عائدون بحلة جديدة

موقع قيد الانشاء
مصنف ضمن:

عبد الرزاق عيد : حول ما جرى معنا في " أربيل "كوردستان

حول ما جرى معنا في / أربيل / كوردستان : عبد الرزاق عيد .
kl:14,00 16|12|2011 Sawtalkurd


أولا أشكر جميع الأصدقاء سوريين وعربا وسوريين عربا وأكرادا على تضامنهم الجميل والحار والصادق حول مجريات 30 ساعة التي قضيتها في رحلتي بشكل متواصل بين أربيل وباريس التي لم أستفق منها حتى الآن إن كانت واقعا أم كابوسا ! لكن ما أفاقني منها هو ما نقله الكثيرون من الأصدقاء على لسان وزير الثقافة في كردستان، الذي تبنى رواية أمن المطار ولم يبحث عن المسافة الضرورية له كسياسي ومن ثم كمثقف عن العقل الأمني الذي لا يدير مطار أربيل فحسب بل ويدير مطارات وبحار وطرق وشوارع حياة ومقابر العالم العربي والشرق الأوسطي ... لن أتحدث عن حديثه حول مشكلة الاسم في جواز سفري الفرنسي المؤقت ريثما نعود قريبا وخلال أسابيع إلى الوطن ، لكن سأكتفي بتعليق صغير لشرطية فرنسية شابة دون أن يكون لها تاريخ من عنفوان استبداد الشرق الأوسط، وذلك في مطار باريس |(شارل ديغول) ،عندما علقت بعد تصفح جواز سفري بأن السيد عيد جال العالم بوثيقة السفر الفرنسية هذه وفق الفيز والتأشيرات التي تملأ وثيقته، لكن أحدا ما في كل دول العالم لم يلاحظ أن ثمة مشكلة في كتابة الاسم إلا مخابرات كردستان (العظيمة الحرة) التي تتشبه بمخابرات خصومها القومجيين البعثيين: الصدامية-أو الأسدية ، وذلك فظاظة وسطوة واستعراضا للقوة دون أن تمتلك خبرتها وذكاءها وخبرتها ... وهنا تذكرت حكمة ابن خلدون عن موضوع محاكاة المهزوم للمنتصر عليه أو محاكاة الضحية للجلاد، متذكرا في الآن ذاته أوساط مطارات حلب ودمشق عندما كنت أعود إليها، حيث رائحة الكآبة والحزن والخوف والقبح تتعايش مع النذالة والخسة وقابلية كل القيم للبيع ... صدمني السيد وزير الثقافة أكثر وأكثر وهو يدافع عن جهاز أمن المطار، عندما تحدث عني بأني لم أبلغهم بسفري وتاريخ وصولي ... هذا التاريخ الذي عادة ما كنت أسأل المكلفين بدعوتي من قبل مجموعته الداعية حول برنامجه، وحول مواعيد السفر باعتبار أنهم هم من حجزوا وحددوا التواريخ: تواريخ القدوم والمغادرة وهم من أرسل بطاقة الطائرة. والأغرب من ذلك في شأن الوزير أنه عوضا عن التنصل من هذا الموقف الذي يهبط به ليس عن مستوى أية علاقات بشرية متحضرة، بل عن أي مستوى يتعلق بمفهوم الدولة والإدارة والتنظيم، وكل ذلك من أجل أن يبرئ جهاز بلده الأمني من حالة الالتحاق التبعي المذل لأساتذتهم الأمنيين البعثيين: في بعث صدام أو بعث الأسد ... حيث يقول : لو أنهم عرفوا بتاريخ قدومي لأرسلوا من يستقبلني، في حين أن الأصدق كان ممثلهم الحزبي في باريس المتورط مباشرة بدعوتنا واتصالنا، الذي فسر عدم وصول مندوب وزارة الثقافة لاستقبالنا بأنه لم يستطع الوصول "لدواع أمنية"، فلم يتمكن من الوصول إلى نقطة الاستقبال وهذا ما تثبتنا منه عندما حاولنا أن نفهم الأمور من مندوب الوزارة الذي طرد أمنيا لكن السيد الوزير يصر على أنه لا علم له بتاريخ وصولنا الذي حدده بنفسه مع متعاونيه ...على كل حال لست مفاجأ بوجود مسؤولين كبار بكردستان لا يتمكنون من مصارعة أو مجالدة عريف في المخابرات وذلك وفق النموذج الملهم لهم (الصدامية والأسدية) ...ولكن مع ذلك ينبغي أن لا نكذب، ولكن إذا كان لابد من الكذب وفق مقتضيات الأنظمة العربية والشرق أوسطية (نقصد الكردية هنا) فعلينا أن نتمتع بالحصافة والرهافة في والإبداع والمراوغة في فن الكذب، لا أن تكون الكذبة من نوع (أن ضيفنا الذي حددنا له موعد زيارتنا ، فجأة زارنا دون علم منا بالموعد الذي حددناه له سلفا عندما حجزنا له بطاقة الطائرة!) ،لأن الله يحب عباده الصادقين .. حتى ولو كذبوا فيجب أن يستخدموا نعمة الله عليهم بالدهاء والمكر في قول الحقيقة فلا يزينون الكذب بالدعوة إليه صراحا براحا للاختفاء من مغبة الصدق ومستحقاته وتوابعه .... حتى ولو كان الكذب في خدمة الأجهزة الأمنية السورية التي لم يستطع سوري أن يرى في منعنا من دخول كردستان التي منحتنا يوما وسام (صداقة الشعب الكردي) ، سوى أنها وصاية للمخابرات السورية على مخابرات كردستان وهذا ما يفسر القلق الذي انتاب الجميع من أن تكون المخابرات الكردستانية قد سلمت الدكتور عيد للمخابرات السورية! 





جميع الحقوق محفوظة @ 2015 صـــوت الكـــــورد sawtalkurd .

التصميم من قبل Sawtalkurd | ألوان