
25|11|2011 Sawtalkurd
أصدرت هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الوطني الديمقراطي بيانا انتقدت فيه تصريحات وزير الخارجية الفرنسي حول "ممرات إنسانية" والاعتراف بفصيل سياسي واحد دون غيره، وهي الخطوة التي جاءت من الجانب الفرنسي بعد أيام على موقف أوروبي آخر وهو الموقف البريطاني المتميز بالتعامل مع أطراف المعارضة السورية بشكل متساو.
بيان هيئة التنسيق..
تابعت هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الوطني الديمقراطي باهتمام كبير التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية الفرنسية السيد آلان جوبيه وبشكل خاص ما أدلى به يوم الأربعاء 23/11/2011. ونحن إذ نقدر موقف كل من الحكومة الفرنسية والأحزاب اليسارية الفرنسية المنحاز لجانب الشعب السوري، فإن بعض ما ورد في تصريحات وزير الخارجية الفرنسي يدل على معرفة محدودة بالواقع السوري والخارطة السياسية السورية، مع إسقاطات متسرعة من المثل الليبي بما في ذلك الحديث عن كوريدور إنساني. إضافة إلى الموقف المستغرب الذي يعتبر أحد التكوينات السياسية "المحاور الشرعي" باسم الشعب السوري، الأمر الذي لا يعكس الواقع السوري الفعلي ويخالف التوجه الأوربي والدولي للتعامل مع كل القوى الديمقراطية السورية، ومن الملفت للنظر، أن هذا يأتي في فترة حوار ومساعي للتقارب بين أطراف المعارضة سعيا لتمثيل جامع وأكثر مصداقية، الأمر الذي يستلزم موقفا فرنسيا مسؤولا وبناءا يستمع لكافة القوى الديمقراطية المعارضة ويحول دون وضع أية عقبات تحول دون تقاربها واتحادها.
إن هيئة التنسيق الوطنية التي تتواصل مع كل المهتمين بالشأن السوري دولا وأحزابا ومنظمات غير حكومية وبين حكومية، تستهل الفرصة لشكر الأحزاب اليسارية الفرنسية على موقفها المؤيد لثورة الشعب السوري ورفضها للتدخل العسكري الخارجي وحرصها على التواصل مع كل الديمقراطيين السوريين دون استثناء.
رأي سمير عيطة:
عدة أشياء ملفتة للانتباه:
• أنّ هذا اللقاء أتى مع المجلس الوطني وحده بعد يومين من لقاء وزير الخارجية البريطانية مع طرفي المعارضة (أي المجلس الوطني وهيئة التنسيق)، مع العلم أنّ البريطانيين كانوا قد أصرّوا على أن يضعوا كلّ أطياف المعارضة على التساوي وهكذا كانت كلّ مواقف الدول الأوروبية واتحادها الأخيرة.
• أنّ الوزير جوبيه في معرض إجابته على سؤال حول الاعتراف بالمجلس الوطني، قال أنّه "محاور"، ثمّ استدرك "المحاور" (بمعنى أنّه المحاور الوحيد) وأنّه سيعمل مع الجامعة العربية كي يتمّ الاعتراف بهذا المجلس. علماً أنّ الجامعة قد دعت أطياف المعارضة إلى "توحيد نظرتها حول المرحلة الانتقالية" في سوريا (بمعنى أنّ الجامعة لا تعترف بفئة منها ممثّلاً وحيداً)، وأنّ هناك جهود حثيثة يبذلها أعضاء في المجلس وهيئة التنسيق والمكوّنات الأخرى في القاهرة لذلك (بالرغم من إصدار المجلس لبرنامجه حيث يقول أنّه سيحكم وحده في المرحلة الانتقالية بالتعاون مع المؤسسة العسكرية).
