07|04|2011 صوت الكورد .
الاخوة الاعزاء ...
السيدات والسادة أعضاء هيئة التحرير المحترمون...
بداية نود أن نشكر لكم اهتمامكم وتغطيتكم للأحداث والتطورات الأخيرة في سوريا، بعد هبوب رياح الحرية عليها كما حصل من قبل في تونس ومصر وغيرها من البلدان.
فكما تعلمون وتقاريركم عن الأوضاع هناك تشير إلى اختيار النظام السوري لمنطق القوة والقمع بقسوة للمحتجين الذين يخرجون في مظاهرات سلمية مطالبين بالحرية واستعادة كرامتهم مثل غيرهم من الشعوب. ونتيجة القمع الوحشي للاحتجاجات قتل العشرات وجرح المئات، كما أن عدداً كبيراً أيضا من المحتجين قد تم اعتقالهم والكثيرون من هؤلاء المعتقلين يتعرضون للتعذيب.
سوريا وكما هو معروف تتمتع بموقع جيوسياسي مهم في المنطقة وتعتبر لاعباً أساسياً في تحديد سياسة الشرق الأوسط والتأثير فيه. كذلك ما يميز سوريا هو غناها الثقافي والاجتماعي.
فالسكان أغلبيتهم من العرب المسلمين بمختلف طوائفهم، كما هناك المسيحيون والدروز والازيديون. ومن حيث التنوع الاثني إلى جانب العرب هناك الكرد والاشوريون والسريان والأرمن والتركمان والشركس والأراميون و....
ويشكل الكرد القومية الثانية في البلاد إذ يقدر عددهم بما لايقل عن 3 مليون نسمة، أي حوالي 13% من مجموع عدد سكان سوريا الذي يقدر بنحو 22 مليون نسمة.
ولكن رغم مشاركة الكرد في الحياة الثقافية والوطنية في سوريا منذ تشوء الدولة السورية الحديثة، إلا أن وضعهم قد تغير بعد استلام حزب البعث للسلطة عام 1963. إذ أن الحكومات المتتالية تنكرت للحقوق الأساسية للكرد، فتعرضوا للاضطهاد والقمع المضاعف، فهم كما باقي أبناء الشعب السوري محرمون من الحقوق والحريات الأساسية، إلا أنهم بتعرضون للاضطهاد بسبب انتمائهم القومي أيضا. وقد اتخذت الحكومات البعثية سلسلة من الاجراءات في هذا السياق. ولعل أهم هذه الاجراءات حرمان ما لا يقل عن 300 ألف كردي من الجنسية السورية التي جردوا منها بموجب الاحصاء الاستثنائي الذي جرى في محافظة الحسكة عام 1962. كما تعرضوا للتعريب حيث تم منع تداول اللغة الكردية وتعليمها والنشر بها وفي هذا الاطار لا يسمح بأي وسيلة اعلام مرئية او مقروءة باللغة الكردية، كما تم تبديل الأسماء التاريخية للمدن واللبلدات والقرى الكردية بأسماء عربية. وذلك كله بهدف طمس والقضاء على الهوية الثقافية الكردية. كذلك هناك مشروع الحزام العربي الذي تم بموجبه تجريد الفلاحين الكرد من أراضيهم وإعطائها لفلاحين آخرين تم استقدامهم من مناطق أخرى.
طبعا الاحزاب والمنظمات أيضا منعت عن الكرد كما باقي أبناء الشعب السوري، فتم تجريد المجتمع الكردي من الحياة السياسية، التي اقتصرت على مجموعة أحزاب ممنوعة غير مرخصة، يقبض على كوادرها وقيادييها متى شاءت الجهات الأمنية. هذا ولا يقتصر التمييز ضد الكرد في سوريا على الناحية السياسية وإنما من الناحية الاقتصادية أيضا، حيث ينتشر الفقر والبطالة في المجتمع الكردي نتيجة حرمان المناطق الكردية من مشاريع التنمية الاجتماعية والاقتصادية.
ورغم كل ذلك الاضطهاد ومحاولة العزل من قبل السلطة السورية، لم يرضخ الكرد للسياسة الحكومية وانخرطوا في الحياة العامة وتواصلوا مع باقي فئات الشعب السوري، ويعتبرون أنفسهم جزءاً ومكوناً أساسيا من مكونات الشعب السوري. كما أنهم لم يرضخوا لتلك السياسية التمييزية بحقهم، فكانت انتفاضة 12 آذار عام 2004 التي قمعتها السلطة الأمنية السورية بقسوة فقتل نحو ثلاثين وجرح أكثر من 200 شخص، واعتقل حينها ما يقدر بنحو ألفي متظاهر ممن شاركوا في الاحتجاجات التي عمت كل المناطق الكردية، والأحياء ذات الأغلبية الكردية في مدينتي دمشق وحلب وجامعتيهما. وبذلك يكون الكرد السابقين إلى المظاهرات الاحتجاجية الشعبية السلمية في المنطقة. كما أن الشباب الكردي لم يتخلف عن الانتفاضة الحالية للشباب السوري فانخرط فيها حيثما تواجد، وكذلك في محافظة الحسكة حيث نظم الشباب الكردي مظاهرات احتجاجية شارك فيها الآلاف يوم الجمعة الماضي.
السيادة والسادة المحترمون...
إننا نتوجه إليكم بهذه الرسالة لنشكركم على متابعتكم للوضع في سوريا... ونلفت عنياتكم إلى مأساة شعبنا الكردي في سوريا لينال حقه ونصيبه من الاهتمام والتغطية الاعلامية... وأنتم الأدرى بمدى أهمية الاعلام وتأثيره في وقتنا الراهن.
ونود الاشارة إلى أننا في المركز الكردي للدراسات والاستشارات القانونية- ياسا، مستعدون للحوار وللاجابة على أي سؤال أو استفسار من جانبكم.... شاكرين تعاونكم وعنايتكم واهتمامكم برسالتنا هذه.
مع خالص الشكر والتقدير
المركز الكردي للدراسات والاستشارات القانونية- ياسا
الناطق باسم المركز ومسؤول العلاقات العامة
عارف جابو