06|04|2011 صوت الكورد .
مع تزايد وتيرة واتساع نطاق الاحتجاجات في مختلف المدن والمناطق السورية، ضد السلطة الأمنية- الدكتاتورية بقيادة بشار الأسد ، تتعمق مضمون الثورة الاجتماعية السورية بإنضمام فئات وشرائح اجتماعية جديدة إليها،التي عانت لسنوات طويلة من القمع والاضطهاد والتهميش والاقصاء. فأزمة النظام السوري الشمولي هي ليست أحادية الجانب، بل شاملة وبنوية، فالتناقضات الاجتماعية-السياسية والاقتصادية تتخذ طابعا تناحريا، مستفحلا ومزمنا،غير قابلة للحل سوى برحيل هذه السلطة الاستبدادية التي كانت السبب في خلق وإيجاد تلك المشاكل والأزمات ولكنها عاجزة تماما عن تقديم الحلول العصرية والناجحة لها. فهي ليست ثورة دينية أو طائفية أو نتيجة مؤامرات خارجية مطلقا، كما روج لها رأس النظام المكروه والمرفوض من غالبية السوريين،بل انتفاضة شعبية،ذات مطاليب اجتماعية وسياسية واضحة، تهدف إلى خلق نظام سياسي-ديمقراطي تعددي، قائم على عقد اجتماعي جديد، يعكس إرادة الناخبين السوريين جميعا، سعيا إلى تحسين الوضع المعيشي للفئات الفقيرة والمسحوقة التي تؤلف السواد الأعظم من سكان سوريا. والقوة المحركة الأساسية في هذه الانتفاضة المباركة التي سوف تغير وجه سوريا والمنطقة بأسرها هي الشباب، الذين يعانون من سياسات النظام وخططه الفاشلة على كافة الأصعدة ويرفدون جيش العاطلين عن العمل بشكل مستمر، دون آفاق أو آمال واقعية نحو حياة انسانية أفضل.ان الخروقات الفظة لحقوق الانسان السوري عامة والكوردي بشكل خاص، وضعت هذه السلطة الخارجة عن القانون والقواعد الدولية على رأس القائمة السوداء لمنظمات حقوق الانسان في العالم، بالنظر لسجلها الحافل والطويل في الدمس على حقوق الانسان.الشيئ الملفت للنظر وبناء على المعلومات المتوفرة لدينا استخدام النظام البوليسي لأسلوب"القمع والاصلاح" في آن واحد، أي تكتيك العصا والكعكة بهدف اخماد الاحتجاجات الشعبية ضده. وهنا أفرد النظام حيزا لابأس به للحركة الكوردية بهدف احتواءها وتحييدها،حيث تؤكد المعطيات والوقائع على ابرام النظام الدكتاتوري من خلال اللقاءات مع بعض رموز الحركة الكوردية في الفترة الأخيرة صفقة من وراء وعلى حساب الشعب الكوردي.
تتلخص أهداف تلك الصفقة أو الخطة القذرة في تحقيق ثلاثة أهداف أساسية:
آ-تهميش الحركة الكردية ومحاولة إظهار مطالب الشعب الكوردي في سوريا في مشكلة الجنسية وبعض الأمور الاقتصادية والمعيشية فقط.
ب-هناك غاية خبيثة ودنيئة حقا، هي السعي لتفريق الصف الكردي وذلك بإختيار بعض الأشخاص الذين كانو ومازالوا يلعبون دور حصان طروادة في داخل حركة شعبنا، دون الآخرين لغاية تأليب أطراف الحركة ضد بعضها البعض، توخيا لإضعاف الموقف الكوردي.
ت- محاولة ليس تحييد الحركة الكوردية فحسب، بل جرها إلى صف النظام وعزلها عن مجموع الحركة الثورية السورية والمدن المنتفضة ضده،التي سوف تجر على الشعب الكوردي ويلات وكوارث جديدة لو وجدت طريقها إلى النور.
