15|09|2011 Sawtalkurd .
عفرين : شارك حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD ) في التظاهرات التي بدأت في سوريا منذ شهر آذار، وهو جزء هام من المعارضة وتتحضرللمشاركة في المؤتمر الوطني . ويناضل PYD لتفعيل الإدارة الذاتية الديمقراطية وحقوق الشعب الكوردي .
حيث قال صالح مسلم رئيس PYD :" إن الخارج ينظر لوجه واحد من الاحداث التي تجري في سوريا."
تحدث صالح مسلم لصحيفة أوزكور بوليتيكا وبيَن بأن كل من السعودية وتركيا تقف وراء المعارضة المسلحة في سوريا وقال :" تركيا تجمع المعارضة في انطالية وانقرة واستنبول هذا جزء من هذا المخطط وترتبط بها احداث اسطول الحرية ايضاً."
* في البداية ، لا سيما وانتم في سوريا نريد السماع منكم حول ما يجري هناك :
عشرات من السنين و يكافح الشعب ضد هذا النظام . وكان حتى اليوم مشتتاً و غير منظم ، و كان تحت الضغط والظلم ، و قد وجد الآن فرصته. فالانتفاضات في سوريا بدأت من قبل اللذين يعتقدون بأن النظام السوري سيتغير. وجهز الشعب نفسه على اساس تغير النظام . و من جهة ثانية هناك نظام لا يتحمل انتفاضات الشعب. يوجد نظام يعذب ويقتل الشعب . يوجد لدى هذا النظام قوة متألفة من 150 إلى 160 ألف شخص يستطيع بواسطتهم تسيير الحرب الخاصة . ويستخدم النظام هذه القوة في استمرارية الضغوط على الشعب . و حسب اعتقادي فأنه لا يوجد انشقاق كبير في الجيش ، يمكن ان ينشق ضابط أو مفوض من الجيش ، لكن هذا لا يعني انشقاق الجيش .
وايضا يوجد الان بعض القوى الدولية تريد استغلال انتفاضات الشعب لمصالحهم ، لاجل ذلك يحاولون تقديم وجهة واحدة للانتفاضات وهي مرتبطة بمركز موحد .
نحن كـ PYD لا نؤمن بأن طلب التغير من قبل هذه القوى الدولية هي لمصلحة الشعب السوري ، لانهم يوجهون الاخبار باتجاه واحد، ولا يريدون سماع اصواتنا واصوات الكثيرين المسموعة من قبل الشعب .
* ياترى هل المعارضة المنبرزة حديثاً تسير مع الشعب. و هل يستطيعون تمثيل الشعب ؟
إن أقوال هذه التنظيمات و رغباتهم وشعاراتهم هي مثل ما يطلبه الشعب ، لكنهم لا يملكون تلك القوة لحماية الشعب ، لانهم ضعفاء ومبعثرون، و لايقدرون على بذل دفاع كبير. فلو نظر إلى الاخوان المسلمين و حتى الاخرين ، نجد إن لهم اسم كتنظيم ، ولكن وجودهم بين صفوف الشعب نادر او لا وجود له وسبب ذلك يرجع اليهم و الى نظام الاسد. كما ان النظام يستخدم شتى انواع الضغوطات من قتل الناس و تضيق حريتهم. وتسيير المؤامرات .
وايضاً يوجد من المعارضين من لهم علاقات مع المنظمات الدولية وهذه القوى تتدخل في تحركات المعارضين، وهنا يترأى بشكل واضح دور تركيا ، وتعمل تركيا على استخدام المعارضين حسب الوظيفة الموكلة إليه. ما هذه الوظيفة ؟ يريدون استمالة المعارضين في المنطقة عن طريق الاسلام المرن ، و لكي تستخدم تركيا المعارضين السوريين فأنها تحصل ايضاً على تأييد من القوى الدولية إزاء سياساتها بحق الكورد. ولاجل ذلك تتمسك تركيا بالملف السوري . وهنا عندما نتحدث عن تركيا فاننا نتحدث عن الناتو ايضا. ولهم في ذلك اهداف ، أولها بناء الاسلام المرن والثاني امحاء الكورد، ومن اجل ذلك فانهم ينشرون كل انواع الدعاية.
*هم مبعثرين و ليس لهم تلك القوة الكبيرة، كيف يمكن تقيم " المجلس الوطني الانتقالي" الذي انشأ بقرار من القوة الدولية؟ هل يمكنهم حل القضية السورية ؟
في المرحلة الراهنة تأمين الهدوء والحماية المنتظمة لسوريا صعب جداً. كل هذه السياسات المنتشرة في سوريا تبرز نفسها ، هؤلاء لا يمكنهم حل المسألة الكوردية و العلوية و لا السنية ايضاً.
