عائدون بحلة جديدة

موقع قيد الانشاء
مصنف ضمن:

المقدم حسين هرموش رفض الخضوع للإخوان المسلمين فسلمه أردوغان للأسد



kl:4,32 03|12|2011 Sawtalkurd
حصلت (مجلة الشراع) على الوقائع الكاملة في قضية قائد لواء الضباط الاحرار في الجيش السوري المقدم حسين هرموش منذ لحظة انطلاق حركته، إلى لحظة تسليم الأمن التركي له لاستخبارات بشار الأسد.
وقائع القضية تشير إلى ما يلي:


1- حركة المقدم هرموش انطلقت من معاناته وهو يرى جيش الأسد يدك بكل أسلحته أجساد وبيوت المواطنين السوريين من كل الاعمار وفي كل المدن.
2- الصعوبات الجمة التي واجهته وهو يقوم بواجبه لحماية السوريين.
3- الاتصالات التي تمت معه من كل الجهات.
4- استحالة تنفيذ وعود المساعدات من الخارج بسبب الحصار التركي المشدد حوله.
5- مغامرته بالعودة إلى الأراضي السورية لإنجاح حركته، وتمكنه في فترة وجيزة من تشكيل 4 كتائب والاستعداد لتشكيل 12 كتيبة لولا الملاحقة التركية.
6- السلطات التركية أرادت وضع حركة الضباط الاحرار تحت سيطرة الاخوان المسلمين السورية، فلما رفض قررت التخلص منه، وتوجهت نحو العقيد رياض الأسعد الذي ارتضى الحصول على مساعدة من الاخوان ورضى الاتراك مقابل أن يكون تحت سيطرتهم.
7- اختفاء المقدم حسين هرموش هو خطف مدبر من السلطات التركية رسمياً لتسليمه إلى استخبارات الأسد، وقد حصلت هذه الاستخبارات على هرموش مقابل تسليم عناصر قيادية من حزب العمال الكردي المقاتل ضد الاتراك للسلطات التركية.
كيف بدأ المقدم حسين هرموش انشقاقه عن جيش الأسد؟
المقدم حسين هرموش هو من أوائل الضباط المنشقين في جيش الأسد هو من قرية ابلين في جبل الزاوية في إدلب.
يحمل بكالوريوس في الهندسة، أجرى دورات عسكرية بعضها في روسيا وألمانيا (خريج الاتحاد السوفياتي) متزوج ولديه 4 أولاد هو مواليد 1972، هو أبو براء اسم ابنه الأكبر.
انشق في شهر حزيران/يونيو 2011، ووصل إلى المناطق الوعرة في جبل الزاوية وعائلته أولاً، والمنطقة كانت ملاذاً لهاربين من بطش جيش الأسد.
عندما اشتدت الملاحقات الأمنية لجأ إلى تركيا وانضم إلى مخيمات اللاجئين التي أقيمت في تركيا في منطقة انطاكيا (هاتاي بالتركي) ثم بدأ تدفق العسكريين المنشقين من ضباط ومجندين (20 ضابطاً و75 مجنداً) السلطات التركية جمعتهم في مخيم خاص بهم وفرضت قيوداً مشددة على حركتهم كانت لجنة تركية أمنية تستقبل العسكريين وتحقق معهم وتفتح لكل واحد منهم ملفاً للتوثيق.
بعد اشتداد هجمات جيش الأسد على المدنيين وسقوط الآلاف من المدنيين، وتزايد أعداد المنشقين في الداخل، حاول الهرموش التواصل مع عدد من الضباط في الداخل من أصدقائه ومعارفه وأسس معهم حركة الضباط الاحرار التي سرعان ما انضم إليها العشرات من المنشقين في درعا وفي الرستن وإدلب وحمص.
السلطات التركية لم تسمح بتوسع حركة المقدم هرموش والتواصل مع الضباط والعسكر خارج المخيم، وكانت تفرض بشكل دائم نوعاً من الرقابة على تحركاته، فشعر بنفسه انه خرج من حصار إلى حصار، وهذا ما دفعه إلى التفكير بالخروج من المخيم والتواصل مع المنشقين في الداخل والخارج.
في هذه الاثناء توجه وفد من مؤتمر التغيير السوري الذي كان قد عقد في انطاليا في نهاية أيار/مايو بداية حزيران/يونيو 2011 إلى المخيم (الطنوز) وضم الوفد صلاح الدين بلال ناشط سياسي وهو عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر السوري للتغيير وناشطين آخرين.


