08|04|2011 صوت الكورد .
رويترز..منح الرئيس السوري بشار الأسد الجنسية يوم الخميس لأكراد في شرق سوريا ضمن جهود لتهدئة الاستياء من الحكم البعثي الصارم الممتد منذ نحو خمسة عقود وللتصدي للاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية.
وواجه حكم الأسد الممتد منذ 11 عاما أخطر التحديات حين اندلعت احتجاجات شعبية في أنحاء سوريا التي يغلب السنة على سكانها للمطالبة بانهاء حالة الطواريء المفروضة منذ عقود وحكم الحزب الواحد.
ولم تتحمل الصفوة الحاكمة في سوريا وأغلبها من العلويين أي معارضة واستخدمت قوانين الطواريء لتبرير اعتقالات تعسفية منها اعتقالات لاقليات أخرى مثل الاكراد الذين يقولون انهم يتعرضون للتمييز.
وجاءت بادرة الأسد تجاه الاكراد الذين يمثلون عشرة في المئة من سكان سوريا البالغ عددهم 20 مليون نسمة بعد تقارير عن أن السلطات افرجت عن 48 سجينا كرديا وأن الرئيس اجتمع مع زعماء في منطقة الحسكة الشرقية حيث يعيش كثير من الاكراد في وقت سابق هذا الاسبوع.
ولم يعرف على الفور عدد الاكراد الذين سيستفيدون من قرار منح الجنسية لكن حوالي 150 الف كردي على الاقل مسجلون كأجانب نتيجة احصاء سكاني عام 1962 في الحسكة.
لكن الزعيم الكردي السوري حبيب ابراهيم قال ان أكراد سوريا سيواصلون كفاحهم السلمي من أجل الحقوق المدنية والديمقراطية.
وقال ابراهيم الذي يرأس حزب الوحدة الديمقراطي الكردي لرويترز " قضيتنا هي الديمقراطية لكل سوريا. المواطنة هي حق لكل سوري وليست تفضلا."
وشن الأسد حملة على الاكراد حين نظموا مظاهرات اتسمت بالعنف ضد الدولة في عام 2004 . وليس مسموحا للاكراد بتدريس الكردية في المدارس ولا يمكنهم انشاء محطات راديو كردية.
وزادت سوريا عدد الاعتقالات للنشطاء الاكراد منذ الانتفاضتين اللتين اطاحتا برئيسي تونس ومصر بعد عقود أمضاها كل منهما في السلطة.
وقال التلفزيون الحكومي ايضا ان الاسد عزل محافظ حمص احدى المناطق التي شهدت اشتباكات اثناء الاحتجاجات. وألقى مسؤولون باللوم على جماعات مسلحة في فتح النار على مواطنين في حمص يوم الجمعة.
ومن المستبعد ان ترضي البادرة بعض المحتجين الذين يلقون بالمسؤولية عن قتل متظاهرين على قوات الامن وعبروا عن استيائهم من الخطوات المحدودة التي اتخذها الاسد تجاه معالجة شكاواهم وخاصة انهاء حالة الطواريء.
وكلف الاسد لجنة بسن قانون لمكافحة الارهاب ليحل محل قانون الطواريء لكن منتقدين يقولون ان التغيير قد يمنح الدولة نفس السلطات الى حد كبير.
وعزل الاسد ايضا محافظ درعا التي اندلعت فيها أول الاحتجاجات قبل نحو ثلاثة أسابيع.
وأقال الأسد الاسبوع الماضي حكومته وعين في وقت لاحق وزير الزراعة عادل سفر ليشكل حكومة جديدة. وذكرت الوكالة السورية للانباء يوم الخميس ان من المتوقع اعلان تشكيل الحكومة الجديدة الاسبوع القادم.
وفي محاولة لاسترضاء الاسلاميين المحافظين رفعت سوريا حظرا يوم الاربعاء على ارتداء المدرسات النقاب وأمرت باغلاق نادي القمار الوحيد في البلاد.
وتضيق قبائل سنية كثيرة بتراكم السلطة والثروة لدى العلويين وهم احد فروع الشيعة.
وقتل اكثر من 70 شخصا في الاحتجاجات التي استلهمت الانتفاضات الشعبية في انحاء العالم العربي.
وقتل عشرة اشخاص على الاقل الجمعة الماضي في دوما احدى ضواحي دمشق. وتعتبر هذه الضاحية النقطة التالية للاحتجاجات بعدما اعتصم محتجون خارج مسجد.
وحثت قوى غربية وتركيا الجارة الشمالية الاسد على اجراء اصلاحات ملموسة وانتقدت العنف ضد المحتجين.
وقال حزب البعث في بيان ان "الشعب العربي السوري بقيادة السيد الرئيس بشار الاسد سيتصدى لمحاولات زعزعة الامن والتحريض بالوحدة الوطنية وتعزيز التلاحم بين القائد والشعب.. وعدم الانجرار وراء المخططات المشبوهة." والقى الاسد باللوم في الاضطرابات على مؤامرة اجنبية ضد سوريا.