سليمان حسن :
اتهمت الغالبية العظمة من الشعب الكردي تلك القوى الغريبة في سري كانيه على انها مدعومة من قبل تركيا وتعد امتداداً للتدخل التركي في المناطق الكردية, بينما اتجه الاخرون الى ابعد من ذلك و اعتبروها حرب, كردية تركية ,
على الوجود القومي الكردي في الجزء المحتل من كردستاننا في سوريا, وهو ما يعلل الدعم المطلق للحكومة التركية لتلك القوى الظلامية من فتح الحدود ودعمه عسكريا و لوجستيا حسب رأي الكثيرين ,وهنا تكمن الاشارة الى انه ,اذا كان الدعم العسكري يقدم لأعداء الكرد من تركيا , فلماذا لا يتهافت الكرد الموجودين في تركيا الى تقديم الدعم الممكن لاخوتهم في سوريا, باعتبارها معركة تحديد مصير و هوية شعب ,اي ان الجميع مشترك في هذا الحرب ويعد طرفاً فيها سواء بسبب مباشر او غير مباشر ام ان اخوتنا في كردستان تركيا غير معنيين بهذا الوضع و بالتالي فهم منصرفون الى اعمال اهم من هذا الحرب . وفي حين تتوحد الكتائب و الألوية الكردية في حلب وريفها تحت راية واحدة وتعلن عن استعداها للقتال حتى تحرير سوريا باستثناء سري كانيه,وفي حين يتجه اخرون من القيادات الكردية السياسية الى اعلان تبرئتهم و اثبات عدم صلتهم مع تلك القوى في سري كانيه وبانهم مع المصلحة الكردية العامة وليست تلك القوى سوى مخطط تركي او بعثي لضرب وحدة الكرد وبث الفتنة بين التعايش الاخوي الكردي العربي , فأنه يحق للكردي المظلوم ان يسأل ماذا يحدث على الساحة الكردية وما هي اسباب هذه الصراعات ومن يقف ورائها .
وهذا ما يزيد من المسؤولية الملقاة على عاتق القيادة السياسية الكردية في سوريا ,اذا كانت معنية بهذا الحرب وبملف الفارين والشهداء و المنكوبين من اهلنا في سري كانيه,فيما تتجه الحركة الكردية الى تبني سياسة التصاريح و البيانات التي تلقى باللوم هنا وهناك على من كان سببا في تضخيم هذه الازمة بشكل غير مباشر او من كان سبببا في دخول الجيش الحر او بعض المحسوبين عليه الى مناطقنا الامنة بحسب نظرهم ,و بالتالي يبررون لانفسهم حياديتهم ووقوفهم في منتصف المسافة بين القوى الكردية المحاربة و تلك القوى الغريبة , و هم متمتعين برفاهية العيش في السليمانية و هولير او اوروبا بحجج صحية وغير صحية وليس هربا او خوفا من الاعتقال او الخطف اوحتى التصفية الجسدية كما لحق بالعديد من القيادات الكردية.
فالمعركة الان هي معركة تحديد وجود قومية على ارضها وليست معركة اجندات اقليمية او داخلية او مسألة تصفية حسابات سياسية ,حيث ان كل تأخير عن وجود حل جذري لمسألة القوى المسلحة كافة في المناطق الكردية وبالتالي تسببها في تعريض امن المنطقة و استقرارها الى الخطر وقرع طبول الحرب فيها لهي مسألة خطيرة بكافة المقاييس ويجب الوقوف الجدي عليها لاخراج مناطقنا من هذه الحسابات المؤدلجة سواءً داخلية كانت ام خارجية ,فهذه المناطق كانت منكوبة منذ عقود جراء سياسات البعث فيها ولم تعد تتحمل المزيد من هذه السياسات من قبل حماة الثورة ام متبنيها كما تجدر الاشارة الى ان هذه المناطق تعد مؤى لألاف العائلات النازحة من مناطق الصراع الساخنة وبالتالي فقد فرض هذا الصراع نفسه على البرنامج الاغاثي الانساني وكان سببا في تأخير ايجاد حل للازمة الاقتصادية التي فرضت نفسها على الساحة والتي كانت ستعد بمثابة كارثة كبيرة لولا تدخل السيد الرئيس مسعود البرزاني رئيس اقليم كردستان وتقديمه مساعدات عاجلة و التي تتطلب برنامجا عاجلاً لايصاله الى كافة المناطق الكردية , فالمرحلة التي يمر بها الشعب الكردي في سوريا لمرحلة حساسة بكافة المقاييس ويتطلب من الجميع تدارك الامر خاصة المعنيين بشكل مباشر بازمة سري كانيه , فهي تعد الان معركة تحديد الوجود القومي الكردي فيها بغض النظر عن من تسبب في اشعالها او تأجيجها من قوى داخلية او اقليمية و لذلك لا بد من اعادة توجيه مسار الثورة واعادة ادلجتها كي تكون كما تبناها السوريون بقومياتهم المختلفة ثورة حرية و كرامة لبناء دولة ديمقراطية وليست ثورة تربية ذقون ولحى طويلة .
selemanhasan@hotmail.com
سليمان حسن
بلجيكا