27|06|2011 Sawtalkurd .
نداء من روانكه إلى الضمير العالمي
إن الطاقات والمهارات التي يمتلكها شبابنا – بارك الله بهم – قادرة على استخدام التقنيات الحديثة بأفضل من جيلنا الذي سبقهم، لأنهم ولدوا وترعرعوا معها ، وكما قيل " العلم في الصغر كالنقش في الحجر " ، وهنا لابد أن أشير إلى نموذجين من الشباب : الأول يستخدم هذه التقنيات في اللعب واللهو والتسلية ، والثاني يستخدمه بما يفيده ويفيد غيره ، وبذلك يكونون أداة بناء لذاتهم وشعبهم ووطنهم ، ومنارات عز وشرف في إيصال كل ما هو مفيد إلى الإنسانية جمعاء ، وهذا النوع الثاني هم الذين يدخلون الرعب والهلع في نفوس الظالمين والطغاة وأذنابهم ، بما يقومون به من أعمال صالحة ، وفضح الممارسات اللا إنسانية بحق الإنسانية .
قبل أيام نشرت صفحة لجان التنسيق المحلية في سوريا مذكرة صادرة عن رئيس مكتب الأمن القومي يوعز فيها بقطع الانترنيت عن مناطق و إبطائه في مناطق أخرى. .. والمذكرة صادرة عن وزارة الدفاع قسم إدارة الاتصالات بقرار من رئيس مكتب الأمن القومي بتاريخ 22/5/2011 ، أي قبل أكثر من شهر ، يوعز فيها بقطع الانترنيت كلياً عن درعا و حمص والمنطقة الشرقية ، وبإبطاء الانترنت وعملية تحميل البيانات في باقي المناطق الأخرى ... كما طالب رئيس مكتب الأمن القومي في المذكرة بوضع أجهزة خاصة على الحدود للتشويش على شبكات الخلوي للدول المجاورة ، وذلك بهدف منع الأهالي في المدن الواقعة على الحدود من الاتصال بالفضائيات ، ونقل الحقائق كما حدث في درعا ، حيث كان يتصل شهود عيان عبر الخطوط الأردنية مع وسائل الإعلام العربية والعالمية ، لينقلوا حقائق مرعبة عن واقعهم ، الأمر الذي كان من شانه فضح ممارسات الأجهزة الأمنية في سوريا بسرعة .
يذكر أن إبطاء الانترنت في معظم المدن السورية أدى إلى استياء المواطنين بشدة ، حيث تبدي الممثلة والصحفية " عزة البحرة " في مدونتها على موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك ، عبرت عن استيائها من بطء الانترنت ، حيث كتبت بتاريخ 17/6/2011 " صباح ، ظهر ، مساء . . . بعد الانقطاعات المستمرة والمتتالية على الفيس بوك . . . صرت أشعر أنني أتحرك بدافع بخار الماء أو أنني أعيش بأحلام جول فيرن وتخيلاته عن عالم افتراضي فيه مكان للنت وللفيس بوك . . . فقدت بسبب الانقطاعات المتكررة مادة تبدو لي أنها من أجمل ما كتبت ، وللأسف الشديد سأحاول مرة أخرى إعادة كتابتها ، وفي وقت آخر "
فيما الناشطة أنوار العمر شبهت خطاب الأسد الثالث بالانترنت في سوريا ، معربة عن استيائها من الخطاب وحالة الانترنت معاً ، حيث كتبت تقول " هل خطاب مثل الإنترنت بسوريا . . . يظل ساعة ليفتح ، ولا تفهم أي شي من أي صفحة . . . و إذا فتح لا تستطيع الحصول على فائدة منه " .
و اعتبر ناشطون سوريون هذه الممارسات الأمنية إنما هو تيقناً من النظام السوري بالدور الكبير للانترنت في إشعال الثورة في البلاد ، لذا تسعى لقمعها بكل الأشكال منعاً لوصول الحقائق للإعلام العربي و العالمي .
وبهذه المناسبة سوف أعرض بعض المفاهيم المعروفة لدى الكثيرين ، آملا أن يستفد منها الذين لا يملكون المعرفة الكافية بهذه التقنيات العصرية السريعة التطور ، في عصر السرعة الذي لم يشمل القسم الأعظم من شعبنا الحبيب في سوريا - بخطة مدروسة من النظام - سوى المبادئ الأولية من هذه التقنيات .
* * شبكة الكمبيوتر هي مجموعة من أجهزة الكمبيوتر والأجهزة الطرفية (كالطابعات والماسحات) التي تتصل معاً ، وهذه الشبكة تشارك إمكاناتها بين المستخدِمين وفق الصلاحيات التي يمنحها لهم مدير الشبكة بالنفاذ إلى الملفات المخزنة في جهاز الكمبيوتر " الخادم " أو في أحد الأجهزة الأخرى .
** الإنترنت : هي شبكة الشبكات ، إذ إنها تتكوَّن من تشبيك الملايين من أجهزة الكمبيوتر والشبكات المحلية والشبكات الواسعة ، وقد تم اشتقاق مصطلح الإنترنت من المصطلح الإنجليزي "International Network" الذي يعني الشبكة العالمية ، ويلاحظ أن عدد المشتركين في خدمة الإنترنت يزداد ازديادا هائلا يوما إثر يوم ، والإنترنت ليست ملكا لإحدى الشركات أو البلدان ، وربما تستطيع شركة أو جهة ما أن تعطل أو تحجب خدمة الإنترنت في مكان معين ، ولكن ليس هنالك أي شركة أو جهة تستطيع تعطيل الإنترنت على مستوى العالم بأكمله ، إذ أن تعطيل إحدى الشبكات التي تضمها الإنترنت لا يعني تعطيل الشبكات الأخرى .
