل سوى خمسة ضباط "قادة" من أصل حوالي ثلاثين ألف ضابط!؟
kl:02,16 21|12|2011 Sawtalkurd
استانبول ، الحقيقة ( خاص من : نادرة مطر + مكتب التحرير): قالت مصادر حزبية تركية في "حزب العدالة والتنمية" الحاكم إن المخابرات التركية بدأت عملية "إعادة هيكلة" لما يسمى "الجيش السوري الحر" تشمل الجوانب التنظيمية والأمنية بالتنسيق مع الملحقية العسكرية الأميركية في أنقرة ، والملحق العسكري الفرنسي الكولونيل بارتيس موييو Patrice Moyeuvre. وبحسب ما كشفنه هذه المصادر لـ"الحقيقة" فإن إعادة الهيكلة "تهدف إلى تحقيق ثلاثة أمور ، أولها تنظيمي ، والثاني سياسي يتعلق بالمهام التي ستوكل إلى أعضاء هذا التشكيل العسكري في مرحلة لاحقة ، وثالثها إعلامي يهدف إلى تفادي الإحراج الذي يسببه عدم وجود رتب كبيرة في التنظيم، حيث اقتصرت عمليات الانشقاق على رتب متواضعة جدا بالقياس إلى حجم الجيش السوري وما يضمه على مستوى الضباط".
يشار هنا إلى أن جميع الضباط الفارين / المنشقين ينتمون إلى فئة "الضباط القادة"(رائد ، مقدم ، عقيد) وفئة "الضباط الأعوان" ( ملازم حتى نقيب) ، وليس من بينهم أي ضابط من فئة الأمراء ( عميد وما فوق). ولا يضم "الجيش السوري الحر" سوى خمسة برتبة عقيد ( من أصل حوالي خمسة آلاف ضابط يحملون هذه الرتبة في الجيش السوري) ، و 3 برتبة مقدم ( من أصل حوالي 15 ألف يحملون هذه الرتبة في الجيش السوري) و واحد برتية رائد ( من أصل حوالي 17 ألف يحملون هذه الرتبة في الجيش السوري)! أما باقي المنشقين / الفارين ، ويقدر عددهم بحسب آخر برقيات / مذكرت البحث الصادرة عن الشرطة العسكرية أواسط الشهر الماضي بأقل من ألف ومئة عسكري ، فأغلبيتهم الساحقة من الجنود الذين يؤدون خدمة العلم ، وبضع عشرات من صف الضباط . علما بأن ما لايقل عن مئتين من هؤلاء قتلوا في مواجهات مع الجيش في الرستن وبابا عمرو ( حمص) وجبل الزاوية. وكان حوالي المئة منهم قتلوا أول أمس في جبل الزاوية ودرعا. ويعترف الأخواني رامي عبد الرحمن ، رئيس ما يسمى " المرصد السوري لحقوق الإنسان" ، في تصريح لقناة "الجزيرة" الناطقة بالإنكليزية أواسط الشهر الماضي بأن أعداد العسكريين المنشقين " تبقى رقما متواضعا ، ولا يتجاوز الألف فقط"! علما بأن حوالي سبعين من هؤلاء ، وانسجاما مع ضميرهم الحي ، رفضوا إطلاق النار سواء على الأهالي أو على رفاق السلاح ، وآثروا اللجوء إلى الأردن حيث تضعهم السلطة الأردنية الآن في معسكر غربي مدينة " السلط" ( غربي عمان). وهذا ما يؤكد الحقيقة التي كنا ذهبنا إليها منذ عدة أشهر ، وأكدتها لاحقا صحيفة " لوفيغارو" استنادا إلى مصادر رسمية فرنسية ، وتقارير لوسائل إعلامية غربية صدرت خلال الشهر الماضي وهذا الشهر، وهو أن "الجيش الحر" ليس في الواقع سوى واجهة للتنظيمات الأصولية والتكفيرية وعناصر"القاعدة" الذي تسللوا إلى سوريا مؤخرا. وهذا ما يفسر الممارسات الوحشية التي رأينا في جرائمهم ( تقطيع الجثث بالسواطير والتنكيل بها) ، وهي ممارسات تعتبر "علامة مسجلة" محصورة بالمظمات التكفيرية كان أبو مصعب الزرقاوي ، و غيره من زعماء "القاعدة" أول من مارسها في العراق. كما ويفسر التسميات المغرقة في إسلاميتها التي يطلقونها على " كتائب جيشهم" ( كتيبة معاوية ، كتيبة الفاروق، كتيبة خالد بن الوليد .. إلخ). وكانت المصادر الفرنسية قد أشارت لصحيفة " لوفيغارو" بأن الأخوان المسلمين السوريين يفضلون العمل تحت اسم "الجيش السوري الحر" وعدم إنشاء منظمات عسكرية تحمل اسمهم المباشر ، بالنظر لحرصهم على عدم إعادة تذكير السوريين بتنظيمهم المسلح وجرائمه خلال حقبة السبعينيات والثمانينيات الماضية.
