03|07|2011 Sawtalkurd .
حصلنا على معلومات مؤكدة وأدلة قاطعة تؤكد أن زعيم تنظيم"فتح الإسلام "، شاكر العبسي، معتقل في المبنى الجديد لـ"فرع فلسطين"(235) في المخابرات العسكرية ، الكائن في منطقة القزاز على طريق مطار دمشق الدولي ( خلف كلية الهندسة الكهربائية والميكانيكية). وأكد طبيب سوري لـ"الحقيقة" كان أدى خدمة العلم برتبة ضابط مجند في المخابرات العسكرية خلال العام 2008 أنه رأى العبسي بأم عينه يشرب القهوة في مكتب رئيس الفرع آنذاك اللواء أمين شرابة ، وجلس معه لحوالي نصف ساعة. وأوضح بالقول"ربيع العام 2008 ، وبعد انتهاء خدمتي الإلزامية في أحد مستوصفات وزارة الدفاع ، ذهبت إلى اللواء أمين شرابة(رئيس "فرع فلسطين" آنذاك) لأشكره على المساعدة التي قدمها لي خلال خدمتي العسكرية. وحين أدخلوني مكتبه وجدت عنده شخصا كان من الواضح أنه أحد المعتقلين في الفرع. كان يشرب القهوة مع اللواء شرابة في المكتب ، وبقي معنا حوالي نصف ساعة قبل أن يطلب هذا الأخير من ثلاثة من عناصر الفرع إعادته إلى زنزانته . وبعد خروجه ، توجهت بالسؤال للواء شرابة قائلا له : عندي إحساس أنني أعرف هذا الرجل وشاهدته من قبل. إنه يشبه شاكر العبسي الذي بثت القنوات الفضائية مؤتمرا صحفيا له خلال معارك مخيم "نهر البارد" في أيلول / سبتمبر 2007. هل هو أم مجرد شبيه له ؟ فأجابني اللواء شرابه بأنه هو بلحمه وشحمه . وقد أخبرني بقصته وقصة اعتقاله بشكل مفصل ، لكنه طلب مني التكتم على الأمر طالما أنني على قيد الحياة. وفعلا ، لزمت الصمت منذ ذلك الحين حتى خرجت من سوريا الأسبوع الماضي لمتابعة دراستي في أوربا".
وأوضح الطبيب ـ المصدر بالقول ، نقلا عن لسان اللواء شرابة ، إن العبسي اعتقل ، بعد فراره من مخيم "نهر البارد" في طرابلس ، في مزرعة في أول الغوطة الشرقية من جهة طريق مطار دمشق. وتقع المزرعة بالضبط في المنطقة الواقعة ما بين قرية زبدين في الغوطة الشرقية وقرية المليحة و أطراف جرمانا وكفربطنا. وهي كلها من الجهة الشرقية للأوتوستراد المتجه من دمشق إلى مطار دمشق الدولي. وكان هناك مع حوالي ثلاثين من أنصاره ، بعضهم كان موجودا في سوريا أصلا ، وبعضهم الآخر فر معه من مخيم نهر البارد على أثر اقتحام المخيم في أيلول / سبتمبر2007 من قبل الجيش اللبناني. وقد جرت عملية الاعتقال بعد معركة بالأسلحة النارية شارك فيها حوالي عشرين شخصا من عناصر "فرع فلسطين" سقط منهم ثلاثة شهداء خلال المعركة ، بينما سقط 23 من جماعة العبسي ، واعتقل سبعة كانوا لا يزالون في الفرع نفسه عند حديثي مع اللواء شرابة.
وأضاف الطبيب ـ المصدر القول " لقد أكد لي اللواء شرابة أنه هو شخصيا من درب العبسي أمنيا وعسكريا قبل مغادرته إلى لبنان ، لكنه أصدر أمرا باعتقاله بعد اندلاع أحداث نهر البارد ، لأنه خرج عن طاعته وقام بأعمال ( في المخيم) لم يكن متفقا عليها ولم يستشره فيها".
وكان اللواء شرابة أحيل على التقاعد النظامي صيف العام 2008 ، لكنه تعاقد لاحقا (من خارج الملاك) مع إدارة المخابرات العامة كخبير في مجال مكافحة الإرهاب. والجدير بالذكر هنا أن اللواء شرابة بدأ حياته العسكرية ضابطا في "القوات الخاصة" ( المغاوير) ، وكان في عداد أول مجموعة إنزال مظلي في جبل الشيخ خلال الساعات الأولى من حرب تشرين الأول / أكتوبر 1973 . وترقى لاحقا في "القوات الخاصة" قبل أن يعين ملحقا عسكريا في باريس ثم رئيسا لـ"فرع فلسطين".
وتتقاطع المعلومات التي أوردها الطبيب ـ المصدر مع ما كانت كشفت عنه"الحقيقة" في 10 تشرين الثاني / نوفمير 2008 لجهة اعتقال شاكر العبسي في الغوطة الشرقية ، لكن من قبل المخابرات العسكرية وليس الجوية ( كما كنا ذكرنا في التقرير المشار إليه . اضغط هنــا). كما وتتقاطع مع تقرير آخر نشرناه في 18 من الشهر نفسه ( اضغط هنـا) نقلا عن مصدر ديبلوماسي فرنسي أكد لنا في حينه أن ديبلوماسيين أوربيين معتمدين في دمشق ، وضباط مخابرات من عدد من الدول الأوربية ، التقوا شاكر العبسي في دمشق ـ بناء على دعوة من السلطات السورية ـ واستمعوا منه إلى روايته حول ما جرى في "نهر البارد".
يشار أخيرا إلى أن المدعو عبد الباقي محمود حسين ، المسمى مسؤولا أمنيا في تنظيم "فتح الإسلام" في سوريا، وهو سوري من مواليد معرة النعمان 1978، أكد في " شريط اعترافات عناصر فتح ـ الإسلام " الذي بثه التلفزيون السوري في 6 تشرين الثاني / نوفمير 2008 أنه التقى شاكر العبسي مرتين في "مخيم البداوي" شمال لبنان بعد انتهاء معركة نهر البارد ، ودخل معه ومع مرافقيه إلى سوريا عن طريق المهربين قبل أن يختبئوا في منطقة "المليحة" بالغوطة الشرقية. وكان من اللافت أن السلطات السورية لم تقم بعمليات مونتاج لحديثه هذا رغم أنه أكد فيه بشكل واضح أن العبسي دخل معه إلى سوريا!؟
ــــــــــــــــــــــــــ
(*) ـ التقرير أعلاه ترجمة مكثفة لتقرير خاص بوحدة المعلومات في "المركز الأوربي لدراسات وأبحاث الشرق الأدنى في لندن" ، وينشر بترتيب مسبق معه. وهو جزء من سلسلة تقارير وتحقيقات ستبدأ "الحقيقة" نشرها ـ بالتعاون مع المركز نفسه ـ حول عالم المافيا الأمنية والسياسية والديبلوماسية السورية .
الحقيقة