هؤلاء يجلسون على الطاولات و يصدرون قرارات كثيرة ، وانشأوا مجلس متألف من 94 شخص، ويوجد ممثلين كورد في هذا المجلس وهذا المجلس انشأ من غير علم الكثيرين من المعارضين في الداخل ، وضموا اسماء بعض التنظيمات التي لم تحرك نفسها الى الان ، وسجلوا اسماء كثيرة على الطاولات و احتسبوهم كاعضاء في ذلك المجلس ، و سجلوا اسماء 10-12 من رفاقنا ومن غير علمنا ، ولقد نفينا ذلك نحن والتنظيمات الكوردية الاخرى . يقف وراء ذلك تركيا والسعودية. ونحن كـ PYD لدينا اعتقاد لو ان القوى الديمقراطية اجتمعت مع بعضها فأنها تستطيع الخروج بنتائج افضل . ويجب ان يجتمع ممثلي الشعب و القوميات الموجودة في الوطن مع بعضهم . و الحل الديمقراطي هو الطريق الوحيد لحل المشاكل .
*كيف ينظر الى مقترحاتكم من قبل المعارضين الاخرين؟ كيف هي علاقاتك مع المعارضين ؟ ما هو السبب يا ترى في أنكم كـ PYD لاتظهرون في الاعلام كثيرا؟
دعني أقول بأن نضال الكورد وبشكل خاص تحت ريادة PYD منذ 2003 لم يتوقف، وكنا نعلن عن رؤيتنا في كل الاوقات. وقد تصاعد نضالنا بعد 15 اذار، ويمكن القول ايضا بأننا ننظم التظاهرات بشكل يومي في كل المدن الكوردية ، نصرخ لاجل مطاليبنا وحقوقنا ، نرفع شعاراتنا. ولكن كل ذلك لا يرى من جهة الخارج ، لانه لا يوجد في النظام الجديد لسوريا مكان للكورد ، الان يوجد حوالي 5-6 من القنوات العربية المعروفة ، ولكنهم لا ينشرون المظاهرات التي تحمل الاعلام الكوردية أو المعبرة عن اللون الكوردي .
على الرغم من أننا يومياً نقوم بالتظاهر في شوارع حلب وعفرين وكوباني وقامشلو وباقي المدن الكوردية ،إلا أن الاعلام لا ينظر لها ولا يريدون نشرها بأي شكل من الاشكال. يقف وراء ذلك تركيا ايضاً. وهذا هو جزء من السياسة المطبقة منذ 1920 وقد قلتها من قبل فأن الاخبار تنشر من مركز واحد. لا يريدون رؤية نضال ومطالب الكورد، ولكن ومن اجل اراقة الدم الكوردي يعملون على تفعيل المؤامرات . وينشرون الدعايات عنا ، يقولون بأنه لنا علاقات مع النظام ، طبعاً لا وجود لشئ كهذاً قطعا . وفي الحقيقة فان الشعب الذي تعرض للاذى من هذا النظام هم نحن، وحاربوا ضدنا و استشهد رفاقنا ، و قتلوا شعبنا في السجنون تحت التعذيب ، لذلك نحن لانريد ان تراق دماء شعبنا الكوردي، ولا نريد ان تدخل دبابات النظام لمدننا.
نعم فنية أولئك اللذين ينشرون الدعايات عنا، هي ، أن لا يحصل الكورد على حقوقهم في اي تغير للنظام. وقد استخدموا النظام ضدنا الى اليوم ، وهم يريدون الان تهميشنا في المعارضة. ومع المعارضة ينشرون دعايات ضد الكورد ، بادعاءات ان لنا علاقات مع النظام .!!!
*هل شارك الكورد في حوار مع الاسد؟
قيل بأن الاسد اراد اللقاء معنا بعد بدء الاحداث . لكننا قلنا بأننا لن نجري اي حوار مادام الدم ينزل في الشوارع و العنف مستمر على الشعب . وبعد ذلك وعبر اللجان المحلية بعثوا رسائل قالوا فيها :" ما هي طلباتكم؟ تعالوا نتحاور." و ايضاً لم نجري لقاءات مع تلك اللجان المحلية.