خدمة استخدام الإنترنت عبر الأقمار الصناعية هي الخدمة التي تتم من خلال مجموعة من الأقمار الصناعية ومن المعلوم أن استخدام الإنترنت عبر الأقمار الصناعية يعد من أسرع الوسائل لاستخدام الإنترنت ويمكن أن تصل سرعة استقبال الإنترنت عبر الأقمار الصناعية إلى أكثر من 3 ميجابت في الثانية .
هناك 3 طرق لاستخدام الإنترنت عبر الأقمار الصناعية :
- استقبال الإنترنت عبر الأقمار الصناعية ، ويتم الإرسال عبر مزود الخدمة المحلى عن طريق استخدام المودم
- إرسال واستقبال الإنترنت عبر الأقمار الصناعية ( ويتم ذلك بدون استخدام خط الهاتف)
- استقبال الإنترنت عبر الأقمار الصناعية ودون إرسال .
* * البريد الإلكتروني : كتاب مفتوح أمام الكثير ممن يتوفر لديهم الوقت والاهتمام للتطفل على حياة الناس وخصوصياتهم ، لأن رسائل البريد الإلكتروني تتوقف في أكثر من جهة ومحطة قبل وصولها إلى هدفها النهائي ، وبإمكان القائمين على تلك الجهات والمحطات قراءة بريدك دون عناء ، بالإضافة إلى أجهزة وأنظمة اعتراض الرسائل الإلكترونية التي تقوم باستخدامها جميع الدول الكبرى لأغراض تراها هامة لها ·
هذا الأمر دعا الناشطين في مجال حماية حقوق الإنسان ، والدفاع عن حرياته وخصوصيته في الغرب إلى الاحتجاج على غياب الشفافية في مثل تلك البرامج ، والمطالبة بوضع ضوابط وآليات تضمن احترام خصوصية مستخدمي الإنترنت ، فقامت شركات البرمجة إلى تطوير برامج حماية تؤمن الحد الأدنى من الخصوصية الشخصية للمستخدم ، وهي غير كافية ولكنها تصعب إلى حد بعيد مهمة المتطفلين والقراصنة والمعتدين على حرمات الناس .
وهناك الكثير من الشباب تم اعتقالهم ، بسبب مراقبة الأمن على الإنترنت ، وهناك من قال: كانت إيميلاتي مطبوعة على طاولة المحقق ، بل وكل زياراتي للمواقع ، ودردشاتي على المسنجر ، كما أن كل من يدخل مقهى للإنترنت في سورية فإن كل خطواته تحت المراقبة.
* * Facebook شهد انطلاقة سريعة جدا ، وفي البداية كان موقعاً محصوراً بالجامعات الأمريكية ، ثم تحول إلى موقع ذي طابع عام يعمل على نطاق عالمي بعد استثماره من قبل الشركات المالية الكبرى ... إدارة الموقع موجود في منطقة "وادي السيليكون" بولاية كاليفورنيا ، حيث مقر العديد من كبريات الشركات الكمبيوترية العالمية ... بلغ عدد المشتركين في الموقع عشرات الملايين ، وهذا العدد ما يزال يتنامى باستمرار ومن الناحية المبدئية ، فإن الإطلاع على المعلومات الخاصة بالمشتركين ، والتي ينشرها هؤلاء المشتركين يبقى محصوراً بمن يختارهم هؤلاء المشتركين بأنفسهم ، إلا أنه يبقى بإمكان الموقع الإطلاع على جميع المعلومات المخزنة لديها .
عود على بدء
أما آن الأوان للعالم الحر المتحرر من العبودية ، أن تستفيق عقولهم من غفوتها ، وأن يمتد منطقهم الفكري الإنساني على نحو أرحب ؟، أم أن سياساتهم وهمهم الأكبر تصب في مصالحهم المادية ، والتي تتطلب إغفال صرخات الشعب السوري من المجازر الدموية التي يرتكبها زبانية النظام ، تحت مظلة مناوأة التدخل الخارجي والإرهاب والجراثيم ، وتدفع بسورية نحو الهاوية ، وإذا كان مطلب الشعب السوري " إسقاط النظام " سيتحقق بأيدي مندسين وسلفيين وجراثيم مرتبطين بالخارج ، وأن هؤلاء هم أدوات تحريرهم من الطغاة ، وإنقاذ الإنسان السوري من وحشية أخيه الإنسان ، فإننا نرحب بهؤلاء الناس ، وفي ظل الحرية القادمة – بإذن الله – سنسمي مواليدنا الجدد بهذه الأسماء .
إن ما يثير الدهشة في هذا الشعب الأبي البطل ، أنه يخرج للشوارع ليموت ، يخرج ليلا ونهارا في كل الأيام ، وليس أيام الجمع فقط ، وهو يعلم بأنه سيموت لأنه أعزل بلا سلاح لا يملك سوى صدره العاري ، على الأقل حتى الآن ، وهي شجاعة قلما نراها عند شعب من الشعوب ، وليحذر نظام الأسد ألف مرة ، ويضع في حسبانه أن الذين يحاربهم لا شيء لديهم يخسرونه .
تنويه : الرجاء الإشارة إلى المرجع عند الاستفادة من بياناتنا بشكل جزئي أو كلي
دمشق 27 / 6 / 2011 . . .
منظمة الدفاع عن معتقلي الرأي في سورية – روانكه –