• كذّب السيّد جوبيه وجود أيّ أعمال مسلّحة في سورية، في حين الكلّ أضحى يعرف أنّ هناك "جيش سوريا الحرّ" الذي يقوم بأعمال عسكريّة.
• أنّ الوزير جوبيه قال أنّ "التدخّلات العسكرية غير مطروحة قيد البحث اليوم"، إلاّ أنّه دعا الاتحاد الأوروبي للعمل على خلق "ممرّات إنسانية آمنة"، وتعبير آمنة يعني هنا أنّ هناك من يؤمّنها، أي قوّات عسكريّة. جاء هذا كمفاجأة اللقاء، وقال الصحفيوّن الذين حضروا اللقاء أنّ المجلس الوطني هو الذي طلب هذه الممرّات الآمنة، وأنّ الحاضرين من أعضاء المجلس الوطني أفصحوا في حواراتهم على جانب المؤتمر الصحفي عن تفاصيل عن "الشرطة الدولية" المطلوبة لهذه الممرّات.
• أخيراً عاد الوزير جوبيه ليتحدّث عن "نضالات الشعب الليبي" بدل السوري، وهذه اللعثمة ليست للمرّة الأولى.
فهل يجب أن يقرأ هذا التصريح إذاً أنّ السيّد جوبيه يريد حلاًّ على الطريقة الليبيّة لسوريا؟ وأنّ المجلس الوطني السوري دخل حقّاً في آليّة طلب التدخّلات الأجنبية فعليّاً، بالرغم من تصريحاته الرسميّة (ثمّ نقيضها) حول الأمر؟ وهل يقرأ هذا اللقاء بحدّ ذاته كضربة للجهود الحالية لتوحيد رؤية المعارضة (في حين ترفض هيئة التنسيق وغيرها من أطياف المعارضة رفضاً باتّاً التدخل العسكري الخارجي) أو فقط محاولة لإنقاذ للمجلس بعد التصريحات الشديدة التضارب بين رئيسه وأعضاء مكتبه التنفيذي حول عدّة أمور أساسية؟
ما يؤسفني هو أنّه عندما يعترف السيّد جوبيه بالمجلس الوطني كممثّل أو كالممثّل الوحيد للمعارضة أو الشعب السوري، لا يأتي أحد من قادته ويقول بوضوح أنّ أيّ قرارات لا يمكن أن تؤخذ، لا فرنسياً ولا دوليّاً، دون أن نكون نحن الذين نطالب بها أو نقبلها...
قمع السلطة قد جعل سوريا فريسة لصراعات القوى الخارجية، فهل تعي المعارضة أنّ عليها أن تدافع عن المواطن والوطن (أي عن السيادة) سويّة؟
رأي هيثم مناع
حواراتنا مع اليسار الفرنسي منتجة وبناءة ومتزنة، جوبيه يحمل نظرة مختزلة واجتزائية للوضع السوري وتركيب المعارضة السورية ومن المؤسف أن ينعكس ذلك على مواقف دولة بأهمية فرنسا.
رأي آخر ..
بعد أن أعلن جوبيه أن فكرة الممرات الإنسانية جاءت من قبل المجلس الوطني، دعا الدكتور برهان غليون إلى "تنسيق دولي أفضل لمواجهة نظام يمارس سياسة الهروب إلى الأمام". وأضاف إن "المعارضة ليست موحدة في أي من البلدان. إننا نبحث عن أرضية مشتركة (..) ناقشنا خريطة طريق أعددناها نحو انتقال ديمقراطي وسلمي لتجنيب سوريا الحرب الأهلية والتدخل العسكري الذي يريد الجميع تجنبه". وهذا ثاني لقاء بين غليون وجوبيه خلال الشهرين الماضيين. كما قال غليون "نأمل أن يتحرك (الجيش الحر) في المهمات الدفاعية لحماية الجنود الذين غادروا الجيش والمتظاهرين السلميين. لكن من دون أعمال هجومية ضد مواقع الجيش" النظامي.