وبالعودة إلى إلى موضوع " إعادة الهيكلة" ، تقول المصادر التركية إن المخابرات التركية تستفيد في هذا المجال من الخبرات الإسرائيلية في تشكيل "جيش لبنان الجنوبي" ( جماعة أنطوان لحد) ، حيث تعمل الحكومة التركية الآن على إناطة وظائف أمنية وعسكرية بـ "الجيش السوري الحر" شبيهة بالتي كانت كانت تنيطها إسرائيل بـ"جيش أنطوان لحد"، رغم أن هذه التجربة منيت بفشل ذريع على أيدي مقاتلي "جبهة المقاومة اللبنانية "( الحزب الشيوعي ومنظمة العمل الشيوعي والقومي السوري) ولاحقا حزب الله ، الذين تمكنوا من تفكيكه نهائيا في العام 2000 ، الأمر الذي أرغم أكثر من ثلاثة آلاف منهم إلى الفرار إلى إسرائيل.
في إطار "إعادة الهيكلة" هذه ، ولتفادي الإحراجات الإعلامية ، وفي خطوة مثيرة للضحك والسخرية ، أقدم العميل التركي ـ الأميركي رياض الأسعد على إصدار " أمر عسكري" يقضي بترفيع نفسه والعقداء العاملين معه (مالك عبد الحليم كردي ، أحمد حجازي حجازي ، عرفات رشيد الحمود ، عارف محمد نور الحمود) إلى رتبة لواء دفعة واحدة! كما وتضمن الأمر ترفيع المقدمين الثلاثة ، ولا ويوجد سواهم بهذه الرتبه في جيشه ، إلى رتبة عميد! أما الرائد الوحيد الذي يحمل هذه الرتبة في جيشه فجرى ترفيعه إلى رتبة عقيد ، ومن يحمل رتبة ملازم أول ( حوالي 15 ) إلى رتبة رائد ، ومن يحمل رتبة ملازم إلى رتبة نقيب! أما الإغرب من هذا كله ، فهو ترفيعه صف الضباط ( رقباء وغير ذلك) إلى رتبة ملازم ! وهو أمر لم يحصل في تاريخ أي بلد، إذ من المعروف أن الضابط يجب أن يكون خريجا في إحدى الكليات العسكرية! وتكشف هذه الخطوة المأزق الذي يعيشه رياض الأسعد ومن يقف وراءه ، لاسيما لجهة الفشل في استقطاب الضباط ، و اقتصار المنشقين على فئة المجندين الذين يشكلون حوالي 90 بالمئة ممن استطاع استقطابهم من الوسط العسكري. ومن المعروف أن نسبة الفرار ، في أي جيش ، بما فيه الجيش السوري، تشكل ما بين 5 إلى 8 بالمئة من كل دورة يجري استدعاؤها لأداء خدمة العلم في الحالات الطبيعية والسلم. واللافت أن نسبة الفرار منذ بداية الأحداث لم تصل سوى إلى أقل من 3 بالمئة ، أي أقل من نسية الفرار في الحالات الطبيعية بجوالي 2 إلى 4 بالمئة . علما بأن نسبة التطوع في الجيش السوري ، بفئاته ومراتبه واختصاصاته المختلفة ، ارتفعت بنسبة وسطية تقدر بحوالي 9 بالمئة قياسا بالأحوال الطبيعية . وهو ما يعكس ثقة الشارع السوري بالجيش ، وفق الدراسة الاستخبارية التي أعدتها الملحقية العسكرية في السفارة الروسية في بيروت وجرى الكشف عنها مؤخرا.
(*) ـ شرح الصورة المرفقة : الملحق العسكري الفرنسي في أنقرة ، العميل التركي ـ الأميركي رياض الأسعد ، العميل الإسرائيلي أنطوان لحد.
