
17|03|2011 صوت الكورد .
جريدة جوزف سماحة تنطق باسم رستم غزالي ، وربما ساورتها الظنون بأن المتظاهرين السوريين .. جواسيس!؟
صحيفة "الأخبار" اللبنانية لم تسمع بما حصل للأطفال والحوامل والشيوخ على أبواب وزارة الداخلية السورية ، فاكتفت برواية شرطي برتبة عميد عن " المندس الصهيوني".. طيب تيزيني!
الحقيقة..عندما أطلّت علينا صحيفة"الأخبار" اللبنانية من رحم حرب تموز2006 ، تفاءلنا بالخير . كان يكفي بالنسبة للكثيرين أن يكون جوزف سماحة محررها لكي يطمئنوا إلى أن الديمقراطيين السوريين الحقيقيين ، لا أتباع "الديمقراطية الوهابية"، سيكون لهم نافذة يطلون منها على العالم بوجوههم الحقيقية سوى نافذة .. "قضايا النهار" و "ملحقها"! كانت تكفي معرفة هؤلاء بجوزف سماحة "اليوم السابع" ، الذي رفع صوته عاليا بوجه نظام الأسد بينما كانت المخيمات الفلسطينية تدمر على رؤوس أصحابها من قبل عضابات وزعران حركة "أمل" وأحمد جبريل وقطاع طرق غازي كنعان، لكي يعرفوا أن الجريدة الوليدة لن تخضع للترهيب أوالتهديد .. أو الإغراء ، سواء أكان هذا الإغراء ماديا يجسده مال حقيقي وسوق توزيع ..أو معنويا تجسده عملة مزيفة اسمها"الممانعة"!
لم يخب ظن هؤلاء ، ولو أن أملهم كان أكبر. فقد وجد ديمقراطيون سوريون حقيقيون نافذة جديدة لهم ، مع أن الكثير من الأصوات الأكثر شجاعة وموهبة ونقاء لم تجد طريقا سوى إلى سلة نفايات الصحيفة الوليدة. وبعد رحيل سماحة ، المبكر والمفجع، بدأت هذه الأسماء السورية تتبخر من على صفحات "الأخبار" لتنحصر أخيرا في اسمين اثنين لا ثالث لهما! ولسنا نعرف إن كان تبخرهم بفعل نار ابراهيم الأمين أم نار خالد صاغية!؟
دفعت الصحيفة خلال الأعوام الماضية ـ ونحن نعترف لها بذلك ـ ثمنا لعدد من المواقف التي عبرت عنها والتحقيقات التي أجرتها عن قضايا تمس النظام السوري بشكل أو بآخر، فجرى منع توزيعها في سوريا أكثر من مرة. ويبدو أنها " تأدبت" أخيرا!
مع ذلك ، كنا نعتقد أن " تأدبها" سيقف عند هذا الحد ، ولن تنقلب لتلعب دور شاهد الزور في محاكم تفتيش النظام السوري!
ما نشرته الصحيفة في عددها الصادر اليوم عن التظاهرة الصغيرة أمام وزارة الداخلية السورية يوم أمس هو شهادة زور حقيقية ، وصفعة على خد كل مواطن سوري ( وأولهم الطفل هانيبال الحسن الذي ضرب واعتقل وهو يحمل صورة أمه المعتقلة رغدا حسن) ، وخيانة فاقعة لجوزف سماحة الذي لم يمل "ورثته" من تذكيرنا بمناسبة ودون مناسبة بأنهم أمناء على وصيته وإرثه وتراثه.
الجريدة لم تكتف بأنها لم تذكر كلمة واحدة عما جرى أمام وزارة الداخلية و في ساحة الشهداء(المرجة)، بل ذهبت إلى حد نشر رواية النظام السوري فقط ، أي رواية مدير التوجيه المعنوي في الوزارة الذي اعتبر المتظاهرين مجموعة من المندسين. وهي رواية ليس فيها حرف واحد صادق!
برقيات موجزة إلى "الرفيق" ابراهيم الأمين:
ـ إن الشعب السوري جدير بالديمقراطية أيضا ، وجدير بأن تحترم حقوقه ، لا أن يعامل وسط الشارع كما تعامل الحيوانات .. فيعتدى على طفل عمره 10 سنوات ويعتقل لمجرد أنه حمل صورة لأمه المعتقلة ، وعلى حامل في شهرها السادس لمجرد أنها جاءت لتطالب بإطلاق سراح قريبها!
ـ إن الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان أمور جيدة لسوريا أيضا مثلما هي جيدة لـ... البحرين!
ـ إن من تظاهروا ليسوا أصدقاء للإمبريالية ولا لسعد الحريري أو وسام الحسن أو تاجر النفايات الكيماوية عبد الحليم خدام أو جزار تدمر رفعت الأسد!
ـ على رأس المتظاهرين كان شيخ المثقفين البعثيين والقوميين التقدميين ( إذا كان تبقى أحد منهم)، عنينا : طيب تيزيني ، وزوجة أحد كتابكم "الستالينيين"النجباء ، ناهد بدوية ( ابنة حزب العمل الشيوعي في سورية .. وليست ابنة " تيار المستقبل" أو "القوات اللبنانية"!).
نحن ما زلنا بخير، طمئنونا عنكم أنتم!؟
نحن ما زلنا بخير، طمئنونا عنكم أنتم!؟