*انتم 11 حزب كوردي في سوريا اجتمعتم مع بعضكم؟ كيف اتخذتم هذا القرار؟ وما هي قوة هذا الاتفاق ؟
نحن كـ PYD ومنذ اليوم الاول عقدنا لقاءات مع جميع الاحزاب الكوردية. اراد PYD ان يتوحد الكورد مع بعضهم ويتحركوا ضمن هذا الاتحاد. ويوجد ضمن هذا الاتفاق احزاب ليست لها تلك القدرة الكافية للمشكلة الكوردية. وفي 14 ايار اجتمعنا نحن الاحزاب وقد تناقشنا حول الوضع السوري والمشكلة الكوردية وماذا بامكاننا العمل، وبالنتيجة وقعنا على ميثاق مشترك ، والان نحن مرتبطون بهذا الميثاق. ولكن للان مشاكلنا مستمرة ، ولا يمكننا ان نتحرك كحزب واحد لانه في النهاية توجد تباينات بيننا، لكن هناك تقدم في العمل ، نحن نود العمل كحزب واحد والجهود مستمرة لعقد مؤتمر وطني خلال فترة شهر يكون فيها نسبة الاحزاب السياسية 45 بالمئة و 55 بالمئة من ممثلي الشعب ، الممثلين سيقترحون وينتخبون من قبل الشعب . والمجلس الذي سينتخب سيكون الممثل الشرعي للكورد.
*انتم كـ PYD ماذا تريدون؟
نحن نريد الادارة الذاتية الديمقراطية في سوريا. نحن نقول بأن تشكيل الادارة الذاتية الديمقراطية في سوريا لن تكون صعبة. ويجب ان تؤمن حقوق الكورد ووجودهم بشكل بنيوي. نحن في بالداية نريد ان يتم الاعترف بالوجود الكوردي ومن ثم حل المسألة الكوردية ضمن الطرق الديمقراطية. نحن في PYD نريد دولة ديمقراطية .
*كيف يقيم الكورد الاحداث في سوريا ، وما هي ردود افعالهم الاولية ؟
يرى شعب غربي كوردستان نفسه جزء من سوريا ، ويرى بأن الاحداث التي تجري هي بمثابة نضال ديمقراطي ، ويتحدثون عن حدود ذلك ، وعندما بدأت انتفاضة الشعب انخرطوا بكثافة في الدعاية لها . لكن مع مرور الزمن اصبحوا يؤمنون اكثر بحقيقة سياستنا.
بدون شك فهم مرتبطون بالاجزاء الاخرى من كوردستان، وشعبنا في غربي كوردستان يرى نفسه كجزء من شمالي كوردستان ضمن سوريا. و هو يرى ردة فعل القوة الدولية تجاه القضية الكوردية ، ويعلمون بوجد انظمة معادية لاتقبل بوجود للكورد و هذه الانظمة لا تريد ان يتخذ الكورد سياسة موحدة ضدهم ، لهذا استنكروا هجمات ايران وتركيا.
* بعد انتشار التظاهرات بشكل واسع قام النظام ببعض الاصلاحات ، ومن ضمنها إعادة الجنسية للكورد، حيث كان يوجد مئات الآف من الكورد محرومين من الجنسية . كيف قيَم الكورد هذه الخطوة ؟
هنا نفرق بين اعطاء الجنسية والاصلاح فكل منهما شيئان مختلفان . لم تطبق الاصلاحات الاخرى، فهي عقيمة. فالنظام صلح اخطاءه في اعادة الجنسية ، فأنت تأخذ جنسية شعب وتقول:" انت بدون جنسية." هذا خطأ كبير، وهناك اخطاء كثيرة مثلها، ومن كل هذه الاخطاء فإن النظام صلح موضوع الجنسية فقط ، فاعطاء جنسية 300 الف شخص هي رجوع النظام من احد اخطاءه .هذه ليست منحة و لا تحدد بها القضية الكوردية ، وقد استرجع 30 الى 40 ألف من شعبا جنسيتهم، وايضا هناك من ينتظر استلامها، وهم بدون شك فرحين لذلك، وقبل ذلك لم يكن احد قادراً على السفر لاي مكان ولم يقدروا على فعل شئ ، والآن اصبحوا يملكون جنسية وجواز سفر.وقام الكثير ممن استلم جناسيته بزيارة اقاربهم في شمال كوردستان . يقولون:" نحن الآن احرار ونستطيع التحرك والخروج." و هم فرحين لاجل ذلك ، ولا يمكن القبول بتاتاً بحل القضية الكوردية بإعادة الجنسية او الرجوع من بعض السياسات الخاطئة . وكما توجد سياسات خاطئة منذ عشرات السنين. يمكن ان تتحقق الديمقراطية في سوريا بالاعتراف بالوجود الكوردي و اعطاءه جميع حقوقه.