إقرأ أيضاً

السلطات التركية تسلم هرموش لسوريا مقابل استلام سبعة من مقاتلي الكردستاني



ذهب بلال بتكليف من المكتب التنفيذي للمؤتمر بهدف التواصل مع هرموش وغيره من الضباط والتعرف على حاجيات الضباط والجنود ومشاكلهم.
تم اللقاء بناء على طلب المقدم هرموش حيث كان تواصل مع بلال هاتفياً منذ مجيئه إلى المخيم، وكان اللقاء يستدعي موافقة قائمقام المنطقة ومختار القرية المسؤول عن المخيم، واستغرق اللقاء نحو ساعتين، وأهم ما بحث:
1- تحدث هرموش عن دافعه للثورة وهي المعاناة عندما شاهد جيش الأسد يقصف المدن ويقتحمها ويقتل المدنيين، تحرك ضميره ورفض أن يشارك في قتل أبناء شعبه مما دفع به إلى عصيان الأوامر والتوجه والهروب إلى جبل الزاوية ومنها إلى المخيم، راكباً على الدواب والدراجات بمساعدة شباب من الثوار.
2- طلب مساعدة مالية وعسكرية للتحرك ضد جيش الأسد، ودعم حركة الضباط الاحرار.
3- المساعدة على ان يخرج من المخيم للعمل داخل الأراضي السورية ضد جيش الأسد.
4- تحدث عن تواصل عدد كبير من المعارضين والشخصيات الوطنية في الخارج معه ومنهم نائب الرئيس السابق عبد الحليم خدام بواسطة نجله جهاد، جماعة الاخوان المسلمين عبر مرشد الجماعة رياض الشقفة، الشيخ عدنان العرعور، وبرهان غليون ومحمد زهير الصديق وشخصيات سورية في السعودية، فضلاً عن أطراف سلفية وأصولية من الطليعة المقاتلة في جماعة الاخوان وأطراف اسلامية من طرابلس شمالي لبنان.
هؤلاء جميعاً عرضوا دعمه والوقوف بجانبه مع جماعته. كان هرموش يشعر ان معظم هذه الاطراف من الذين يتصلون به تريده ليكون عوناً لها في حملته ضد بشار ليقول كل طرف انه يملك قوة عسكرية مسلحة لتعزيز موقعه السياسي تجاه الآخرين.
محمد زهير الصديق اتصل به ووعده بتقديم دعم كبير وكل ما يحتاجه في مواجهته لجيش بشار.
بعد مرور نحو شهرين لم ينفذ أي طرف أي أمر لهرموش، ربما بسبب المضايقات التركية، التي كانت تصادر حتى الورقة البيضاء إذا وصلت إلى هرموش وكان مستحيلاً أن يتم دعمه أو إيصال أي قرش مالي أو اقتصادي أو عسكري.
كانت السلطات التركية تصادر أو تمنع أي زائر للمخيم من حمل أي مبلغ مالي ولو كان ليرة تركية، كانت تأخذ أموال الزائرين قبل لقاء هرموش ثم تعيدها عند مغادرتهم المخيم.
طلب هرموش من صلاح الدين بلال دعماً حقيقياً على الأرض يتمثل بإيصال سلاح وتأمين العساكر المقاومين في الخارج والمنشقين في الداخل ليتمكنوا من مواجهة جيش الأسد.
عرض بلال هذه المطالب على زملائه في قيادة مؤتمر التغيير وشرح المعاناة التي يعيشها المنشقون في المخيم التركي والذي كان يبتعد عن الحدود السورية نحو 500م اي على خط نار مباشر، وكان يشرف على المخيم مخفر سوري على تلة يستطيع عناصره قتل أي لاجىء سوري يتحرك داخل المخيم التركي. كان جنود الأسد يصورون كل تحرك داخل المخيم ويحصون أنفاس من بداخله.
سأل بلال عن الوضع الجغرافي للمخيم ولماذا يوضع تحت رحمة فوهات بنادق جيش الأسد.
كان ضابط المخيم التركي يرد بأن ((المنطقة هنا مؤمنة بـ200 عسكري تركي بأحدث الأسلحة والأجهزة، وقناصات فضلاً عن طائرة حوامة قرب المخيم، ودبابة ومدرعة قريبة من المخيم للتعامل مع أي هجوم سوري محتمل.
الزيارة الثانية: تمت بعد ثلاثة أسابيع، والتقى بلال مع هرموش والعقيد رياض الأسعد والعقيد محمد حجازي والنقيب محمد مشهور الذين كانوا التحقوا بهرموش إلى المخيم وكان مخيم الجنود والضباط السوريين محاطاً بحماية ضباط استخبارات وجنود أتراك حول خيم السوريين.