الحقيقة
kl:02,16 21|12|2011 Sawtalkurd
استانبول ، الحقيقة ( خاص من : نادرة مطر + مكتب التحرير): قالت مصادر حزبية تركية في "حزب العدالة والتنمية" الحاكم إن المخابرات التركية بدأت عملية "إعادة هيكلة" لما يسمى "الجيش السوري الحر" تشمل الجوانب التنظيمية والأمنية بالتنسيق مع الملحقية العسكرية الأميركية في أنقرة ، والملحق العسكري الفرنسي الكولونيل بارتيس موييو Patrice Moyeuvre. وبحسب ما كشفنه هذه المصادر لـ"الحقيقة" فإن إعادة الهيكلة "تهدف إلى تحقيق ثلاثة أمور ، أولها تنظيمي ، والثاني سياسي يتعلق بالمهام التي ستوكل إلى أعضاء هذا التشكيل العسكري في مرحلة لاحقة ، وثالثها إعلامي يهدف إلى تفادي الإحراج الذي يسببه عدم وجود رتب كبيرة في التنظيم، حيث اقتصرت عمليات الانشقاق على رتب متواضعة جدا بالقياس إلى حجم الجيش السوري وما يضمه على مستوى الضباط".

يشار هنا إلى أن جميع الضباط الفارين / المنشقين ينتمون إلى فئة "الضباط القادة"(رائد ، مقدم ، عقيد) وفئة "الضباط الأعوان" ( ملازم حتى نقيب) ، وليس من بينهم أي ضابط من فئة الأمراء ( عميد وما فوق). ولا يضم "الجيش السوري الحر" سوى خمسة برتبة عقيد ( من أصل حوالي خمسة آلاف ضابط يحملون هذه الرتبة في الجيش السوري) ، و 3 برتبة مقدم ( من أصل حوالي 15 ألف يحملون هذه الرتبة في الجيش السوري) و واحد برتية رائد ( من أصل حوالي 17 ألف يحملون هذه الرتبة في الجيش السوري)! أما باقي المنشقين / الفارين ، ويقدر عددهم بحسب آخر برقيات / مذكرت البحث الصادرة عن الشرطة العسكرية أواسط الشهر الماضي بأقل من ألف ومئة عسكري ، فأغلبيتهم الساحقة من الجنود الذين يؤدون خدمة العلم ، وبضع عشرات من صف الضباط . علما بأن ما لايقل عن مئتين من هؤلاء قتلوا في مواجهات مع الجيش في الرستن وبابا عمرو ( حمص) وجبل الزاوية. وكان حوالي المئة منهم قتلوا أول أمس في جبل الزاوية ودرعا. ويعترف الأخواني رامي عبد الرحمن ، رئيس ما يسمى " المرصد السوري لحقوق الإنسان" ، في تصريح لقناة "الجزيرة" الناطقة بالإنكليزية أواسط الشهر الماضي بأن أعداد العسكريين المنشقين " تبقى رقما متواضعا ، ولا يتجاوز الألف فقط"! علما بأن حوالي سبعين من هؤلاء ، وانسجاما مع ضميرهم الحي ، رفضوا إطلاق النار سواء على الأهالي أو على رفاق السلاح ، وآثروا اللجوء إلى الأردن حيث تضعهم السلطة الأردنية الآن في معسكر غربي مدينة " السلط" ( غربي عمان). وهذا ما يؤكد الحقيقة التي كنا ذهبنا إليها منذ عدة أشهر ، وأكدتها لاحقا صحيفة " لوفيغارو" استنادا إلى مصادر رسمية فرنسية ، وتقارير لوسائل إعلامية غربية صدرت خلال الشهر الماضي وهذا الشهر، وهو أن "الجيش الحر" ليس في الواقع سوى واجهة للتنظيمات الأصولية والتكفيرية وعناصر"القاعدة" الذي تسللوا إلى سوريا مؤخرا. وهذا ما يفسر الممارسات الوحشية التي رأينا في جرائمهم ( تقطيع الجثث بالسواطير والتنكيل بها) ، وهي ممارسات تعتبر "علامة مسجلة" محصورة بالمظمات التكفيرية كان أبو مصعب الزرقاوي ، و غيره من زعماء "القاعدة" أول من مارسها في العراق. كما ويفسر التسميات المغرقة في إسلاميتها التي يطلقونها على " كتائب جيشهم" ( كتيبة معاوية ، كتيبة الفاروق، كتيبة خالد بن الوليد .. إلخ). وكانت المصادر الفرنسية قد أشارت لصحيفة " لوفيغارو" بأن الأخوان المسلمين السوريين يفضلون العمل تحت اسم "الجيش السوري الحر" وعدم إنشاء منظمات عسكرية تحمل اسمهم المباشر ، بالنظر لحرصهم على عدم إعادة تذكير السوريين بتنظيمهم المسلح وجرائمه خلال حقبة السبعينيات والثمانينيات الماضية.