*كان رئيس الوزراء التركي أردوغان حتى الامس ينادي بشار الاسد ب"أخي"، وفي غضون لحظات ادار ظهره للاسد . وفي النهاية فتح ابواب تركيا للمعارضين؟
هناك وظيفة لرئيس اوزراء التركي وحزبه ، وهي انشاء الانظمة الاسلامية المرنة و اخراج الكورد من كل شيء ، هذه الوظيفة قد مُنحت من قبل القوى الدولية و الناتو، ولاجل استمرارية سلتطهم يتوجب عليه تطبيق هذه الوظيفة. هذا الدور تم فرضه من قبل بوش(الرئيس الامريكي السابق)، وقد وضعت اساسياته في لقاءات 2007 . و احداث اسطول الحرية جزء من هذه السياسة. ويريد أردوغان ان يكون حزبه قائداً للشرق الاوسط .
عندما كان اردوغان يقول للاسد:" انت أخي" لم تكن العملية قد بدأت في سوريا، وقد تغير اردوغان عندما بدأت الاحداث في سوريا ، وقد بدأ اردوغان بوظيفته ، لاجل ازالة النظام السوري وهو يعمل على تطبيق سياسة القوى الدولية في سوريا.
والسبب الآخر الذي يجعل من تركيا متعلقة بالمسألة السورية هو وجود الكورد فيها. و اردوغان مقابل تطبيق وظيفته في سوريا ، يعمل كل ما بوسعه كي لا يحصل الكورد على شيء . فتجميع المعارضين في انطالية واسطنبول وانقرة هي جزء من هذا المخطط. الأخوان المسلمين هم الاكثر مرونة ضمن المعارضة ، ولهم علاقات متينة مع AKP. وهناك الكورد المتعاونين معهم من ضمن هؤلاء المعارضين. قوة كهذه تتجمع في تركيا ، فاردوغان لا يريد ان تحل القضية الكوردية ويريد ان يجعل من ذلك مكسباً له . فنراهم ينشرون الدعاية الكاذبة ضدنا في كل مدن غربي كوردستان، وهذا ليس محض صدفة.
*ما هي وضع ايران التي تدعم نظام الاسد؟ هل ايضاَ ستظهر الباب للاسد عندما يأتي الدور على الكورد؟
نعم يوجد وضع يدعو للعجب . كل الخلافات بين الدول تزول بمجرد الوقوف على الوضع الكوردي من كان يؤمن بأن الطائرات الايرانية تستحصل المعلومات الاستخباراتية من الولايات المتحدة الامريكية. فالولايات المتحدة الامريكية تجمع المعلومات وتسلمها لتركيا والتي بدورها تسلمها لايران . وايران تقصف الكورد بالاعتماد على هذه المعلومات . ايران لا ترغب في تفتيت النظام واسقاطه لانهما متففان ، ولكن عندما يتم ذكر المسألة الكوردية فكل شيء يتغير، وتتحرك مع تركيا . فتركيا وايران هما في تنافس وصراع على من سيكون حاكما في الشرق الاوسطـ ، ومع ذلك فأنهما يتفقان حول الكورد مع بعضهما، يريدون امحاء الكورد.
*هل تقوم القوى الدولية بأجراء لقاءات مع الكورد المتفقون مع بعضهم ؟
لقد حصل ذلك بدون شك ، فرؤيتنا و نشاطاتنا ليست وفق مصلحتهم، وهم يريدون خلق نوع من الكورد وفق مصالحهم. وقد جربوا ذلك في الاجزاء الاخرى من كوردستان، فامريكا منشغلة بالكورد منذ 2003. ففي اعوام 1994 و 1995 اخذت الولايات المتحدة الامريكية عشرات من الكورد لاراضيها حيث عملت على تدريبهم ومن ثم زرعتهم ونظمتهم في كوردستان ، وارتباط هؤلاء معنا على هذه الشاكلة . فأما ان نكون كورد تابعين لهم أو لا نكون. و نحن نختار حريتنا.
نحن في الشرق الاوسط نمر بمرحلة حساسة . وهناك الاعيب كثيرة تنشر لها. ولنا تجربة منذ ايام العثمانيين. و يجب ان يكون الكورد متوحدين، ويجب ان نجتمع مع بعضنا. وإلا سنخرج من هذه المرحلة بضرر كبير، ويجب ان تتجمع تنظيمات الاجزاء الاربعة من كوردستان في مؤتمر عام . وعلى جميع القوى ان التحضير لوضع سياسة مشتركة للكورد.