جلس بلال مع عقيدين ومقدم ونقيب، ثم حضر شخصان من الاخوان المسلمين السوريين خليل هنداوي وشخص اسمه أبو خالد، استمع الثلاثة، بلال وهنداوي وأبو خالد، إلى مطالب الضباط الذين كانوا يتذمرون من أوضاعهم داخل المخيم بسبب الحصار التركي والمعاملة الرديئة التي تقيد حركتهم وتمنعهم من الاتصال مع أركان المعارضة والضباط السوريين، انفرد بلال بهرموش في جانب من المخيم ليحدثه بمطالبه، حيث كان هرموش من أكثر المتحمسين للعمل على الأرض، واعترف لبلال انه يريد ترك المخيم والدخول إلى سوريا لبدء الحركة المسلحة ضد النظام.
وذكر هرموش انه سيتصل ببلال عندما يصبح خارج المخيم، وبعد 48 ساعة وأثناء تواجد بلال في منطقة انطاكيا اتصل الهرموش ببلال قائلاً له: الآن أصبحت حراً وأنا الآن داخل الأراضي السورية ومعي بعض الشباب ونريد العمل المسلح وحشد الامكانات كي نواجه تحركات جيش الأسد.
قال ان لديه لائحة بطلباته تتضمن: سلاحاً لـ12 كتيبة كان يطمح لتشكيلها خلال مدة 3 أشهر، موزعة على كافة المناطق في سوريا ولم يمض وقت طويل حتى تم تشكيل 3 كتائب منها كانت مسلحة ذاتياً من الاسلحة التي غنمتها من جيش الأسد:
*الكتيبة الأولى في منطقة الرستن التي كان يقودها الملازم أول عبد الرزاق طلاس.
*الكتيبة الثانية في المنطقة الجنوبية يقودها الملازم أول قيس القطاعنة.
*الكتيبة الثالثة في المنطقة الوسطى يقودها الملازم أحمد الخلف.
بعد ذلك أعلن عن كتيبة أخرى بقيادة الملازم عبدالله عودة في المنطقة الشمالية قرب حلب.
الكتائب الأكثر عدداً وفاعلية هي التي تضم عسكريين وجنوداً فارين في المنطقة الوسطى وفي مناطق جبل الزاوية.
وإذا أضفنا وجود مدنيين مسلحين بأسلحة خفيفة فإن كل كتيبة كانت مشكلة من حوالى 200 جندي وضابط.
كان المقدم هرموش يحتاج الى مساعدات مالية لتسهيل الحركة والاتصال وشراء بعض الحاجيات في الداخل، وطلب اجهزة اتصال.