وبالعودة إلى إلى موضوع " إعادة الهيكلة" ، تقول المصادر التركية إن المخابرات التركية تستفيد في هذا المجال من الخبرات الإسرائيلية في تشكيل "جيش لبنان الجنوبي" ( جماعة أنطوان لحد) ، حيث تعمل الحكومة التركية الآن على إناطة وظائف أمنية وعسكرية بـ "الجيش السوري الحر" شبيهة بالتي كانت كانت تنيطها إسرائيل بـ"جيش أنطوان لحد"، رغم أن هذه التجربة منيت بفشل ذريع على أيدي مقاتلي "جبهة المقاومة اللبنانية "( الحزب الشيوعي ومنظمة العمل الشيوعي والقومي السوري) ولاحقا حزب الله ، الذين تمكنوا من تفكيكه نهائيا في العام 2000 ، الأمر الذي أرغم أكثر من ثلاثة آلاف منهم إلى الفرار إلى إسرائيل.
في إطار "إعادة الهيكلة" هذه ، ولتفادي الإحراجات الإعلامية ، وفي خطوة مثيرة للضحك والسخرية ، أقدم العميل التركي ـ الأميركي رياض الأسعد على إصدار " أمر عسكري" يقضي بترفيع نفسه والعقداء العاملين معه (مالك عبد الحليم كردي ، أحمد حجازي حجازي ، عرفات رشيد الحمود ، عارف محمد نور الحمود) إلى رتبة لواء دفعة واحدة! كما وتضمن الأمر ترفيع المقدمين الثلاثة ، ولا ويوجد سواهم بهذه الرتبه في جيشه ، إلى رتبة عميد! أما الرائد الوحيد الذي يحمل هذه الرتبة في جيشه فجرى ترفيعه إلى رتبة عقيد ، ومن يحمل رتبة ملازم أول ( حوالي 15 ) إلى رتبة رائد ، ومن يحمل رتبة ملازم إلى رتبة نقيب! أما الإغرب من هذا كله ، فهو ترفيعه صف الضباط ( رقباء وغير ذلك) إلى رتبة ملازم ! وهو أمر لم يحصل في تاريخ أي بلد، إذ من المعروف أن الضابط يجب أن يكون خريجا في إحدى الكليات العسكرية! وتكشف هذه الخطوة المأزق الذي يعيشه رياض الأسعد ومن يقف وراءه ، لاسيما لجهة الفشل في استقطاب الضباط ، و اقتصار المنشقين على فئة المجندين الذين يشكلون حوالي 90 بالمئة ممن استطاع استقطابهم من الوسط العسكري. ومن المعروف أن نسبة الفرار ، في أي جيش ، بما فيه الجيش السوري، تشكل ما بين 5 إلى 8 بالمئة من كل دورة يجري استدعاؤها لأداء خدمة العلم في الحالات الطبيعية والسلم. واللافت أن نسبة الفرار منذ بداية الأحداث لم تصل سوى إلى أقل من 3 بالمئة ، أي أقل من نسية الفرار في الحالات الطبيعية بجوالي 2 إلى 4 بالمئة . علما بأن نسبة التطوع في الجيش السوري ، بفئاته ومراتبه واختصاصاته المختلفة ، ارتفعت بنسبة وسطية تقدر بحوالي 9 بالمئة قياسا بالأحوال الطبيعية . وهو ما يعكس ثقة الشارع السوري بالجيش ، وفق الدراسة الاستخبارية التي أعدتها الملحقية العسكرية في السفارة الروسية في بيروت وجرى الكشف عنها مؤخرا.
(*) ـ شرح الصورة المرفقة : الملحق العسكري الفرنسي في أنقرة ، العميل التركي ـ الأميركي رياض الأسعد ، العميل الإسرائيلي أنطوان لحد.
الحقيقة