12|03|2011 صوت الكورد .
image bank - AFP ..تعيش زوجات الرؤساء حياة بذخ وترف وتبذير، وقد نشرت احدى الصحف تقريرا عن زوجة الرئيس السوري بشار الاسد، تحت عنوان "زوجة الدكتاتور ترتدي لوبوتينز"، "The Dictator’s Wife Wears Louboutins"، وقد هاجمت فيه الصحيفة بشدة نشر مجلة "فوغ" بروفايلاً مطولا للتحدث عن "أحذية" السيدة أسماء الأسد. وانتقد التقرير بشكل لاذع البذخ الذي تمارسه هذه السيدة بعد أن أصبحت زوجة للرئيس السوري. بدءا من احذيتها وانتهاءا بطائرتها الخاصة. بعد أن كانت تستيقظ في السادسة صباحا لتذهب إلى عملها قبل زواجها هذا.
![]() |
زوجة الدكتاتور ترتدي لوبوتينز |
ويستعرض الكاتبان فايس باري وديفيد فيث تاريخ عائلة الأسد التي تحكم سوريا منذ عام 1970 وكيف سحق الأب حافظ إنتفاضة حماة بقتل 20000 مدني وكيف أجج الحرب الطائفية في لبنان ليحكمها مسيطراً بالدم والإرهاب على جزء من الشرق الأوسط. ويضيف التقرير "كل هذا لا يهم فوغ ما يهمها هو قدم السيدة الأولى التي ترتدي حذاء من تصميم كريستيان لوبوتانس الذي يقرب سعره 700 دولار في الحد الأدنى وكذلك نظارات شانيل الشمسية و رحلاتها على متن طائرتها الخاصة فالكون جيت 900!"
ويذكّر التقرير وضع اسماء الاسد يوم كانت موظفة في بنك "جي بي مورغان" قبل زواجها ، حيث كان عليها أن تستيقظ منذ السادسة صباحا لتذهب إلى عملها دون أن يكون لديها حتى فرصة لأخذ استراحة الغداء ، وبين وضعها الحالي، مؤكدا ان "هناك 21 امرأة في العالم اليوم، من السيدات الأول، تعيش بهذا الأسلوب!
ويتابع التقرير: فوغ لتكلمنا عن إدارة بيت الأسد حيث تقول أسماء "أن القرارات في المنزل يتم إتخاذها من قبل زوجها وقبلها ومن قبل الأطفال بطريقة ديمقراطية نحن جميعاً ودوماً نصوت لما نريد القيام به" ويضيف التقرير، أما بالنسبة للشعب السوري خارج منزل الأسد فالوضع مختلف وديمقراطية بشار هي نسخة عن ديمقراطية صدام حسين حيث نجح بشار الأسد بنسبة 97% في إنتخابات عام 2000 مما يجعل سورية بدرجة بورما والسعودية و كوريا الشمالية.
![]() |
سوريا.. بلد غامض بلا قانون |
تغاضت فوغ عم حدث لطل الملوحي ولكن قراء فوغ تمتعوا بقراءة تفاصيل أهم من ذلك: نهار الجمعة يوم عطلة الرئيس ذو الرقبة الطويلة والعيون الزرقاء ببنطاله الجينز يتكلم بكل شغف عن كمبيوتره الأول وتضيف فوغ أنه درس طب العيون لأنه كما يقول "واضح جداً وليس عمل طوارىء وليس به الكثير من الدماء".
أي بعكس بلده سوريا: البلد الغامض الذي بلا قانون، والخاضع لقانون الطوارىء منذ 1963 والذي تسفك الدماء فيه من قبل اجهزته الأمنية وحلفائه التقليديين. من الصعب التصديق أن صحفي مخضرم تخفى عليه هذه الحقائق ولكن من المؤكد أن تقرير فوغ لا يعدو عن كونه نوع من الترويج والتبييض أي العلاقات العامة تمت مقايضته بشيء ما من رحلات ترف وكثير من السخاء والكرم.
في الاسابيع الماضية وبعد أن برهنت الانتفاضات الشعبية على شراسة ولا شرعية أنظمة الشرق الأوسط شعرت العديد من المؤسسات الغربية بالخجل من تعاملها معها، كلندن سكول أوف اكونوميك التي قبضت أكثر مليوني دولار من عائلة القذافي وكذلك خبراء مثل المنظر السياسي بنجامن باربر الذي قال عن القذافي لتأهيله دولياً "مفكر غامض وعالي التكيف إن تم إقصائه سيتحول إلى مستبد". لربما عندما يسقط نظام الأسد، حتى الأن نجحت اجهزته الأمنية في إخماد أي تظاهرة، سنشهد إعادة حسابات مشابهة وبذلك تكون فوغ قد حجزت بطاقتها المؤسفة لهذا النوع.