
30|09|2011 Sawtalkurd .
هاجم تركمان محافظة كركوك العراقية الشمالية الغنية بالنفط تجاهل الحكومة والبرلمان للاوضاع الامنية والسياسية والخدمية المتدهورة في المحافظة التي يقطنها مليون مواطن مؤكدين رفضهم لالحاقها بإقليم كردستان كما تطاب القيادات الكردية محذرين من محاولات إفراغها من المكون التركماني.
وأكد رئيس الجبهة التركمانية العراقية النائب أرشد الصالحي ان المكون التركماني في كركوك يعاني اوضاعا صعبة نتيجة المشاكل التي تضرب مكونات المحافظة التركمانية والكردية والعربية بسبب السياسات المتبعة تجاهها قبل وبعد عام 2003.
واشار الى ان مجلس النواب قد ابعد نفسه عن كركوك وقال "لا يعقل انه وخلال سبعه ايام ان يستهدف عشرة تركمان من اطباء وميسورين باغتيال وخطف وتهديد وقتل". وشدد الصالحي في تصريح صحافي أرسل الى "إيلاف" ان هذه الاعمال الاجرامية هي استهداف خاص للمكون التركماني .. وتساءل قائلا "لماذا يستهدف بهذا الشهر مكون دون اخر ولا يحدث استهداف للاطباء والشخصيات الاخرى من المكونيين العربي والكردي؟" واكد ان هنالك خطة ممنهجة لافراغ كركوك من المكون التركماني.
وتضم محافظة كركوك (255 كم شمال بغداد) ويقطنها مليون نسمة خليطا من التركمان والعرب والاكراد الذين يطالبون بالحاقها باقليمهم الشمالي الذي يحكمونه منذ عام 1991 فيما يرفض المكونان الاخران ذلك ويدعوان الى جعل المحافظة أقليما مستقلا بحد ذاته.
وشدد الصالحي على رفض التركمان لضم كركوك لاي اقليم في اشارة الى كردستان وقال ان للمحافظة وضع تاريخي وثقافي خاص بواقعها المعروف وهي لا تحتمل ان تكون جزءا من اي اقليم. واشار الى ان التركمان هم اول من حمل وتمسك بوحدة العراق وارضه وتماسك مكوناته فهم يقفون بوجه الفدراليات الطائفية والعرقية والقومية "لانهم شعب حي ومكون اصيل وفاعل واساسي في العراق" . ويشكل التركمان القومية الثالثة في العراق بعد العربية والكردية.
وانتقد الصالحي الحكومة العراقية ومجلس النواب لعدم اهتمامهما بما يجري في كركوك وقال " حينما وقعت اعمال ارهابية في كربلاء مؤخرا ذهب وفد وزاري عالي المستوى الى هناك بعد ساعات من الحادث لكن يبدو ان الجميع يتجنب المجيء الى كركوك كي لايورط نفسه" في اشارة الى الخلافات بين الكتل السياسية حول مسالة كركوك والمطالبة بضمها الى اقليم كردستان.
واوضح الصالحي انه كان مفترضا ان يقوم طاقم وزاري كبير في مجال الخدمات بزياره كركوك الاحد المقبل برئاسة نائب رئيس الوزراء صالح المطلك لكن اعلن عن تاجيله ووصف ذلك بأنه " تقاعس وجهل بأهمية كركوك ووضعها باعتبارها المحافظة التي تغذي العراق بالنفط ولها مكانتها التاريخيه والسياسية المتميزة.
وكانت الجبهة التركمانية العراقية قد نظمت مطلع الشهر الحالي تظاهرة سلمية حاشدة في كركوك طالبت بحماية التركمان وتشكيل افواج مسلحة منهم لمنع استهدافهم بالقتل والاختطاف . ورفع المتظاهرون لافتات تحمل الحكومتين المركزية والمحلية مسؤولية استهداف الشخصيات التركمانية . وعبر المتظاهرون الغاضبون من خلال هتافاتهم عن مطالبتهم "بالقصاص العادل من الإرهابيين" وتوفير الأمن للتركمان المستهدفين . ودعوا الى تشكيل وحدات أمنية تركمانية خاصة على غرار الصحوات العربية والبيشمركة الكردية وفوجين ضمن الشرطة الاتحادية بأفراد وقيادات تركمانية لحماية مداخل كركوك كما شددوا على ضرورة تحقيق التوازن في القيادات الأمنية في كركوك والوحدات الأمنية الخاصة.
