شيرين درويش-عفرين
لا تسأل من تكونين أنت؟؟
هاك جسدي...
أقرأ تاريخه الممزق
على أوردتي وشراييني
فضّ الستار عن عيني
وأبحر بسراب خفاياه
اغرز أظافرك في قلبي
وافتحه على مصراعيه
سر في متاهاته...
واستنبط هيروغلفيته الخالدة
المنقوشة على جدرانه....
لا تخف من دوامات الضباب
ومن أشواك الدم...
وأشباح الألم المرير....
فهذا هو نفسه قلبي,
قلبي الذي وهبكم كل الحب
قلبي الذي يوزع هدايا الفرح
وشموع الأمل وشموس الحياة
في ليلكم الطويل الكئيب...
قلبي المدفون في أغوار اللاوجود
المنفي من أعين وأنامل الوجود
هل عرفتَ من أنا؟!!؟؟؟
أنا هي سيدة قصور البكاء
ومدن الحزن المنسية
أنا إله الألم الأبدي....
وهبتُ أشرعتي للقدر....
وندرتُ روحي للرب....
وقذفتُ بقلبي حطباً لمحرقة الشمس
هل مازلت تبحث عن الجواب؟؟!!!
إذاً فاقترب .... اقترب أكثر...
وألمس تلك الحرقة...
ودع ألسنة اللهيب تبتلعك
ستعلم حينها بأن هذا....
هو قدري ....هو وجودي...
فما أنا إلا بقايا رماد امرأة....
حياتها ليست إلا...
كومة من الألم...
وحفنة من الأمل...
أنا فكرة هائمة في ضباب اللاوجود