ادريس مهدين أحمد
ربيع بلادي
سوادٌ على سواد
ساد البلاد
على مائدة البلاد .
الورودُ و أشجارُ
و وجوه العباد
ألتفحت بوشاحٍ
مجردةٍ من ألوان
إلَّهية
و أخذت على عاتقها
الإضراب عن الفرح
و أعلنت
الحداد
و كيف لا
لطالما ربيع بلادي
تمردت على شريعتها
و مزقت ثوبها
لتغطي بها الرصاصات
المستقرة في أجساد
ظلت منيعة
تواجه سيلاً من التهم
من عمالة و تجزئة
و خيانة العلم
ربيعُ بلادي
جرعت الدم
إلى أنّ أرتوى
القمحُ و الزيتونُ و القطن
إلى أن فاضة الدجلة و الفرات
و جرفت المدن
إلى أن .. إلى أن
إلى أن سرقت زهوراً
من البستان بلا ذنبٍ
أو ثمن
إلى أن فطرت قلوبٍ
ناظرة لغدٍ جميلٍ
و وطن .
ربيع بلادي ممنوع
من القدوم
إلا إذا إختبئة
بعباءة سوداء
و أكاليل و شموع .