وقد اكدت لجنة برلمانية عراقية عقب زيارة الى كركوك الاربعاء الماضي ان الاجهزة الامنية في المحافظة بحاجة الى المزيد من الدعم وزيادة عدد قواتها. وقال النائب عن التحالف الكردستاني خالد شواني في مؤتمر صحافي مشترك مع نواب اخرين ان الاجهزة الامنية في كركوك كشفت عن معلومات خطيرة ومهمة عن الجهات التي تقف وراء العمليات الارهابية في المحافظة" مبيناً ان تلك الجهات "تحاول من خلال اختطاف واستهداف مكونات كركوك الى تمويل عملياتها الارهابية لانها فقدت التمويل وتساوم ذوي المختطفين لكسب المال .
من جانبه اكد النائب عن القائمة العراقية عمر الجبوري وجود قاسم مشترك بين مطالب جميع مكونات كركوك بضرورة الكشف عن الجهات التي تقف وراء تلك الحوادث والخروق الامنية فيها . وأوضح الجبوري أن اللجنة البرلمانية اتفقت على ضرورة العمل بحيادية وإبعاد عملها عن المؤثرات السياسية للخروج بحلول مهنية تعالج الخروق الحاصلة في الملف الامني .
اما رئيس اللجنة البرلمانية النائب ارشد الصالحي فقال ان الأمن في كركوك بحاجة ماسة إلى الدعم الحكومي . ومن من جهته أكد محافظ كركوك لوكالة راكان سعيد الجبوري ان الاجهزة الامنية في كركوك تحتاج الى الدعم اللوجستي وزيادة عدد عناصرها وتشكيل افواج أخرى للمساهمة في حفظ الامن في كركوك والذي هو بحاجة الى دعم الحكومة والبرلمان .
ودعا رئيس مجلس محافظة كركوك حسن توران الى فتح باب التطوع لابناء كركوك ومن جميع قومياتها لتشكيل قوات أمنية جديدة . واشار الى ان كركوك شهدت خلال الشهرين الماضيين فقدان كفاءات علمية وخطف العديد من أبنائها .
وتشهد كركوك منذ شهرين اختطاف عدد كبير من الأطباء بينهم يلدرم عباس الدامرجي الذي يعد أبرز جراحي الجملة العصبية في كركوك والطبيب التركماني أدول علي محمود ومن ثم طبيب الأطفال صافي هرزان ونجل طبيب الأسنان فاضل خورشيج إضافةإلى اعتقال مدير مصرف الدم في كركوك عيسى الحديدي من قبل قوة خاصة قادمة من بغداد.
وتعتبر كركوك في مقدمة مناطق اخرى في محافظتي نينوى الشمالية وديالى الشرقية التي يطالب الاكراد بضمها الى اقليمهم الشمالي الذي يحكمونه منذ عام 1991 لكن سكان هذه المناطق من العرب والتركمان يرفضون ذلك.
وتزايدت حدة التوتر بين حكومتي بغداد وأربيل مؤخرا على خلفية عدم تطبيق المادة الدستورية 140 المتعلقة بالمناطق المتنازع عليها ورفض إقليم كردستان مسودة لقانون النفط والغاز أقرتها الحكومة العراقية وبعثت بها الى مجلس النواب للتصويت عليها. ويقول الإقليم إن مسودة القانون تركز الصلاحيات بيد الحكومة الاتحادية في إدارة الثروة النفطية على حساب الإقليم والمحافظات لكن بغداد ترد مؤكدة أن النفط ملك للشعب العراقي وفقا لدستور البلاد ولا يحق لأي محافظة أو اقليم بأن يبسط سيطرته على الثروة النفطية.
إيلاف