
30|09|2011 Sawtalkurd .
يتجه جانب من الحركة الاحتجاجية في سورية إلى حمل السلاح، مستفيداً من انشقاق المئات من الجنود السوريين، ورداً على الحملة الأمنية العنيفة ضد المدنيين. وتتباين مواقف العواصم الدولية من مسألة اللجوء للسلاح. وترى روسيا ان هذا دليل على تعامل السلطات السورية مع جماعات متطرفة أصولية،
في حين تقول أميركا أن لجوء بعض أطياف المعارضة إلى السلاح، رد فعل على قسوة قوة الأمن. محملة دمشق مسؤولية هذا التحول على أساس انه «من الطبيعي أن تصبح هذه الحركة السلمية عنفية على الأرجح كلما زاد النظام من أعمال القمع والقتل والاعتقال".
بعد اكثر من ستة اشهر على بدء الانتفاضة السورية سورية يحذر خبراء من أن عسكرة الانتفاضة، والتي تدعو إليها أصوات سورية معارضة، تعني انزلاق البلاد إلى حرب أهلية مدمرة.
وتقول الباحثة المتخصصة في شؤون الشرق الأوسط: "هناك خطر بأن يلجأ المتظاهرون إلى استخدام السلاح، رغم انهم في غالبيتهم العظمى حتى الآن لا يزالون يتمسكون بالطابع السلمي لتحركهم". وتضيف «اللجوء إلى السلاح سيؤدي بالتأكيد إلى حرب أهلية... وهناك خطر بأن يستمر النزاع طويلاً".
وكان موقع «سوريون.نت» الإلكتروني، الإسلامي المقرّب من جماعة الاخوان المسلمين، نشر في الآونة الأخيرة سلسلة مقالات تطرح «قضية عسكرة الثورة للمناقشة الجادة".
وسارت خلال الأسابيع الأخيرة تظاهرات في مدن سورية عدة دعت إلى التسلح وإلى تدخل دولي على غرار ما حصل في ليبيا.
وتقول لوفالوا إن النظام السوري «يفعل كل ما في وسعه للدفع نحو العسكرة. هذه الخطوة ستعطيه حججاً اضافية للقمع في وقت سيكون هو بطبيعة الحال متفوقاً عسكرياً لأن لديه أسلحة اكثر بكثير مما سيحصل عليه المتظاهرون. كما ستكون له حجة قوية في وجه المجتمع الدولي ليقول نحن نتعرض للهجوم من مسلحين ولا بد لنا من الرد".
بينما يقول ممثل لجان التنسيق المحلية في سورية عمر أدلبي «إن الانحراف بالثورة عن مسارها السلمي إلى نمط العسكرة أو الدعوات إلى تدخل عسكري اجنبي من الناتو أو من جهات إقليمية، ستفرغ هذه الثورة من مضمونها التحرري. وستكون مكلفة ومضرة وطنياً وبشرياً».
ويضيف أن «العسكرة ستطيل وقت بناء سورية الجديدة. وإعادة اللحمة إلى المجتمع وستدخل البلاد في تمزيق داخلي حقيقي. في ليبيا، هناك عشائر تقاتل بعضها. وفي سورية سنكون أمام طوائف تقاتل بعضها".
ويشير رياض قهوجي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري، إلى تقارير عن شراء السلاح من جانب المعارضين وعن «عمليات عسكرية محدودة على شكل حرب عصابات ونصب كمائن وعمليات قنص لشبيحة وعناصر جيش، بالإضافة إلى اشتباكات مسلحة في أحراج ووديان في مناطق حدودية»، لكن «النزاع لم يتحول عسكرياً بعد».
ولا يرى صعوبة في وصول السلاح إلى الثوار. ويضيف أن «خصوم النظام السوري كثيرون ويزداد عددهم مع سياسته الحالية»، وبالتالي «فإن مصادر السلاح قد تكون عديدة».
وبالنسبة إلى قهوجي، السيناريو الأكثر ترجيحاً في حال وقوع نزاع مسلح، يكمن في إقدام إحدى الدول الحدودية، تركيا أو الأردن مثلاً، ومن ضمن مجهود دولي، على إنشاء منطقة آمنة تتجمع فيها قوات منشقة، وتنطلق منها للقيام بعمليات عسكرية. عندها يمكن الحديث عن سيناريو شبيه بالسيناريو الليبي».
كما يتحدث عن سيناريو يتمثل في «انشقاق كبير داخل الجيش على مستوى لواء بأكمله أو منطقة بكاملها تجعل المنشقين يستعينون بالسلاح والعتاد الموجود بين ايديهم. عندها تتخذ العمليات العسكرية حجماً اكبر وتبدأ حرب حقيقية».
وتوقف مراقبون خلال الأسابيع الأخيرة عند تراجع في زخم التظاهرات الاحتجاجية نتيجة ارتفاع حجم الاعتقالات والعنف الذي حصد حتى الآن اكثر من 2700 قتيل منذ منتصف آذار الماضي.
ويرى أدلبي أن تخاذل المجتمع الدولي عن نصرة الشعب السوري ولو بقرار إدانة يصدر عن مجلس الأمن الدولي، وارتفاع منسوب القتل الأعمى والاعتقالات والتنكيل، و«تردد المعارضة في إنجاز برنامج سياسي وقيادة سياسية» يساهم كذلك في ارتفاع الأصوات الداعية الى حمل السلاح ضد النظام السوري .