نلفت انتباه الشعب الكوردي وقواه الديمقراطية والحية في هذه المناسبة إلى الأمور الخطيرة التالية:
1- سعي النظام السوري إلى تطبيق وتكريس نتائج مرسوم التطهير العرقي- العنصري رقم49 لعام2008 وذلك تحت ستار إعادة الجنسية إلى أولئك الذين سلخت منهم من جراء الإحصاء الاستثنائي لعام 1962 وذلك بتسجيل إقامة السكن ليس في تلك المناطق الكوردية التي هجروا منها أصلا،بل توطينهم في دمشق وضواحيها وحمص وحلب والمناطق الأخرى،أي تعريب الاقليم الكوردي بهذا الشكل الخبيث والتآمري للإخلال بالتوازن القومي وبالضد من المصلحة الكوردية.نحن نطالب ب إعادة كافة المهجرين إلى مناطقهم السابقة وتسجيلهم هناك وليس في أماكن الشتات.
2- عدم الأستعداد لإعادة كافة الآراضي الكوردية المصادرة و المستولى عليها من قبل سلطة البعث العنصرية والتي أعطيت لسكان المستعمرات العربية،منذ تطبيق الحزام العربي المشؤوم وإلى يومنا هذا.لذا اننا نطالب ليس فقط بإعادة تلك الأراضي كلها مع منح أصحابها السابقين سندات التمليك حسب الأصول،بل دفع التعويضات والمستحقات لفترة 48 سنة الماضية مع تفكيك 50 مستعمرة عربية في الأراضي الكوردية وإعادة سكانها إلى مناطقهم الأصلية.
3- تجديد الهويات السورية مع الإشارة إلى حاملها ليس بعربي سوري وإنما كوردي سوري.
4- الاعتراف الدستوري بالشعب الكوردي ومنح المنطقة الكوردية حكما فدراليا على شكل المقاطعات السويسرية والألمانية ذات صلاحيات واسعة في كافة المجالات ماعدا الشؤون الخارجية والدفاع.
5- الاعتراف باللغة الكوردية لغة رسمية وأساسية إلى جانب اللغة العربية.
6- شغل منصب نائب رئيس الجمهورية من قبل شخص كوردي كفوء يختاره الكورد وليس بالتعيين.
7- تمثيل الكورد بشكل عادل وحسب نسبة السكان في البرلمان المقبل والوزارات والتمثيل الديلوماسي في الخارج.
8- تخصيص نسبة معينة من الميزانية العامة للبلاد وحسب نسبة الكورد من مجموع السكان لإنعاش وتطوير الإقليم الكوردي الغني بالثروات المعدنية والبترول والأراضي الزراعية.
هذه و باختصار وجهة نظرنا فيما يخص حقوق الشعب الكوردي في غربي كوردستان في مرحلة مابعد سقوط النظام الدكتاتوري وإقامة البديل الديمقراطي الحقيقي وعلى أساس الشراكة والمساواة مع تثبيتها في وثائق رسمية وبحضور ممثلي المنطمات الدولية المعنية والاتحاد الأوربي والدول الديمقراطية الأخرى. ان عقد صفقات أو اجراء محادثات مع أشخاص سياسيين كورد لايمثلون سوى أحزابهم أو أشخاصهم لن تحل المشكلة الكوردية أبدا،بل سوف تزيدها تعقيدا.ان ادعاء أي تجمع أو كتلة سياسية بتمثيل الشعب الكوردي هو أمر مرفوض تماما وسوف يجابه بالرفض والمقاومة المشروعة من الشعب الكوردي ولاسيما الشبيبة الكوردية المنتفضة، وإذا تطلب الأمر فأننا سوف نصر على اجراء اقتراع عام كي ينتخب الشعب الكوردي مندوبيه وممثليه في برلمان محلي كوردي للتحدث بأسمه وتمثيله بشكل مناسب وليس انتقاء أشخاص سياسيين من قبل النظام البعثي،الذين وقفوا دائمابالضد من الحقوق المشروعة للشعب الكوردي.لأن الحل الديمقراطي العادل للقضية الكوردية لايتم بمعزل عن الشأن السوري العام.
عاشت انتفاضة الشعوب السورية ضد الدكتاتورية والاستبداد
عاشت انتفاضة الشبيبة الكوردية الثورية من أجل الحرية والديمقراطية وسوريا تعددية لكل السوريين.
الموت لسلطة البعث الدموية الآيلة للسقوط
المجد والخلود لشهداء درعا واللاذقية والصنمين ودوما وقامشلو وغيرهم الذين رووا بدماءهم الطاهرة شجرة الحرية لسوريا الغد.
الجمعية الكوردية للدفاع عن حقوق الانسان في النمسا- اللجنة الإدارية
النمسا في 05.04.2011