كان يريد تسليح 12 كتيبة تمتد من دير الزور حتى درعا ودمشق والمنطقة الساحلية.
خلال مرحلة التحضير الاولى حصلت مواجهات بين الضباط الاحرار وجيش الاسد في مناطق حماه وحمص والرستن وادلب.. وشنوا هجمات ضد جيش الاسد أسفرت عن خسائر في صفوفه وفي صفوف الضباط الاحرار.
في هذه الفترة كان عمل حسين هرموش مقتصراً على القضايا اللوجستية بالاتصال مع الكثير من الضباط العاملين في الجيش ليحفز فيهم روح الانشقاق والتخطيط لعمليات وانشقاق عدد كبير من الجيش بأسلحتهم.
كان التواصل مع رتب عالية منهم قادة ألوية في الجيش للانشقاق وتوسيع قاعدة حركة الضباط الاحرار ضد جيش الاسد.
كان هرموش مقيماً بشكل سري في منزل داخل الاراضي التركية ومعه 4 ضباط سوريين يساعدونه في التواصل بينهم الملازم بسيم الخالد والملازم عبدالله عودة..
اقتصر عملهم على التوجيه والعمل اللوجستي، وكانت مواجهات حقيقية تتم ضد جيش الاسد المعتدي على المدنيين السوريين، وكانت عملياتهم في اطار الدفاع عن النفس.
انتقل هرموش ومن معه من الضباط الى منزل في مدينة غازي عينتاب يقول بلال ان هذا التحرك كان يتم دون معرفة السلطات التركية وقد تم تأجير المنزل بأسماء مختلفة.
لكن السلطات السورية كانت تلاحق هرموش وشعر الرجل بأن هناك من يلاحقه فخرج من غازي عينتاب وعاد الى انطاكيا واستأجر بيتاً ومن معه، وبعد عدة ايام اقتحم المنزل عدد من افراد الشرطة التركية لاعتقاله هو والضباط بتهمة الخروج من المخيم والتحرك دون اوراق ثبوتية ودون موافقة امنية.
جرت اتصالات مع جهات عدة لتركه حراً، لكن سلطات الامن في انطاكية أصـرّت على اقتياده لاعادته الى المخيم بالرغم من انتظار مؤشرات بأن الحكومة التركية كانت تعلم بتحركات الهرموش ولا تمانع في ذلك، لكن على ما يبدو ان الوعود التي كانت تعرض عليه انقلبت بعد ان اتضح حجم تحركه وتأثيره على الارض داخل سوريا.
خافت السلطات التركية من حركة هرموش ومن تصاعد مد حركة الضباط الاحرار، وظهور 12 حالة انشقاق في فترة زمنية قصيرة، علماً ان هرموش لم يكن خاضعاً لأحد، وبعيداً عن سيطرة او توافق مع الاخوان المسلمين الذين ارادوا السيطرة عليه وان تكون حركة الضباط الاحرار تحت وصايتهم.. وبعد ان كان ينسق مع رياض الاسعد في بداية تحركه ظهر الخلاف معه وأعلن الاسعد عن تشكيل الجيش السوري الحر تحت رعاية ودعم الاخوان وهذا ما وفر له الرعاية التركية، وكان خليل هنداوي وابو خالد هما صلة الوصل بين رياض الاسعد والاخوان وقد نجحا في اقناع رياض ان يكون تحت جناح الاخوان، وهذا ما رفضه هرموش لذا شكل الجيش السوري الحر مقابل حركة الضباط الاحرار لحسين هرموش.
وهذا ما يفسر احتضان أردوغان لرياض الاسعد، ومضايقة هرموش واعتقاله اول مرة.. ثم يعتقل للمرة الثانية بعد ان وصل الى المخيم التركي.

