14|04|2011 صوت الكورد .
مصدر فرنسي: نظام الأسد نجح في إثارة المخاوف الغربية رغم عدم تأكدنا من صدق روايته عن المسلحين
المصدر:الإدارة الفرنسية اجتمعت بالحقوقي هيثم مناع وطلبت منه توضيحا لروايته عن"عروض السلاح" ، لكنها لم تتلق منه أية معلومات ذات قيمة ، وقناة "الجزيرة" ألغت اتفاقا معه بعد أن فاجأها بالتصريح!؟
الحقيقة.. إلين / سوزان بورجوا): قال ديبلوماسي فرنسي إن نظام الأسد "قد يكون نجح في إثارة المخاوف الغربية جديا من إمكانية سقوط نظامه في أيدي أصوليين أو أيدي الفوضى". وبحسب الديبلوماسي الفرنسي المعني بالشؤون السورية واللبنانية ، فإن الإدارة الفرنسية لم يكن بإمكانها تجاهل المعلومات الواردة من دمشق حول سقوط عشرات القتلى وعشرات الجرحى من عناصر الجيش والقوى الأمنية برصاص " لم يزل بالنسبة لنا مجهول المصدر، وإن كنا لا نستطيع سوى أخذ رواية النظام عن مسلحين أصوليين بعين الاعتبار طالما أننا لا نمتلك معلومات دقيقة من مصدر مستقل حول ما جرى ويجري".
وكان من الملاحظ أن السلطات الفرنسية قد عدلت من موقفها نسبيا خلال اليومين الماضيين ، حيث بدأت تتحدث عن " عنف من الطرفين" ، و الإشارة إلى "سقوط أعداد كبيرة من عناصر الجيش والأجهزة الأمنية بالرصاص". وبحسب المصدر ، فإن بيان " هيومان ريتس ووتش" الأخير ، ورغم أنه اتهم السلطت السورية بمنع الجرحى من المحتجين من الوصول إلى المشافي، فإنه تضمن إشارات خطيرة تفيد " بإقدام المتظاهرين في أكثر من منطقة ، لاسيما في المنطقة الجنوبية سوريا ( حوران) ، على انتزاع الأسلحة من عناصر الجيش والأمن وقتلهم بها". ويقول المصدر" إن هذا التطور خطير جدا ، فهو يشير إلى وجود نزعة لدى فئات واسعة من السكان للجوء إلى السلاح كوسيلة لمواجهة السلطة إذا ما توفر لها".
وكشف المصدر عن أن "جهات أمنية وديبلوماسية فرنسية التقت الناشط الحقوقي هيثم مناع ، وهو مواطن فرنسي أيضا، وطلبت منه معلومات حول تصريحاته عن عروض السلاح التي تلقاها ، والجهات التي قدمت له تلك العروض ، أو ما إذا كان أطلق تصريحاته بهذا الشأن لغرض محض إعلامي وسياسي" ، مشيرا إلى أن مناع" أكد صحة ما قاله بهذا الشأن ، لكنه لم يقدم أية تفصيلات ذات أهمية بشأن طبيعة تلك الجهات".
وكان مناع كرر ما قاله لقناة "الجزيرة" بهذا الشأن في أكثر من مقابلة مع وسائل إعلام غربية ، ولاسيما قناة " فرانس 24 " الفرنسية التي تبث بالعربية ، والتلفزيون الألماني. وعبر المصدر عن "خشية الإدارية الفرنسية من أن تكون تصريحات مناع جزءا من اتفاق مع قيادة النظام ( السوري)، ولاسيما نائب الرئيس فاروق الشرع ، بهدف تمكين النظام من عملية ضبط التحركات الاحتجاجية والحؤول دون دخول الجهات الإسلامية المختلفة إلى الميدان". وكشف المصدر في هذا السياق عن أن قناة "الجزيرة" استدعت مناع إلى قطر ليعلق على الأحداث من الاستوديو المركزي ، وكان الاتفاق مع القناة ينص على أن يمضي فترة أسبوع في الدوحة من أجل ذلك ، لكن إدارة القناة " أصيبت بالصدمة والدهشة لجهة أنه أطلق تصريحه عن عروض السلاح في اللقاء الأول الذي لم يدم سوى عشر دقائق ، الأمر الذي دفع القناة إلى إلغاء الاتفاق معه ، إذ إنها فهمت الأمر كما لو أنه تخريب للانتفاضة السورية باتفاق مسبق مع النظام السوري. ولم تستقبله بعد ذلك ، خصوصا وأن سلطات النظام السوري استخدمت تصريحاته بهذا الخصوص كرافعة لتمرير روايتها عن العصابات المسلحة". وعزز المصدر شكوكه هذه بمعلومات قال إن الإدارة الفرنسية تلقتها من أحد الصحفيين اللبنانيين في باريس لجهة أن إدارة تحرير صحيفة"الأخبار" اللبنانية ، المدافعة عن سياسات النظام السوري "الوطنية"، خصصت الصفحة الأخيرة من عددها الصادر في 31 آذار / مارس ، أي في اليوم نفسه الذي أطلق فيه مناع تصريحاته بشأن "عروض السلاح" ، للاحتفاء بصاحب التصريح وتقريظه ، في الوقت الذي أغلقت فيه أبوابها بوجه معظم المثقفين السوريين! وهو أمر لا تقدم عليه الصحيفة إلا بالنسبة لأشخاص وشخصيات سياسية وثقافية" تريد تكريمهم بشكل متميز".
وعلى صعيد رواية " العصابات المسلحة" ، أكد المصدر أن السلطات الفرنسية تبذل ما في وسعها عبر سفارتها في دمشق للتحقق من صحة الرواية ، إذ إنها تخشى في ضوء معلومات تلقتها من مصادر محلية من أن يكون المسلحون مجرد مجموعات ممن اصطلح على تسميتهم بـ"الشبيحة" ، لاسيما وأن السلطات الأمنية السورية " فشلت حتى الآن في تقديم أية أدلة مقنعة على وجود مجموعات مسلحة إلى الرأي العام باستثناء الثلاثة الذين عرضتهم اليوم ( أمس)، والذين لم يقنعوا أحدا بروايتهم".