عائدون بحلة جديدة

موقع قيد الانشاء
مصنف ضمن:

عبد الحميد درويش يشرح للأسد أوضاع الكورد و سياسات الشوفينية المتخذة بحقهم و مرسوم {49}

 

20|12|2010

وجه سكرتير الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا وعضو مجلس الشعب سابقاً عبد الحميد درويش رسالة مفتوحة إلى رئيس الجمهورية يشرح فيها الأوضاع السيئة التي يعيشها المواطنون الكرد في سورية، تارة بسبب الجفاف وشح المياه، وتارة أخرى بسبب السياسات الشوفينية والإجراءات العنصرية المقيتة المتخذة بحق أهل هذه المناطق بغير وجه حق حسب رأي درويش، مستشهداً بذلك بالمرسوم /49/ لعام 2008 الذي عطل جميع الأعمال والفعاليات الاقتصادية، وعلى الإحصاء الاستثنائي الذي أجري في محافظة الحسكة عام 1962 وحرم مئات الألوف من المواطنين الكرد من حق الجنسية، وجميع الحقوق المدنية بما فيها حق المواطنة ،وحق العمل والتوظيف في دوائر ومؤسسات الدولة .
ودعا درويش في ختام رسالته السيد الرئيس إلى معالجة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في البلاد عامة ، وفي هذه المناطق على وجه الخصوص ، قائلاً «فقد بلغت حدا من التأثيرات السلبية تشمئز منها النفوس ،وتسيء للقيم الوطنية ومصالح شعبنا وبلدنا سوريا» . راجياً منه التدقيق في المعلومات والأخبار التي تأتيه بشكل معاكس وعلى غير حقيقتها ،وأن «الناقلون لهذه الأخبار هم المستفيدون منها للتغطية على فسادهم، وعلى منافعهم الخاصة ،ولأنهم يندفعون وراء مشاعر قومية ضيقة، عفا عليها الزمن وأثبت التاريخ عدم جدواها ، بل وأثبت بأنها تلحق أشد الضرر بالمصالح الوطنية العليا ..».

نص الرسالة

رسالة مفتوحة إلى سيادة الرئيس الدكتور بشار الأسد رئيس الجمهورية العربية السورية
سيادة الرئيس :
تحية تقدير واحترام ، وبعد ..
نظرا لما آلت إليه الأوضاع في المناطق التي يسكنها الأكراد ، وما يملي علينا ذلك من واجب فإننا نود تذكير سيادتكم بهذه الأوضاع ، فكل من يزور هذه المناطق بوجه عام ومحافظة الجزيرة بوجه خاص،وخاصة أولئك الذين كانوا قد زاروا هذه المناطق وهذه المحافظة ( الجزيرة ) في فترات سابقة،يمكنه أن يتوصل إلى استنتاج واضح دونما عناء ودون الاعتماد على الغير،وهو أن الوجه والسمة الحقيقية لمدن وقرى الجزيرة قد تغيرت إلى حد بعيد، فالشوارع التي كانت تعج بالمواطنين ، والمحلات التجارية التي كانت تستقبل الزبائن بكثرة،باتت شبه خاوية، وبشكل أكثر وضوحا وتأثيرا تراه في مدن ديريك (المالكية) وعامودا والدرباسية وغيرها من مدن الجزيرة ، عدا عن القرى العربية منها والكردية ، التي باتت تحن لأهلها الذين هجروها إلى المدن الكبيرة في البلاد بحثا عن لقمة العيش، وفقدت الأمل في عودتهم ثانية بعد أن عم الجفاف وشحت المياه وانعدمت العناية بها، عدا عن السياسات الشوفينية والإجراءات العنصرية المقيتة المتخذة بحق أهل هذه المناطق بغير وجه حق، ولا عجب إذا قلنا بأن طير البوم بات يجوب حرا في بعض القرى، هذا الطير الذي يعتبر في الأعراف الشعبية القديمة نذير شؤم وخراب .
سيادة الرئيس : لا نغالي إذا قلنا بأن الأوضاع مأساوية في هذه المناطق ، فالمرسوم /49/ لعام 2008 قد عطل بدوره جميع الأعمال والفعاليات الاقتصادية والتي تعد بأكثر من خمسين مهنة يأتي في مقدمتها البناء والمواد اللازمة لذلك ، والبيع والشراء ، والأيدي العاملة باتت تعاني من الفقر والعوز ،بالإضافة إلى الفلاحين الذين جلب لهم الجفاف وضعا مزريا أيضا ، هذا علاوة على الإحصاء الاستثنائي الذي أجري في محافظة الحسكة عام 1962 وحرم مئات الألوف من المواطنين الكرد من حق الجنسية وجميع الحقوق المدنية بما فيها حق المواطنة ،وحق العمل والتوظيف في دوائر ومؤسسات الدولة.
سيادة الرئيس : نحن لا نعلم شيئا عن مدى دقة المعلومات التي تصلكم حول الأوضاع المعاشة في هذه المناطق ، وان كنا نشك بوصولها إليكم على حقيقتها ، من هنا يا سيادة الرئيس نتوجه إليكم بهذه الرسالة المفتوحة للفت نظركم الى الأوضاع المزرية التي يعيشها جزء من وطنكم وقسم من شعبكم الذي تعتبرونه جزءا أساسيا من النسيج الوطني ، وهم بالتالي يستحقون منكم الرعاية والعناية كغيرهم من المواطنين .
سيادة الرئيس : إننا نثق بحرصكم على مصلحة سوريا وشعبها ونؤمن بأنكم لا تميزون بين مواطن وآخر بسبب العرق أو الدين أو المذهب ، وتجلى هذا الواقع في تصريحاتكم ومقابلاتكم الصحفية وعلى الفضائيات والتي كانت موضع تثمين وتقدير لدى جميع أبناء سوريا على مختلف انتماءاتهم السياسية والقومية ، ومن هذا المنطلق ، ندعوكم يا سيادة الرئيس إلى معالجة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في البلاد عامة ، وفي هذه المناطق على وجه الخصوص ، فقد بلغت حدا من التأثيرات السلبية تشمئز منها النفوس ،وتسيء للقيم الوطنية ومصالح شعبنا وبلدنا سوريا . ونرجو أن تدققوا معلومات أولئك الذين يبررون هذه السياسات والممارسات الشوفينية تجاه مواطنيكم الكرد ، والذين ينقلون المعلومات والأخبار على غير حقيقتها ،فهم مستفيدون منها للتغطية على الفساد وعلى منافعهم الخاصة ،و يندفعون وراء مشاعر قومية ضيقة عفا عليها الزمن وأثبت التاريخ عدم جدواها ، بل وأثبت بأنها تلحق أشد الضرر بالمصالح الوطنية العليا .
وختاما فإننا نتطلع إلى بادرة من سيادتكم لمعالجة هذه الأوضاع ، وفي وقت قريب .. لكم كل التقدير والاحترام .

7/12/2010
عبد الحميد درويش
سكرتير الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا

جميع الحقوق محفوظة @ 2015 صـــوت الكـــــورد sawtalkurd .

التصميم من قبل Sawtalkurd | ألوان