اعتبر هرموش ان اعتقاله كان إهانة كبيرة له وطعنة في الظهر وخاصة ان طريقة التعامل كانت قاسية، بعد ان أصـرّت الشرطة التركية على سوق الضباط وهم مقيدو الايدي بالاصفاد الى المخيم امام الناس والعساكر السوريين والاتراك.
ثار هرموش وبات كالاسد الجريح وصمم على الخروج نهائياً من المخيم علماً بأنه طلب من السلطات التركية السماح له بالخروج السلمي لكن حكومة أردوغان بواسطة ضباط الاستخبارات المسؤولين عن المخيم رفضوا السماح له بالخروج، وحاولوا تهدئته في جلسات عدة معه ذاكرين له انه سيكون اكثر اماناً داخل المخيم خاصة بعد ان وصلتهم تقارير عن دخول عدد من رجال أمن بشار لاغتيال وتصفية الضباط المنشقين في انطاكيا.
لم يقتنع هرموش بهذه الحجة ونجح في الهرب نهاراً بعد ثلاثة ايام والعودة الى احد المنازل داخل تركيا مصحوباً بعائلته، والتواصل مرة اخرى مع المنشقين في الداخل، بعد ان وصل عدد الاتصالات مع جنود وضباط الى عدة آلاف عن طريق سكايب وبرامج الاتصال الاخرى.
هذه الاتصالات كانت كلها مراقبة من الاجهزة التركية التي سارعت مرة اخرى وبعد ان حددت مكانه الى اعتقاله وإعادته الى المخيم.
هنا بدأ على ما يبدو فصل الحلقة الاولى من الترتيب لمسلسل اختطافه.
تواصل ضابط أمن تركي يدعى ابو محمد معه وعرض عليه مساعدته وتأمين السلاح له وكذلك الاوراق القانونية ليكون اكثر أمناً في التحرك داخل الاراضي التركية.
ارسل الهرموش رسالة الى بلال يقول فيها ان ضابط استخبارات تركي برتبة نقيب يعرض عليه المساعدة عسكرياً وأمنياً لتسهيل تحركاته وايصال الدعم الى الداخل، وقد رد بلال عليه بأن هذا العرض غير مقبول وغير منطقي خاصة ان الاتراك، ومن خلال اعتقاله اكثر من مرتين وإرجاعه الى المخيم لا يبدون اي حسن نية تجاهه وتحركاته، فكيف يمكن مساعدته بما هو أهم عسكرياً؟
حذرته بأن هذا العرض يحمل في طياته اسراراً خفية عليه التنبه لها (يقول صلاح الدين بلال) وكان هذا التحذير يوم 22/8/2011.
وفي 27/8/2011 ارسل هرموش رسالة اخرى قائلاً لبلال: صلاح ستسمع اخباراً جيدة خلال 24 ساعة، فرد عليه بلال برسالة اخرى: ارجو ان تكون هذه الاخبار خيراً، لأنني لا أتلمس في هذه الايام خيراً خاصة ان الاوضاع كانت صعبة جداً حول المقدم هرموش.

في اليوم نفسه (27/8/2011) كان صلاح الدين في الطريق الى فرنسا لشراء بعض اجهزة الاتصال التي كان طلبها هرموش للجيش المنشق، وبعد يومين من وصوله الى باريس اي يوم 29/8/2011 جاءه هاتف مساء وكان المتكلم هو شقيق المقدم حسين، ابراهيم الذي كان معه في المخيم التركي وهو رجل أمن سوري منشق، قائلاً له: ان المقدم خرج من المخيم ظهراً في تركيا ولم يعد.
استغرب بلال هذا الاتصال لأنها كانت المرة الاولى التي يتحدث فيها شقيق المقدم ولم يكن بينهما اي تواصل فسأله من اين حصل على الرقم فرد قائلاً بأن الاجهزة الامنية التركية، وبعد السؤال عن اختفاء الهرموش اعطوني رقمك وقالوا اتصل مع هذا الشخص فربما يكون لديه معلومات حول مكان شقيقك.
ووفق ما ذكروا له بأن آخر اتصال اجراه المقدم هرموش كان مع بلال الذي قال بأن هذا لم يكن صحيحاً لأنني من تاريخ 27 حتى 29/8/2011 لم أتواصل معه بسبب سفري، وكانت هناك اتصالات عديدة اجراها هرموش، وحسب زوجه وشقيقه ابراهيم وبعض اصدقائه من الضباط الذين اكدوا انهم سمعوه يتصل مع العديد من الناس وانه تلقى العديد من الاتصالات الهاتفية في تلك الفترة.. وكان هذا امراً مريباً لأن بلال لم يكن آخر المتصلين مع هرموش.
يتابع بلال: قلت لشقيقه ان المقدم لم يتصل بي منذ اكثر من يومين وكانت اتصالاته السابقة قبل عدة ايام كلها عبر ((سكايب))، وفي اتصال آخر في اليوم التالي اكد صحة كلام بلال.. بعد ان اعترف الاتراك ان هرموش كان على اتصال معك لكن خطك كان مقفلاً.


كيف خطف الهرموش؟
سأل بلال شقيق المقدم حسين، ابراهيم عن ملابسات الخطف فقال ان شخصاً باسم ابو محمد وهو نقيب رقم هاتفه 0905358911798 اتصل به قبل يوم اي يوم 28/8/2011 وطلب لقاءه لأمر خارج المخيم واعتقد بأن الرسالة التي ارسلها لي عن الخبر المفرح الذي وعدني به خلال 24 ساعة كان هو الخبر المحزن الذي وصل وكان خطفه وتسليمه للاستخبارات السورية وإخراجه على الفضائية السورية ليلقي البيان الشهير بما حصل معه.


