
16|04|2011 صوت الكورد .
بيروت اوبزرفر..لا دلالة للتلفيقات التي يحيكها النظام السوري ضد“ تيار المستقبل ”سوى أنه يتجه“ بإصرار ” نحو الهاوية ؛ و يحاول بشتى الوسائل“ امتصاص ” الصدمات التي تصيبه بإلقاء اللوم على تدخلات خارجية تمول و تسلح و تعبئ للفتنة ؛ و كأن ما يجري في سوريا إنقلاب“ بورجوازية ” ضاقت ذرعا بحكم“ التعتير ” فانتفضت ؛ و كأن الشعب السوري يحتاج“ تعبئة ” من الخارج لينتفض او يحتاج أسبابا“ مستوردة ” تدفع به الى الثورة ؛ أربعون سنة من“ الذل ” الخانق و لازال النظام“ الغشيم ” يحاول فرض الغباء على شعبه لابل يحاول“ تصديره ” أيضا ؛ أربعون سنة“ افترس ” خلالها النظام السوري أهله و ناسه ؛ مارس“ الإهانة ” ؛ زرع“ الحقد ” و حفر في ذاكرة مجتمعه“ مسافات ” من النقمة ؛ أي نظام كهذا لا يحتاج شعبه الى تعبئة لينقلب عليه ولا الى المال لينتفض ضده ؛ متهم من الحرية ؛ مدان في القمع و محكوم بصفة“ قاتل ” ؛ أي نظام كهذا لا تنقص شعبه“ شجاعة ” السلاح ليثور ؛ على العكس فالثورة في سوريا لم تكن يوما مستبعدة و“ المستغرب ” ما استغرقته من“ زمن ” لتندلع شرارتها.
من يستغرب الثورة اذا ما قامت في ظل“ نظام ” يحاول التستر على جرائمه بالحماقات ؟ من يستبعد“ التمرد ” خلف جدران المعتقل ؟ أربعون سنة تحولت خلالها سوريا الى وطن يحيطه“ السور ” العازل و تغرز في“ ترابه ” الأسلاك الشائكة ؛ أربعون سنة و الشعب السوري يردد من“ حافظ ” الى بشار ( بالروح بالدم ) نفديكم ؛ هتف لهم فأخضعوا روحه و أهرقوا دمه ؛ أربعة عقود و سوريا على حالها ؛ مصابة بالهلع ؛ تتشارك“ الرغيف ” مع الرعب و تترافق“ يومياتها ” مع الخوف و تقارير المخبرين ؛ أربعة عقود و“ السكوت ” يطبق على أنفاس شوارعها ؛ يخيم على منازلها و يزحف الى“ نطقها ” لتخالها بكماء ؛ أربعة عقود“ صمتت ” خلالها سوريا كل سوريا ولم يتكلم سوى النظام ؛ و بعد“ أربعة عقود ” يبحث هذا النظام عن وسيلة لإسكات كلماتها الأولى ؛ يفتش في جعبته التي فرغت من كل شيء إلا من التركيبات“ المخابراتية ” عن حجة تخرسها من جديد ؛ يريدها خاصته ؛“ جاريته ” ؛ لا تتحرك إلا بإذنه ولا تتكلم إلا بإذنه ؛ سوريا“ البعث ” كما فبركها ؛ سوريا“ الأسد ” كما رسمها .. على صورته.
خلطة عجيبة“ اجترحتها ” سخافة النظام السوري في محاولة يائسة للملمة“ الخيبات ” المستجدة ؛“ خلطة ” سحرية ابتدعها جهابذة النظام المعجزة ؛ ما من حركة“ غضب ” في سوريا ؛ الشعب كله يؤيد النظام ؛ ليس هناك تظاهرات ولا احتجاجات لا مطلبية ولا اعتراضية ؛ هناك تحريض“ لبناني ” يصدر الفتنة إليها و تيار المستقبل هو“ المكنة ” التحريضية و رأس الإنقلاب ؛ طبعا .. لديهم جمال الجراح ( جيمس بوند ) الألفية الثالثة ؛ و بلطجية“ الفاشستية ” الحريرية قد توزعوا بقمصانهم السود على أسطح“ الشام ” و باقي المدن السورية ليحصدوا بقناصاتهم دعاة التغيير و التحرر ؛ من درعا الى دمشق انتشروا“ لينشروا ” الفوضى و يخربوا طمأنينة الشعب السوري ؛ هدفهم“ بحبوحته ” ؛ راحة باله ؛“ الأمان ” الذي يعيشه ؛“ سخاء ” نظامه في إطلاق الحريات ؛ الجراح ( الخارق ) و مجموعة“ الطاغية ” سعد الحريري يحاولون تقويض ركائز النظام في سوريا ؛ أي“ خيال ” جامح تمتلكه الذراع الأمنية لذلك النظام لابل أي“ مخيلة ” مريضة تديره ؟
هل تحتاج سوريا من يدفع بها الى الثورة ؟ الى قلب“ النظام ” او الإنقلاب عليه ؟ هل يحتاج الشعب السوري الى محرض لينتفض على من“ سحق ” عظامه و كرامته أربعة عقود متتالية ؟ و بالتالي هل يحتاج السوريون الى تحريض ( تيار المستقبل ) كي يعلنوا بداية انهيار حواجز السكوت و الخوف و الرضوخ ؟ ربما يحتاجون“ الدعم ” كل الدعم إنما .. بهكذا إمكانيات ضخمة تستطيع أن تصدع نظام“ البعث ” المتحكم بسوريا ؛ بهكذا قدرات عالية تمكنه من تحريك الشارع السوري و تعبئته لإسقاط نظام بلاده ؛ بهكذا“ كم ” من الأسلحة و العتاد و الرجال أما كان الأجدى بتيار المستقبل أن يدافع عن نفسه في شوارع بيروت ؟ أما كان الأجدى به أن يحافظ على“ حكومة ” يترأسها زعيمه ؟ لو كان هذا“ التيار ” يمتلك ما يدعيه النظام السوري ؛ ولو كانت قدراته بحجم دعم ثورات الشعوب لما أسقطته“ بروفة ” اجتياح صباحية ولما حجبت عنه ولاء بعض الحلفاء ؛ لو كان تيار المستقبل على هذا القدر من السطوة و القوة لما خسر ( سعد الحريري ) معركة الحكومة ولكان رئيسها الى ما شاء الله ؛ ربما تأخرت الثورة السورية لتفرد“ أجنحتها ” إلا أنها و بالتأكيد لا تحتاج الى“ جيمس بوند ” لبناني يحفز انطلاقتها.