11|04|2011 صوت الكورد .
دمشق تشترط لإستقبال رئيس وزراء قطر إسكات الجزيرة وإعتذارٌ عن كلام القرضاوي
مع دخول الأزمة في سوريا مفترقاً خطيراً وحساساً في ظل التطورات المتلاحقة على الساحة هناك, برزت عدة عوامل تعتقد دمشق بأنها ساعدت بشكل كبير في تأجيج الصراع القائم بما قد يهدد أمن النظام وديمومته فسارعت إلى تطويق الثورة في مهدها عبر تقديم حزمة
"غير مسبوقة" من الإصلاحات المتتالية تحت وطأة الشارع المشتعل, إلا أن بعضاً من هذه العوامل إتخذ بُعداً مذهبياً خطيراً لا طاقة للنظام على إستيعابه وتطويقه, وبالتالي فإن التصاريح المتعاقبة لرئيس الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ "يوسف القرضاوي" أحدثت زلزالاً مدّويا داخل الساحة السورية إنفجر على إثره غضب الرئيس الأسد.
وفي معلومات "مؤكدة" نقلاً عن مصادر "موثوقة" تحدثت عن أن الرئيس السوري بشار الأسد رفض طلباً لإستقبال رئيس وزراء قطر وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم لزيارة دمشق للمرة الثانية على التوالي, وأوضحت هذه المصادر أن الأسد أغلق الباب نهائياً أمام هذا الطلب الذي تُصّر عليه الدوحة بشكل شبه يومي مشترطاً لحصول الزيارة "إعتذار الدوحة عن دعوات الفتنة التي دعا إليها الشيخ يوسف القرضاوي من جهة, ولجهة استخدام "قناة الجزيرة" كمنبر لإثارة الفوضى وخلق الفتنة في سورية بإختلاق أكاذيب وأضاليل لطالما دأبت على نشرها".
هذا ويرى أحد المتابعين لتطورات الأحداث في سوريا أن التصريحات "العنيفة" للقرضاوي إنعكست بشكل كبير على توسيع رقعة الإحتجاجات الشعبية لما يُمثل "شيخ الثورات" من رصيد شعبي هائل داخل سوريا وخارجها وكونه يُعد الملهم الروحي للحركات الإسلامية المتعددة من المغرب إلى عُمان والأب الشرعي للثورات الشعبية المتلاحقة من المحيط إلى الخيلج, ويضيف قائلاً "إن الرسالة السورية لدولة قطرهي رسالة قوية وواضحة لن تستطيع قطر تجاهلها أو تنفيذها, فرغم الضغط الهائل الذي تمارسه قطرعلى قناة الجزيرة لتتعامل "بنعومة" مع المشهد السوري بخلاف ما حدث في تونس ومصر وما يحدث في ليبيا واليمن إلا أنها لا تستطيع أن تتعامل مع الثورة السورية بتجاهل تام كالتلفزيون السوري الرسمي وعليها أن تلتزم الحد الأدني من نقل الحدث وتوضيح الرأي والرأي الأخر, وبالتالي فإن قطر في موقع لا يسمح لها قطعاً بتقديم إعتذرات عن تصريحات القرضاوي, وسوريا في موقع لا يحق لها طلب الإعتذار لكونها عاجزة عن إصدار كلمة شجب واحدة من الحركات الفلسطينية التي "تشرب من بئرها وتسكن في حضنها", بل وذهبت حركة حماس إلى نفي قاطع حينما روجت بعض وسائل الإعلام لبيان بإسم الحركة يندد بكلام القرضاوي حول الوضع في سوريا".
يبدو أن الوضع بين البلدين يتجه نحو مزيد من التأزم والتصعيد في ظل توسّع غير مسبوق لمروحة الإحتجاجات في العديد من المدن والمحافظات السورية, ويبدو أن الطلب السوري لن يلقى أذاناً صاغية في قطر بل سينعكس بشكل سلبي وبمفعول رجعي على الساحة السورية نظراً لحملة التشويه المنظمة التي يعتمدها النظام عبر أدواته المباشرة وغير المباشرة بحق القرضاوي الذي رد سريعاً على الدعوى القضائية الموجهة إليه بالقول "الذين رفعوا دعوى عليَّ يريدون أن يخوفوني، لن أخاف وسأظل أقول الحق ... يقاضوني للمس بهيبة الدولة، الدولة التي تمس هيبتها كلمة ليست دولة، هي أوهن من بيت العنكبوت", وأضاف متوجهاً إلى النظام بالقول "هذا زمن التغيير، ومن لا يتغير يُداس بالأقدام ... هذه الأنظمة إستعبدت الناس فكيف ينتجون ويعملون؟ عندما طلبوا الحرية ضربوهم بالرصاص
بقلم قاسم محمد يوسف
11.04.2011