تهديد بلال
في 31/8/2011 وبعد شراء بلال الاجهزة المطلوبة وعاد بها إلى تركيا اتصل به أحد الاشخاص قائلاً له الأفضل ان تبقى في اسطنبول قبل ان تأتي إلى انطاكيا لتوضيح بعض الأمور حول اختفاء هرموش لأن الاجواء متوترة جداً في المخيم والدعايات المنتشرة هناك كثيرة ومنها ان لبلال دور في خطفه.
رغم ذلك بقي بلال اسبوعاً في اسطنبول للحصول على تفاصيل الاختفاء فإتصل بمستشار أردوغان للإشراف على المخيمات السورية غزوان المصري وهو شخصية سورية قريبة من الاخوان المسلمين يحمل الجنسية التركية ومتزوج من سيدة، هي ابنة شخصية إسلامية تركية قريبة جداً من حزب أردوغان وحزب الرفاه الإسلامي سبب اتصال بلال بالمصري هو ان شقيق هرموش ابراهيم أعطاه رقم هاتفه وقال له بأن السيد غزوان اتصل بعائلة المقدم وقال لهم ان الهرموش في مكان آمن!
يقول بلال: سررت جداً من هذا الخبر وأردت أن أتأكد منه فعرفته عن نفسي وعندما أخبرته انني أرغب في الحصول على مزيد من التفاصيل عن اختفاء هرموش اعترض غزوان المصري على نقل ما جرى بينه وبين ابراهيم هرموش وإعطائه رقم هاتفه لي، لكنه ذكر لي مرة أخرى انه بخير وليس هناك حاجة لتضخيم الأمور.
يقول بلال: شعرت بإطمئنان وقلت لأنتظر ما سيحدث خلال الساعات القادمة وتمنيت أن يكون حسين في يد الاتراك لأي سبب لأنه سيكون حراً ولو بعد سنة لكنه إذا سقط في قبضة أمن بشار فستكون هذه المصيبة الكبيرة.


المفاجأة
لكن بلال برغم ذلك، لم ييأس وحاول عبر جهات عربية التدخل لدى السلطات التركية والاتصال بهم لأخذ المعلومات الدقيقة حول قضية اختفائه أو اعتقاله من قبل الاتراك.
وفعلاً وعبر أحد الاصدقاء تم التواصل مع شخصية عربية (رئيس جمهورية سابق) طلب منه التوسط لدى السلطات التركية والسؤال عن هرموش.. ويشرح صلاح الدين بلال الأمر فيقول:
خلال ساعتين جاءني هاتف من الرئيس السابق وأخبرني عبره بأنه أجرى اتصالاً مع الرئيس أردوغان شخصياً للإطمئنان طالباً منه معرفة حقيقة اختفاء الضابط هرموش. وان أردوغان قال انه غير مطلع على الموضوع وطلب وقتاً للإطلاع من مستشاريه على حقيقة الأمر.
بعد فترة وجيزة (ساعة) أجابه أردوغان بأن الرجل بخير وهو في إحدى المناطق القريبة من المناطق السورية وسيكون عند عائلته خلال أيام.
أثلج هذا الخبر صدور العائلة لكن بلال أصر على الصديق الرئيس أن يتكلم مع مكتب أردوغان ويطلب أن يتصل هرموش بعائلته ولو بكلمتين ليشعروا بالإطمئنان الحقيقي، خاصة وانه كان مضى سبعة أيام على اختفائه وكانت عائلته وزوجه في حالة انهيار كامل.
أردوغان أعطى وعداً للرئيس السابق بأنه خلال ساعتين سيتحدث حسين هرموش مع زوجه لكنها فوجئت مثلما فوجىء الشعب السوري والعالم بأن الهرموش ظهر على الفضائية السورية، لإكمال صفقة عقدتها السلطات التركية مع استخبارات الأسد بتسليم هرموش مقابل تسليم دمشق لعناصر قيادية في حزب العمال الكردستاني التي تتخذ من سوريا مقراً لمهاجمة الجيش التركي.
يتابع بلال:
هذا ما خلق لدي سؤالاً لم أحصل على إجابة عليه حتى الآن وهو من يقف وراء اختفاء الضابط هرموش؟ خاصة انه طلب مني الخروج من تركيا في أسرع وقت ممكن عندها رجعت إلى القاهرة.. ومن هناك شاهدت الهرموش لكنه وراء قضبان الفضائية السورية.
هذا الرجل الذي عشق الوطن وعشق الحرية وأحب أن يكون قائداً وطنياً وان يقدم روحه في ساحة المعركة لكنه للأسف تعرض للخيانة وللطعن في الظهر وأخذ معه أسراراً كثيرة لم يعلن بعد عنها لكن قسماً كبيراً منها ما زال في مكاتب الاستخبارات التركية.


الصفقة
صحافي تركي قال في حديث مع محطة ((العربية)) ان شخصاً كردياً اسمه صلاح الدين بلال كان يرافق الهرموش وانه من الممكن أن يكون ذهب معه إلى شمالي العراق.
هذا الصحافي التركي يتهم بلال ليزيل التهم عن السلطات التركية ويلصقها بالأكراد في طعن بالوحدة الوطنية السورية ولتمرير أجندة تركية وتغطية لبعض أطراف الاخوان المسلمين عبر صفقة استخبارات بين الاخوان – أردوغان – وبعض أهل المنطقة، كلهم باعوه للاستخبارات السورية.
لماذا؟
لأن المقدم هرموش كان يحشر الاتراك وهم غير مستعجلين وكان قادراً على تجنيد عشرات الآلاف من الجنود وأردوغان يتمهل لا يريد أن يستعجل الأمور حتى يهيىء الظروف لتسليم الاخوان السلطة في سوريا خلفاً لعائلة الأسد.


تواطؤ علني
رأى ابراهيم هرموش ضابط الأمن التركي المزعوم أبو محمد عند بوابة مخيم الطنوز فطلب ابراهيم من الأمن التركي اعتقاله أو سؤاله عن أخيه وذلك لأن ابراهيم هرموش اتهمه بشكل مباشر بالمسؤولية عن اختفاء أخيه لكن الأمن التركي لم يتجاوب معه وذهب ضابط الأمن التركي المزعوم أبو محمد إلى سيارته وغاب عن الانظار.
يعتقد أهل المفقود الناشط السياسي مصطفى محمد قسوم وأهل المقدم المنشق عن الجيش السوري (قائد لواء الضباط الاحرار) ان الحكومة التركية متمثلة بوالي ولاية هاتاي وقائمقام مدينة ييللاداغي وقائمقام مدينة الطنوز ومن حولهم ومستشار رئيس الوزراء التركي والمسؤول عن ملف اللاجئين السوريين غزوان المصري، بأنهم قصروا وبكل وضوح في ملابسات اختفاء المذكورين أعلاه وان أهالي المفقودين عاشوا على الأمل 16 يوماً من تاريخ اختفاء ذويهم وذلك عبر رسائل التطمين التي تأتي من قبلهم مثل (اخوكم بخير – وأنتم تعرفون مكانه – وخلال يومين أو ثلاثة سترونه – ولا تقلقوا ومن هذا الكلام الذي يظن سامعه ان الشخصين المفقودين هما تحت نظر ورعاية الحكومة التركية) وعدم تحريكهم للملف بشكل رسمي.
أربع ساعات تفصل بين اختطاف الهرموش وبين اختطاف قسوم الأول الساعة 12 ظهراً تقريباً والثاني 4 عصراً بتوقيت تركيا وفي اليوم نفسه 29/8/2011 وقبل يوم من عيد الفطر، والمتهم هو ضابط أمن تركي ورقم جواله منتشر على الأقل مع 200 لاجىء سوري.


هكذا تـمّ استدراج
حسين هرموش
من قبل ضابط الامن التركي
تنشر ((الشراع)) دقائق تحركات المقدم حسين هرموش يوم اختطافه من قبل الاستخبارات التركية لتسليمه الى استخبارات بشار الاسد يوم الاثنين في 29/8/2011.


تجهيز بيان العيد
11,45 صباح وقفة العيد خرج حسين هرموش وابنه محمد 6 سنوات وابن اخيه محمود 20 سنة من مخيم الطنوز باتجاه محل لينسخ بياناً سيلقيه على لواء الضباط الاحرار عبر الاعلام ويطالب فيه الاهالي في سوريا بعدم تسليم ابنائهم الى الجيش في سحب اول شهر ايلول/ سبتمبر.
11,50 تلقى حسين هرموش من ضابط امن تركي يدعى ابو محمد اتصالاً يدعوه فيه الضابط التركي للقاء سريع لمدة ربع ساعة فقط فقال له حسين هرموش بأني في طريقي الى الطنوز، سأل الضابط التركي حسين: اين في الطنوز؟ اجاب حسين هرموش: نحن مقابل حديقة منزل ومكتب قائمقام الطنوز، قال له الضابط: انا قريب من مكانكم اي من حديقة القائمقام.
12,00 التقى حسين هرموش وابنه محمد وابن اخيه محمود مع ضابط الامن التركي ابو محمد وسلموا عليه جميعاً.
سأل الضابط التركي ابن اخ حسين هرموش، محمود: ألم تعرفني، فقال له محمود: لا اتذكرك، فأجاب الضابط التركي: انا من حققت معك عندما جئت من سوريا الى مخيم ييلاداغي، حيث انني أحقق مع كل من جاء من سوريا، فقال له محمود هرموش: نعم تذكرتك، ولكن اين ستذهب انت وعمي حسين؟، فأجاب: سنذهب مشواراً لمدة ربع ساعة ونرجع انتظرونا هنا.
12,05 ركب حسين هرموش مع الضابط التركي في السيارة البيضاء والتي حاول محمود هرموش اخذ رقم لوحتها لكن السيارة كانت بدون ارقام ولا حروف.
12,30 اتصل ابراهيم هرموش على جوال اخيه حسين فتبين له انه مغلق.
13,10 خرج ابراهيم هرموش من مخيم الطنوز باتجاه المدينة بحثاً عن اخيه ومن معه ابن اخيه محمود وابن حسين محمد فوجدهما جالسين على مقعد في حديقة قائمقام مدينة الطنوز وسألهما اين حسين هرموش فأجابا: لقد ذهب مع ضابط الامن التركي ابو محمد.
15,00 أبلغ ابراهيم هرموش قائمقام مدينة الطنوز عن مجريات اختفاء حسين، فرد عليه القائمقام بأنه سيبلغ والي محافظة هاتاي بالموضوع.


الثلاثاء 30/8/2011 اول ايام عيد افطر
11,00 قبل الظهر اتصل ابراهيم هرموش مع ضابط الامن التركي ابو محمد وسأله: اين ذهبت بأخي حسين. اجاب الضابط بأننا ذهبنا لمدة ربع ساعة ونزل اخوك حسين في إحدى القرى المجاورة دون ان يفصح عن اسمها.
ابلغ ابراهيم هرموش قائمقام مدينة الطنوز بما جرى خلال المكالمة الهاتفية بينه وبين ابو محمد وطالبه باعتقاله وبأنه متهم مباشر في عملية الاختطاف فأجاب القائمقام سنبلغ الوالي بما جرى.


الاثنين 19/9/2011
10,00 صباحاً توجه ابراهيم هرموش (الاخ الاكبر للمقدم حسين هرموش) وعمر قسوم (الاخ الاصغر لمصطفى قسوم الذي كان اختطف ايضاً من المخيم) الى الامنيات في مدينة انطاكيا وتقدما بشكوى رسمية رغم تعجب الامنيات التركية عن سبب تأخر تقديم الشكوى بشكل رسمي فكان الجواب بأن القائمين على الموضوع من الحكومة التركية مثل الوالي والقائمقام ومستشار رئيس الوزراء قالوا بأن الشكوى وصلت ولا داعي لتقديمها بشكل رسمي.


الخميس 22/9/2011
تابعت الامنيات التحقق بخصوص اختطاف المقدم حسين هرموش وذلك عن طريق المركزية الامنية في مدينة الطنوز.  


حسن صبرا





إقرأ أيضاً

السلطات التركية تسلم هرموش لسوريا مقابل استلام سبعة من مقاتلي الكردستاني






جميع الحقوق محفوظة @ 2015 صـــوت الكـــــورد sawtalkurd .

التصميم من قبل Sawtalkurd | ألوان